لماذا عاقبت السي أن أن مراسلتها بعد تغطيتها أحداث البحرين؟

لماذا عاقبت السي أن أن مراسلتها بعد تغطيتها أحداث البحرين؟
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش

فضيحة برسم حرية الإعلام في الولايات المتحدة الأميركية . شبكة "سي أن أن" أقدمت على معاقبة مراسلة تابعة لها قامت العام الماضي بإرسالها إلى البحرين لإنتاج وثائقي عن أوضاع المملكة في ظل حركة الاحتجاجات الشعبية السلمية العارمة ضد النظام . ذنب المراسلة أنها كشفت حقيقة امتناع الشبكة عن بث الوثائقي على قنواتها العامة مكتفية ببث جزء قصير منه على قنواتها الداخلية بعد حذف أجزاء منه تبرز مدى قمع السلطات للشعب البحريني.

"أمبر ليون" مراسلة قناة سي أن أن الأميركية كما ظهرت في بداية الفيلم الوثائقي الذي أنتجته عام ألفين وأحد عشر عن الأوضاع في البحرين . لم تكن تدري أنها ستعاقب بتوقيفها عن العمل بسبب كشفها بعد عام كامل كيفية وأسباب قيام الشبكة باجتزاء أجزاء كبيرة من تقريرها الذي بث في مايو أيار من العام ذاته على قنواتها الداخلية دون القنوات العامة لا سيما المقاطع التي تكشف حقائق القمع الذي يتعرض له الشعب البحريني على يد سلطته .
صحيفة "الغارديان" البريطانية نشرت تقريراً تحدثت فيه بإسهاب عن مراسلة قناة "السي أن أن" «أمبر ليون» وعن فيلمها الوثائقي الذي أنتجته عن البحرين وسردت كيفية رفض القناة بثه قبل إعادة تلوينه بعد ضغط من الحكومة البحرينية .
"أمبر ليون" التي سجلت مشاهداتها حول قمع الأمن البحريني المدنيين العزل في الأزقة والأحياء وكيفية إطلاق النار عليهم  فصلت من عملها بعدما تحدثت على "تويتر" عن تعامل القناة مع الوثائقي .
  قالت "ليون" إن سي أن أن طلبت منها إعداد فيلم وثائقي وأرسلوها مع 4 صحافيين ومصورين إلى البحرين، مشيرة إلى أن أغلب النشطاء الذين ظهروا في مقابلات في الوثائقي اعتقلوا من قبل السلطات الأمنية وأبرزهم «نبيل رجب» وطبيب آخر أحرق بيته للسبب نفسه .
لقد دبرنا عدداً من المقابلات ولكن معظم المصادر التي قبلت بالحديث معنا اختفت! يقول أفراد عائلاتهم أو المقربون منهم أنه تم اعتقالهم أو إخفاؤهم بعدما داهم رجال أمن مقنعون ومدججون بالسلاح منازلهم وهددوهم .
وأكدت ليون أنها اعتقلت هي والصحافيين والمصورين الذين كانوا معها في البحرين . "أجبرونا تحت تهديد السلاح أن نسلم الكاميرات وحققوا معنا" كما ظهر في فيلمها الوثائقي  : حاول التحقق من هذه الاعتقالات بأنفسنا إلا أنه في يومنا الثاني في البحرين كان الطيران المروحي يحلق فوق رؤوسنا بينما كنا واقفين أمام منزل "نبيل رجب" ومن غير سابق إنذار، حاصرتنا نصف دزينة من الآليات العسكرية ما يقارب 20 رجلاً يضعون أقنعة سوداء وبعضهم يرتدي ملابساً مدنية وجهوا فوهات بنادقهم نحونا، أجبرونا على الاستلقاء على الأرض تحت تهديد السلاح، مسحوا كل الفيديوهات التي وجدوها، ثم أخذونا إلى مركز الشرطة واستجوبونا لما يقارب 6 ساعات قبل أن يطلقوا سراحنا.
ولفتت الصحافية الأميركية بحسب صحيفة الغارديان البريطانية أنه في صباح اليوم التالي لاعتقالها نشر في الصحف البحرينيه خبر يتهمها بالكذب في الوثائقي"، قائلة: "حينها علمت لأي درجه حكومة البحرين مستعده لأن تكذب. أحسست بمسؤولية أخلاقية بفضح النظام وعنفه ضد شعبه وضد النشطاء الذين اعتقلوا لأنهم تحدثوا معي" .
سوف نتسكع مع هؤلاء المحتجين لبعض الوقت، غامرنا بدخول الجانب المظلم من البحرين، ذلك الجانب الذي تمنعنا الحكومة عن رؤيته، إطلاق غاز مسيل للدموع هو العادة هنا خانقاً هتافات الشبان، استنشقناه بأنفسنا... كيف يبدو؟؟ عيني تحرقني كعصر ليمونة فيها.. بإمكانك أن تشعر به في حلقك الآن التنفس صعب..
