الوهابية كاليهودية تحاول اقصاء كل ماعداها

الوهابية كاليهودية تحاول اقصاء كل ماعداها
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢ - ١٢:١٣ بتوقيت غرينتش

دمشق ( العالم ) 12/6/2012 - أكد الكاتب والمحلل السياسي احمد صوان ان الدور الكتفيري في تصعيد العمليات الارهابية في سوريا لا يرتبط فقط بالقضايا السياسية، وانما يتعلق بالمعتقدات ، وقال ان هناك معتقدات غريبة لدى الوهابيين تضعهم على مستوى واحد من الذين يحاولون اقصاء كل ماعداهم كاليهودية التي تقول ان الاخر هو الجحيم واليهود هم الصفوة او شعب الله المختار .

وفي حديث ادلى به لقناة العالم مساء الثلاثاء قال احمد الصوان : ان الفكرة خطيرة جدا فيما يتعلق بالساحة العربية، لانها ليست فقط ضد الدين، بصفته حالة تسامحية وانسانية. فالوهابية ضد الوطنية ايضا وضد القومية وضد الانسانية ، وباعتقادي انها تلتقي مع الصهيونية في نقطة مركزية وواضحة جدا على ان هناك دولة يهودية صرفة في اسرائيل، وتستغل السياسة فيما يتعلق بمد نفوذها وسيطرتها وهيمنتها لتخلق امبراطورية يهودية على مستوى المنطقة . وبالتالي فان الوهابية تحاول ان توجد بين قوسين دولة اسلامية لكن بالشروط اليهودية نفسها وبالمقومات اليهودية.
واما بخصوص هذا المشروع وتطبيقه في سوريا قال احمد الصوان : ان المشروع غربي اميركي اسرائيلي ، فعندما تلتقي معه هذه التيارات السلفية والتكفيرية التي تدعي زورا وبهتانا بانها اسلامية ، فان المشروع بات واحدا عندها نكون في مواجهة تيارا خطيرا . 
فبعد عدوان اسرائيل على لبنان في تموز 2006 وانتصار مقاومة حزب الله بتحالفها مع سوريا وايران في مواجهة الصهاينة ، وانتصار المقاومة الفلسطينية في مواجهة هذا العدوان الاسرائيلي الغادر ، دعت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية انذاك الى اجتماع هام لدول مجلس تعاون الخليج الفارسي بالاضافة الى مصر والاردن ، وقالت بالحرف الواحد ان طبيعة الصراع الان في المنطقة تغيرت، ولم يعد الخطر هو الصراع العربي الاسرائيلي، بل هي بين معتدلين ومتطرفين ، وقالت ان المعتدلين انتم، واما المتطرفين، وعرفتهم بالاسم ايران وسوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية ، وقالت عليكم فعلا ان تدعموا الاميركان والاسرائيليين في مواجهة هؤلاء المتطرفين المتشددين.
واما بشأن ما روج له بان الوهابية برزت في الفترة التي كانوا يتحدثون فيها عن الهلال الشيعي قال احمد صوان : لا اعتقد ذلك لانهم يعرفون بان ماابتكروه حول الهلال الشيعي او حتى الخطر الايراني، اوهام ومن بناة افكارهم، من اجل ان يؤسسوا عليها بهذا المنطلق الواضح. وهي هذه العنصرية البغيضة ، وهذه التكفيرية الاجرامية . 
وتحدث احمد صوان عن حجم تورط هذا التيار التكفيري في سوريا ومايدعمها ، وهل ان خطورته تكمن في دعم هذا التيار ام في حركته فقال : هناك مشروع كبير تقف ورائه السعودية وقطر وامريكا وتركيا ، فبعد بدء الاحداث في سوريا بشهر اي في نيسان قام نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ، بزيارة للسجون بصفته وزيرا للداخلية وافرج عن كل عناصر القاعدة شريطة التوجه الى ماسماه بالجهاد في سوريا، والتقى مع بعض المسجونين السعوديين من الذين لاعلاقة لهم بالقاعدة اي الوهابيين ، لارسالهم الى سوريا عبر الاراضي اللبنانية او التركية او العراقية . وعندما تحدث الظواهري في تموز العام الماضي لاول مرةعن الاوضاع في سوريا وطالب باسقاط النظام هناك. كان هناك 400 عضو من القاعدة ومن الوهابيين من العراق و افغانستان ومن السعودية ومن اليمن ، تم تهريبهم الى سوريا لقتل المدنيين .
واخيرا قال احمد الصوان بشان سبل احتواء مشروع الوهابية : لاشك ان الغرب يريد ضرب الهوية القومية والوطنية بكل دولة عربية وهو جزء من المشروع الامريكي المعروف بالشرق الاوسط الجديد. لذا على العرب وخاصة القوى السياسية الوطنية والتحررية التمسك بهويتها الوطنية واقامة اوسع العلاقات مع قوى المقاومة وخصوصا حزب الله ، لانه يشكل البوصلة او المركز الاساس في مواجهة الخطر الصهيوني ، وهو خطر لايستثني احدا من العرب. وتعزيز استراتيجية التلاحم و التحالف الاستراتيجي المقاوم مع ايران والدول التي تنظر الى اوضاع المنطقة على انها ليست مجالا للنهب والسيطرة الصهيونية ولا للسيطرة التكفيرية الوهابية ، ومن ينظر الى الامور بمنظار بان الخطر الاسرائيلي يهدد الجميع . والا فالوهابية تريد اخذ الامور باتجاه الحروب الطائفية التي لاتخدم سوى اسرائيل وامريكا. 
Mn    18:39   -  12