كما ادّعى العريفي في حديثه لإحدى القنوات الاماراتية بأنّ الخمر ليس نَجسا، وأنّ الصحابة كانت أرجلهم ملطخة بالخمر، وهم في طريقهم لأداء الصلاة في مسجد المدينة وخلف رسولِ الله .
هذا ما جاد به هذا المفكر الوهابي المعروف بتطرفه وتكفيره للاخرين . ولو لم يعطل العقل في استدلاله لما وقع في هذه الهفوة التي لن يغفرها له احد . فالشخص الذي يخوض في المحرمات حتى قبل بعثته كيف يصلح لان يصل الى مرتبة النبوة والرسالة ؟!! .
ولنضع النظم والسجع جانبا ونخوض في النصوص والاحاديث لنرى مدى صحة مزاعم هذا المدعي مع التنويه على اننا سنشير الى اية واحدة ومثلها رواية خشية الاطالة والتطنيب .
تحريم الخمر من خلال النظر في نصوص القرآن :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (90:المائدة)
اقتضت هذه الآية تحريم الخمر لقوله تعالى : "رجس" لأن الرجس اسم في الشرع لما يلزم اجتنابه .. ويقع اسم الرجس على الشيء المستقذر النجس .. وهذا أيضا يلزم اجتنابه فأوجب وصفه إياها بأنها رجس لزوم اجتنابها .. وايضاً قوله تعالى : "فاجتنبوه" وذلك أمر والأمر يقتضي الإيجاب .. فانتظمت الآية تحريم الخمر من هذين الوجهين .
وبين الله تعالى أن كل ذلك رجس .. والرجس ما هو محرم العين وإنه من عمل الشيطان يعني أن من لا ينتهي عنه متابع للشيطان مجانب لما فيه رضا الرحمن .
اما الحديث فعن أنس بن مالك قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة : عاصرها ، ومعتصرها ، وشاربها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وساقيها ، وبائعها ، وآكل ثمنها ، والمشتري لها ، والمشتراة له " .
فهل هناك اوضح من هذا الحديث في غلظة التحريم .
واليكم الحكم في خصوص من يدعون انهم اصل الاسلام ويكفرون الاخرين من اي طائفة كانوا حتى وصل بهم الامر الى تكفير بعضهم بعضا .