اختراق ايميل غليون يكشف علاقاته بالرياض وواشنطن

اختراق ايميل غليون يكشف علاقاته بالرياض وواشنطن
الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٢ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

تمكن قراصنة من اختراق البريد الالكتروني لرئيس ما يسمى المجلس الوطني السوري برهان غليون، واستحوذوا على مراسلاته ووثائق تشير الى التنسيق بين المعارضة السورية والولايات المتحدة والسعودية.

ونقلت صحيفة الاخبار على موقعها الالكتروني بعضا من هذه الرسائل والوثائق التي تشير الى علاقات بين المجلس وجهات غربية وعربية وتلقيه اموالا خارجية.

وتكشف المراسلات عن رسالة من الخارجية الاميركية الى غليون تظهر مستوى التنسيق بين الطرفين، واخرى تتضمن محضر اجتماع للمكتب التنفيذي للمجلس، والثالثة رسالة بعث بها غليون الى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يشكره فيها على الدعم السعودي الكبير للمعارضة السورية.

وفيما يلي بعض تلك الرسائل:

وثيقة.. الخارجية الأميركية تقدم الاستشارات لغليون وقضماني

يوم 11 تشرين الثاني 2011، بعث فريديريك هوف، المنسق الخاص للشؤون الإقليمية في مكتب المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط التابع لوزارة الخارجية الاميركية، برسالة إلى رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون والمتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني، يقترح عليهما فيها الآتي: «يجب عليكما أن تلتقيا ميخائيل مرغيلوف»، المبعوث الرئاسي الروسي. في هذه الرسالة، يقدم هوف نصيحة إلى غليون وقضماني، بشأن رجل روسيا الأقرب إلى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والأقرب كذلك إلى قوى المعارضة السورية وفريق 14 آذار في لبنان.

وفي ما يأتي، نص الرسالة:
العزيزان برهان وبسمة،
اعذراني على دفق الرسائل. علمت انكما ربما ستلتقيان المبعوث الروسي الخاص ميخائيل مرغيلوف. لم ألتق به في السابق، ولذلك تواصلت مع عدد من زملائي الذين يعرفونه طالباً توصيتهم. قيل لي إن اللقاء به امر مجدٍ.
مرغيلوف يجيد اللغة العربية بطلاقة، وهو امضى جزءاً كبيراً من طفولته في المغرب وتونس. لديه صلات جيدة بالرئيس ميدفيديف، ولديه اهتمام قوي بالمصالح التجارية لبلاده في سوريا. يُقال إن شخصيته جذابة، وملتزم، وحريص جداً على أن يظهر منطقياً في ما يقوم به. وهو مطلع إلى حد بعيد. ربما على من يلتقيه ألا يثق بالضمانات التي يقدمها حول قدرته على تنفيذ الوعود. بين من ستلتقيانهما في موسكو، ربما سيكون المبعوث الخاص مرغيلوف الأكثر إرضاءً لكما من خلال ردود فعله على ما ستقولانه. ورغم كونه خبيراً حقيقياً ويتمتع بقدر كبير من الصدقية، إلا انه ليس بالضرورة في صلب عملية اتخاذ القرارات.
بناءً على ذلك: التوصية تقضي بأنه يجب عليكما أن تلتقياه إذا كان ذلك متاحاً. يُقال إن لديه اهتماماً كبيراً بمبادرة الجامعة العربية، ويمكن أن يشكل ذلك عنواناً مناسباً للمحادثات.
أرجو أن تكون هذه المعلومات مفيدة.
أطيب التحيات، فرِد
وثيقة.. هكذا يخاطب «رئيس المجلس» سعود الفيصل

جانب وزير خارجية المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل المحترم...
تحية وبعد،
أتوجه إليكم بداية باسمي وباسم المجلس الوطني السوري بالشكر العميق على مواقف المملكة المشرفة التي اثبتت بالقول والفعل انها خير داعم لثورة شعبنا الصامد والصابر.
فقد كان للمملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، الدور الفاعل والاساس في تدعيم قضيتنا في المحافل الدولية وفي العالمين العربي والاسلامي والاعتراف بالمجلس الوطني السوري. وهذا فضل سيبقى في ذاكرة الشعب السوري ووجدانه، كما سيشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ سوريا الذي سيرسم لها وللمنطقة مستقبلاً مزدهراً مبنياً على الحرية والتسامح والتحرر الوطني والقومي.
وإيماناً منا بهذا الدور الريادي للمملكة تجاه قضيتنا، وفي اطار رغبتنا في تقديم واجب الشكر، وسعينا للتنسيق وتمتين أواصر التعاون، نحب ان ننقل اليكم رغبتنا في القيام بزيارة الى المملكة في اقرب وقت ممكن، خصوصا ان الاحداث الدامية التي تجري في سوريا، والتحديات التي تلوح على مستوى المنطقة، تتسارع بشكل مضطرد يحتم علينا جميعاً التحرك السريع لتنسيق المواقف وتفعيل الجهود وتوحيدها وفق رؤية جامعة تعالج ما نعانيه وتستشرف القادم من الايام.
صاحب السمو، اننا اذ نؤكد مجدداً حرصنا الكبير على التنسيق الدائم مع القيادة الحكيمة في المملكة، نود ان نلفت عنايتكم الى ان الانقطاع عن التواصل الدوري والمباشر، يترك ثغرات كبيرة ويساهم في تشتيت الجهود وضياع الكثير منها. اضف الى ذلك الأهمية الرمزية لزيارتنا الى المملكة، والتي ستترك أطيب الأثر في نفوس شعبنا المذبوح، وتبعث مزيدا من الأمل في تدعيم دعائم صمودنا وتفعيل العمل الثوري.
صاحب السمو، اننا اذ نختم مكررين ما افتتحنا به من شكر وامتنان، نود ان نؤكد ان الوقت في سوريا اليوم هو من دم، وعدونا لا يشبع من دماء السوريين كما لا يفوت لحظة في سبيل سفكها، مدعوماً بمد روسي غير مسبوق وترسانة ايرانية ومواقف متطرفة.
ونحن اذ نتكل على الله، فإننا نتوسم بكم خيراً في الإسراع بإنجاز كل ما يفضي الى وقف شلال الدم السوري بكل الوسائل والإمكانات.
دمتم ذخراً للامة وسنداً للمقهورين وخير شقيق وسند.

باريس 10/04/2012
د برهان غليون
رئيس المجلس الوطني السوري