الانتفاضة الطلابية.. حرية التعبير تدعس في حرم أرقى جامعات العالم!

الانتفاضة الطلابية.. حرية التعبير تدعس في حرم أرقى جامعات العالم!
السبت ٠٤ مايو ٢٠٢٤ - ٠٨:٢٤ بتوقيت غرينتش

الدول الغربية منذ عقود وهي تتغنى بمفردات حرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان انفجرت اليوم على أعتاب أرقى جامعاتها فقاعة هذه المفردات بقمع الأجهزة الأمنية التظاهرات الطلابية السليمية المؤيدة للقضية الفلسطينية.

العالم - مقالات وتحليلات

وعلى سبيل المثال فرنسا التي تتشدق منذ عام 1789 بحقوق الانسان والدفاع عنها دعست بأبشع الصور حرية التعبير وحقوق الانسان في أعرق جامعات العلوم السياسية بأوروبا والعالم من خلال اقتحام الشرطة لللاعتصام المؤيد لفلسطين، وتفريق الطلاب المشاركين فيه بالقوّة، وهذا ما يؤكد ازدواجية المعايير الغربية وزيف كل القوانيين الدولية ومفردة الديمقراطية وحرية التعبير ويثبت بأن كل هذه المفردات مجرد فقاعات كانت الدول الغربية تستخدمها من أجل الهاء باقي الدول، وأنفجرت في أول هبة رياح أنطلقت من قلب الولايات المتحدة.

أما أميركا صاحبة تمثال الحرية تنير العالم، فانهار فيها التمثال وقيدت يداه وسقطت منه شعلة الحرية، حيث الشرطة مارست العنف من سحل وتقيد وضرب مبرح للطلاب والاساتذه المحتجين المسالمين لمناصرة القضية الفلسطينية وللمطالبة بوقف شلال الدم الجاري في غزة منذ أكثر من سبعة أشهر ولغسل يد سلطات الجامعات المتلطخة بدماء أطفال غزة عبر التعاون مع شركات إسرائيلية أو داعمة لـ"إسرائيل".

والحديث حول الحراك الطلابي العالمي حديث ذو شجون، حيث شعلة الحرية التي سقطت في أميركا التهمت باقي جامعات الدول الأوروبية، وعلى خطى الشرطة الأميركية لاقى فيها الطلاب نفس مصير زملائهم.

وكل هذا القمع يأتي تحت قانون ما يسمى "بمعاداة السامية" حيث كل حركة تطالب بكبح جرائم الصهاينة في أي منطقة بالعالم تقمع بحجة هذا القانون الذي جاء بعد ما تعرض له اليهود على يد النازية الالمانية بعد الحرب العالمية الثانية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة هو "لماذا إراقة الدم الفلسطيني لأكثر من سبعة أشهر على يد الصهاينة مباح طبعا بتوثيق وسائل الإعلام الجديدة التي لم يطلها بعد التضليل الغربي، وفي المقابل اللافتات والهتافات التي تطالب بوقف قتل الاطفال الفلسطينين ورد الحق إلى أصحابه ممنوعة بذريعة معادة السامية؟؟!!

وكذلك هذه الاحتجاجات كشفت قوة الرواية الفلسطينية في أروقة أعرق جامعات العالم التي كانت تدرس فيها الرواية الإسرائيلية منذ عقود، كما تكتب بعبارات من ذهب صفحة جديدة في التاريخ بأن صوت الحق يمرض ولكن لا يموت، وأن هذه الرواية لم تعد تنطلي على الجيل الجديد الذي يأبى أن يسقط في مستنقع اللوبي الصهيوني الذي سقط من قبله الكثير من أصحاب الكراسي في الكونغرس.

كما كشف هذا الحراك قوة الصوت العربي والمسلم في الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي سعت أن تجتث جذوره من بلد الأم وان تصهره في عالمها المصطنع ليكون أداة ضد بلده، لكن اليوم هذه الاصوات صدحت ولاتزال تصدح "فلسطين حره"، ولا غبار بعد اليوم يستطيع يجبرها أن تغمض عيونها عن الحقيقة ولن يخدعها بعد اليوم بالبهرج الخداع لحرية التعبير الغربية.

وهذه القوة العربية المسلمة في الولايات المتحدة أسست إلى مرحلة جديدة في تاريخ أميركا حيث أثبتت بان فئة تستطيع أن تقلب الموازين وكل شخص يريد أن يرشح نفسه إلى الإنتخابات الرئاسية يجب عليه في البداية أن يجيب إلى مطالب هذه الفئة ويكسب رضاها قبل أن يكسب رضاء حكام بلدان الأم التابعة لها.

وأجمل ما في الحراك الطلابي هي وحدة الكلمة والمطالب بين كل الطلاب على مختلف أعراقهم وألوانهم ودياناتهم والبئية الجغرافية التي تربوا فيها وحتى مع الاختلاف في الجذور والأصول ليثبتوا للعالم أن أمام الإنسانية تسقط كل الالقاب والحدود، وأن الوحدة هي السيبل الوحيد لمواجهة الغطرسة الأميركية والأوروبية التي غرست كيان الاحتلال في قلب الاراضي الفلسطينية وبفضل دعمها أصبح الكيان جزارا لايرحم حتى جثة الشهيد لينهش أعضائه ومن ميزات هذا الحراك هي الثبات على المواقف بقوة رغم كل العنف، و هذا هو الحل وليس الخضوع والخنوع والهرولة للتطبيع.

كما كشفت الانتفاضة الطلابية هذه، ضعف الإدارة الأميركية في مواجهة الأزمات الداخلية بشكل غير مسبوق وأنها لا تعرف لغة غير العنف والقمع للتعامل مع الاحتجاجات السلمية.

والسؤال الأخير من يوقف الطوفان الطلابي الذي وصل إلى أرقى وأكبر جامعات العالم ومنها الاميركية؟ وهل تجبر هذه العاصفة واشنطن على التدخل المباشر في قرارات كيان الاحتلال من أجل وقف حرب الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وهل تجبرها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعدما استخدمت حق الفيتو من أجل افشال هذا الحق المشروع؟..

*معصومة عبدالرحيم