قائد الثورة: جميع الأئمة (ع) كانوا يسعون إلى الحكم الإسلامي

قائد الثورة: جميع الأئمة (ع) كانوا يسعون إلى الحكم الإسلامي
الإثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ - ٠٥:٣٢ بتوقيت غرينتش

اكد قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، لدى استقباله، اليوم الاثنين، أعضاء الهيئة العلمية للمؤتمر العالمي للامام الرضا (ع)، ان جميع الأئمة (ع) كانوا يسعون إلى الحكم الإسلامي .

العالم - ايران

وقد نشر الموقع الرسمي لمكتب حفظ ونشر آثار آية الله السيد علي خامنئي تصريحات قائد الثورة الاسلامية في لقائه مع أعضاء الهيئة العلمية في المؤتمر العالمي الخامس للامام الرضا (ع).

وقد اشار قائد الثورة الاسلامية في تصريحاته خلال هذا اللقاء، الى وجود نقائص كثيرة في مجال معرفة الأئمة، فقال ، في بعض الأحيان يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لجانب واحد ويتم إهمال الجوانب الأخرى، وأحيانا حتى نفس الشيء لا يلتفت إليه، ويتم الاكتفاء بالقضايا والاهتمامات الخارجية وماشابه ذلك.

واعتبر سماحته اننا كشيعة، من واجباتنا العظيمة أن نقدم أئمتنا للعالم، مبينا انه تم تعريف العالم عن بعض الأئمة (ع) كالإمام علي بن ابي طالب (ع) والامام الحسين (ع) لأسباب معينة، وقد كتب وتحدث عنهم آخرون، وهناك نوع من الاعتراف بهم في العالم غير الشيعي وحتى في العالم غير الإسلامي، لكن أكثر الأئمة (ع) مازالوا مجهولين للاخرين.

ينبغي النظر الى حياة الأئمة (ع) من ثلاثة أبعاد

واضاف قائد الثورة الاسلامية بأنه ينبغي النظر الى حياة الأئمة (ع) من ثلاثة أبعاد. فالبعد الاول هو البعد الروحي والإلهي، أي بُعد قداسة الائمة (ع) الذي يجب ان يناقش بكل وضوح ويقين ولا بد من التعبير عن الجانب الروحي والملكوتي للأئمة (ع) مثلما تحدثنا عن النبي (ص) نفسه. كما يجب التطرق إلى الحديث عن الائمة (ع) الى مسألة عصمتهم وتواصلهم مع الله وملائكته ودرجة ايمانهم وولايتهم لله سبحانه وتعالى. وكل هذه الامور يجب ان تناقش بناء على عمل علمي قوي.

أما البعد الثاني فهو الدروس والعبر من سير الائمة (ع)، الذين هم مدرسة في حد ذاتهم يجب تعريف الاخرين بها، في مختلف المجالات وقضايا الحياة التي يحتاجها الإنسان كالأخلاق، ،والتنشئة الاجتماعية،و الدين، وقوانين التربية.

وتابع سماحته موضحا عن هذا البعد، انه بعض هذه الجوانب، التي لا نوليها الكثير من الاهتمام، لها أهمية في العالم مثل مسألة حماية الحيوانات، لافتا الى ان الروايات عن الأئمة (ع) ذكرت مسألة احترام الحيوان وحمايته. لذا، اذا طرحت هذه المسألة في مجال التنشئة الاجتماعية ستكون بمثابة موضوع مهم للتواصل مع غير الشيعة وغير المسلمين وبالتالي تعريفهم بأئمتنا ونهجهم.

واما البعد الثالث فهو البعد السياسي وهذا بعد مهم جدا وقد اولاه سماحته اهتماما ومتابعة كبيرة ليستلخص المفاهيم الاساسية له من سير الائمة (ع) وتوجهاتهم.

واضاف بأن الائمة (ع) بمكانتهم الالهية ونيابتهم عن النبي الاكرم (ص)، لا تقتصر ادوارهم ومسؤولياتهم فقط بأن يتخولونا بالموعظة والحكمة والوصايا على سبيل المثال، انما اذا التفتنا بعمق الى سيرهم نجد ان لهم اهداف اساسية و كبيرة. وعليه كان هدفهم الأساسي هو خلق مجتمع إسلامي، والذي لا يمكن ان يقام إلا بإقامة الحكومة الإسلامية. لذلك، كانوا يبحثون عن اقامة الحكومة الإسلامية. وهذا جانب مهم من البعد السياسي اي الإمامة التي تعني الرئاسة العامّة الالهية ونيابة النبي الاكرم (ص) في كل شؤون الدين والدنيا.وهكذا، فإن جميع الأئمة بلا استثناء قد سعوا الى ادارة البلاد والحكومة من خلال اقامة الحكومة الاسلامية ولكن بأساليب مختلفة .

وخلص سماحته بالقول انه ينبغي تبيان هذه الأبعاد الثلاثة من حياة الإمام الرضا (ع) وسائر الأئمة (ع)، لافتا الى انه اولا يجب ان نبدع في استخراج هذه الأبعاد الثلاثة، وثانيا تجريدها من المبالغة والألفاظ غير المعقولة ، وثالثا وهو الاهم من كل شيء، التعبير عن ذلك باللغة المناسبة والمعاصرة ليتمكن من فهمها الجمهور غير الشيعي وحتى الشيعة انفسهم. معتبرا انه اذا تمت هذه الامور على النحو المطلوب فلن يكون المؤتمر العالمي الخامس للامام الرضا (ع) مجرد تجمع وخطب وما الى ذلك وسيقدم فائدة ملموسة في هذا المجال.

ويقام المؤتمر العالمي الخامس للامام الرضا (ع) في يومي ۱۳ و ۱۴ أيار/مايو تحت شعار "العدالة للجميع ولا ظلم لأحد"، وذلك في قاعة القدس في حرم الإمام الرضا عليه السلام، وسيقام على هامشه عشرون لقاءً علميا تخصصيا.

هذا وستتضمن المراسم الافتتاحية عرض رسالة سماحة السيد قائد الثورة المصورة للمؤتمر، كما سيلقي كل من سماحة السيد إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية وفضيلة الشيخ مروي متولي العتبة الرضوية المقدسة كلمات في مراسم الافتتاح.