العراق: مشاريع إعادة الإعمار الاميركية مجرد كذبة

الأحد ٢٩ أغسطس ٢٠١٠ - ١٠:٥٠ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن العديد من مشاريع إعادة إعمار العراق التي بلغت تكلفتها 53 مليار دولار لم تلق النجاح المأمول بسبب سوء التخطيط وأعمال العنف وعدم استشارة العراقيين عند تنفيذها.جهود إعادة إعمار العراق لم تلق النجاحوأضافت الصحيفة، في تحقيق صحفي نشرته في عددها اليوم، أن تلك الإخفاقات تصلح دروسا يمكن استلهام العبر منها في المشاريع التي تنفذ بأفغانستان.

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن العديد من مشاريع إعادة إعمار العراق التي بلغت تكلفتها 53 مليار دولار لم تلق النجاح المأمول بسبب سوء التخطيط وأعمال العنف وعدم استشارة العراقيين عند تنفيذها.جهود إعادة إعمار العراق لم تلق النجاح

 

وأضافت الصحيفة، في تحقيق صحفي نشرته في عددها اليوم، أن تلك الإخفاقات تصلح دروسا يمكن استلهام العبر منها في المشاريع التي تنفذ بأفغانستان.

 

ومع اقتراب موعد انتهاء العمليات القتالية للقوات الأميركية بالعراق رسميا هذا الأسبوع ومعها تنتهي مشاريع إعادة الإعمار، يشكو العراقيون من أن أميركا تغادر دون أن تترك وراءها ما يدل على أنها أوفت بما قطعه رئيسها السابق جورج بوش عام 2003 من وعد باستثمار يضاهي ما أنفقته في خطة مارشال لإعادة بناء أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية من حيث الحجم والإنجازات.

 

وأبدى وزير التخطيط العراقي علي بابان -المسؤول عن تلك المشاريع بعد ما آلت إلى الحكومة- أسفه العميق لأن أميركا أنفقت أموالا طائلة دون أن تحقق نتائج ملموسة.

 

وقال أيضا إن الشعب العراقي سمع كثيرا عن المساعدات الأميركية إلا أنه لم يلمس شيئا من ذلك في واقع الأمر أو يحس به.

 

وذكرت الصحيفة الأميركية نقلا عن مسؤولين أن مشاريع كثيرة مُنيت بالفشل بالنظر لانقضاء سبع سنوات احتلال اتسمت بإخفاقات ونجاحات يمكن أن تصلح دروسا يستفاد منها في جهود مماثلة بأفغانستان حيث يُتوقع أن تتجاوز النفقات على إعادة الإعمار العام المقبل ما صُرِف على مشاريع مشابهة بالعراق.

 

وأسندت الولايات المتحدة عقودا دون طرحها في مناقصات على شركات لا تعرف سوى القليل عن البلد الذي أُريد منها مساعدته.

 

أما المشاريع –تقول الصحيفة- فكان تخطيطها عشوائيا وتنفيذها متواضعا، ومع اندلاع عمليات المقاومة تعرضت تلك المشاريع إما للدمار أو تضاعفت تكاليف حراستها.

 

على أن الأمر الأهم ربما، كما يرى المسؤولون، هو أن العراقيين لم تتم استشارتهم حول أي من تلك المشاريع سيعود بالنفع على المجتمع.

وكشفت لوس أنجلوس تايمز أن نحو عشرين مليار دولار أُنفقت على تدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية، وهو استثمار يرى ستيوارت باون –مدير مكتب المفتش العام لشؤون إعادة إعمار العراق- أنه أتى أُكُله بوجه عام، وذلك في شكل جيش وقوة شرطة اعتبرت قادرة على تولي شؤون الأمن اليومية بعد انسحاب القوات الأميركية المقاتلة.

 

على أنه ما من شيء يجسد خيبة الطموح الأميركي بالعراق مثل فشلها في توفير الكهرباء. ففي 2003، أعلنت سلطة الاحتلال التي نصبتها واشنطن عن خطط لزيادة توليد الطاقة الكهربائية إلى ستة آلاف ميغاوات يوميا بحلول صيف 2004.

 

وبعد مُضي ست سنوات من ذلك وإنفاق 4.9 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، لا يزال العراقيون يتصببون عرقا من شدة الحر ذلك أن التيار الكهربائي لا يتوفر سوى ساعات معدودة في اليوم بمعظم المناطق.

 

والحال في بقية القطاعات تسير على نفس المنوال. وضرب أحد تقارير المراجعين الأخيرة مثلا على الإخفاقات الأميركية بمسلخ في مدينة البصرة بلغت تكلفته 5.6 ملايين دولار لكن لم يكتمل إنشاؤه لعدم تزويده بالإمداد المائي لتصريف دماء الحيوانات المذبوحة.

 

مثال آخر على التخبط يتجلى في مشروع بناء محطة للصرف الصحي في الفلوجة، والذي بدأ الجيش الأميركي تنفيذه عام 2005 بتكلفة 32.5 مليون دولار لترتفع التكاليف إلى 104 ملايين.

 

وهناك مشروع مستشفى البصرة للأطفال الذي حُدد عام 2005 موعدا لإنجازه بتكلفة 37 مليون دولار، غير أن بناءه لم يكتمل بينما ارتفعت تكاليفه إلى 171 مليونا دفعت منها الولايات المتحدة 110 ملايين.