وقال الكاتب والمحلل السياسي البحريني الأستاذ إبراهيم المدهون في هذا الشأن: أنا ليس لدي تعليق لأنني كنت أعيش الواقع، ولكن هذا يكشف الحقيقة التي يعاني منها شعب البحرين، واحدة من هذه الحقائق هو التعتيم الإعلامي ومطاردة الصحافيين، والتي كنا نقول به وكان الكثير من هؤلاء يصدقوننا، ولكن نحن نرى من خلال هذا الفيلم الذي عرضته قناتكم بأن هناك ملاحقة للصحافيين، فما بالك بالصحافيين البحرينيين كنزيهة السعيد وغيرها من الصحافيين الذين عانوا ما عانوا من تعذيب النظام، هذا ما كشفته ليون يوضح مدى عنفية النظام ومدى تمادي النظام مما يعطي مؤشر بأن هناك دعم والذي طالما أشرنا إليه من حكومة الولايات المتحدة الأميركية وما هذا المنع من خلال منع هذا الفيلم من عرضه على قناة سي أن أن إلا واحدة من الوثائق التي نستطيع أن نقدمها للمتابع لثورة البحرين من هذا النهج القمعي وملاحقة الصحافيين، لكل الصحافيين سواء أكانوا بحرينيين أو غير بحرينيين.
وعن مفاجئة الصحافية الأميركية من التضليل الإعلامي الغربي قال الأستاذ إبراهيم المدهون : بلا شك كما أشارت هي تفاجأت من حقيقة ما يجري في البحرين لأن ما يوجد على الأرض هو أسوأ بكثير من ما ينقل على وسائل الإعلام، لأن وسائل الإعلام والكثير من وسائل الإعلام فقدت مصداقيتها لأن كانت تدعي شيء ثم اتضح للعالم بأنها ليست هي كما تدعي، وواحدة من هذه القنوات هي السي أن أن، التي كانت تدعي الحيادية والموضوعية وغير ذلك إلا أنها عندما جاءت إلى البحرين والأموال التي دفعت إليها مقابل عدم نشر هذا الفيلم يؤكد بأنها ليست مهنية وليست موضوعية وإنما هي تنقاد وراء هذه الأموال، والبحرين اشغتلت كثيراً حكومة البحرين وحكومة المملكة السعودية على شراء الكثير من المؤسسات الإعلامية عن طريق ما يسمى بشركات العلاقات العامة التي استطاعت أن تصل إلى إدارة شركة السي أن أي والتي عاقبت حتى الصحافية التي أوفدتها إلى البحرين، ودفعت مئة ألف إلى إعداد برنامج وثائقي لمئة ألف دولار، تصور أن يدفع هذا المبلغ ثم يعاقب الصحفي الذي أرسل من أجل التغطية الإعلامية في البحرين. هذا يدلل على أن هناك أيادي أميركية سعودية وبحرينية تشتري ذمم، ولكن يبقى في العالم هناك شرفاء وهناك من لا يستطيع المال أن يشتريهم. ونحن أيضاً في البحرين في الطرف الآخر أخذنا على عاتقنا بأن لن نتراجع حتى ولو وقفت الدنيا كلها أمام مطالب شعب البحرين، إلا أن إرادة شعب البحرين تستطيع الاستمرار لأن هناك في العالم شرفاء، هناك منصفين، فبالنهاية سينتصر أبناء الحق.
وعن التقارير والوثائقيات التي تعد عن البحرين من جانب الغرب ،قال أستاذ المدهون : السبب واضح كما أشرت سيدتي الكريمة بأن البحرين عملة واحدة من أساليبها السيئة وأستطيع أن أعبر عنها الوسخة جداً هي شراء، تسخير شركات العلاقات العامة لشراء الكثير، ولذا نرى بأن هناك أموال أكثر من 32 مليون دفعت للسي أن أن لكي لا يبث هذا الفيلم رغم أن هذا الفيلم كان هناك تنافس على نيل أحد الجوائز التي كان ينافس عليها، ولكن هذه الأموال التي تدفعها الحكومة البحرينية من أموال الشعب، أو الحكومة السعودية التي هي فتحت موازناتها لحكومة البحرين لكي تبقى هذه الحكومة هي التي تساهم في شراء هذه الذمم. ولكن نحن نقول في الأخير لن تستطيع هذه الأموال ولا هذه السياسة أن تستمر إلى ما لا نهاية لأن الشعب البحريني أثبت بأنه قادر على اختراق كل هذه الوسائل التي تنتقدها الحكومة.