دول الناتو تقرر استقبال الافغان الذين تعاونوا معها

دول الناتو تقرر استقبال الافغان الذين تعاونوا معها
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٣:٢٩ بتوقيت غرينتش

قررت فرنسا استقبال "عشرات" الافغان الذين عملوا مع قواتها في افغانستان متبعة بذلك السياسة نفسها التي تبنتها الولايات المتحدة، بينما تعتبر برلين ولندن ان هذا الحل يجب ان يکون استثنائيا.

واعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان فرنسا ستستقبل في الاسابيع المقبلة "بضع عشرات" من الافغان الذين عملوا في القوة الفرنسية في افغانستان منذ احد عشر عاما ويعتبرهم امنهم مهددا في بلدهم.
وهؤلاء الافغان الذين عملوا خصوصا مترجمين سيتم استقبالهم مع عائلاتهم على الارض الفرنسية بينما انهت باريس في کانون الاول/ ديسمبر سحب "قواتها القتالية" من افغانستان حيث بقي مع ذلك 1500 جندي مکلفين خصوصا تأهيل القوات الافغانية.
وذکرت صحيفة لوموند ان الرئيس فرنسوا هولاند شخصيا اتخذ قرار رفع عدد المعنيين بهذا القرار من ثمانين الى ما بين 160 و170 شخصا، بعد اشهر من التردد داخل الحکومة.
وکان العسکريون الفرنسيون يؤکدون في الماضي ان الافغان يجب ان يساهموا في اعادة اعمار بلدهم بدلا من الهجرة الى اوروبا.
وفي الولايات المتحدة، يشمل برنامج استقبال الموظفين الافغان السابقين عددا اکبر بکثير يتناسب مع حجم القوات الامريکية التي ضمت في اوج وجودها مئة الف عسکري وتضم اليوم حوالي ستين الفا.
وقالت وزارة الخارجية الامريکية انه منذ 2007، استفاد 436 مترجما افغانيا وعائلاتهم (الزوجة والابناء الذين تقل اعمارهم عن 21 عاما) و534 موظفا افغانيا آخر من برنامج خاص للتأشيرات للاقامة في الولايات المتحدة.
وللاستفادة من هذا البرنامج يجب ان يکون الشخص قد عمل لسنة على الاقل في الجيش او السفارة الاميرکية وحصل على توصية مکتوبة من ضابط برتبة عالية او من السفير.
وتبدو کندا التي نشرت قوات حجمها اقرب الى حجم القوات الفرنسية (حوالى ثلاثة آلاف رجل)، اکثر سخاء، اذ ان برنامجا خاصا للهجرة فتح ابوابه ل800 شخص عملوا لحساب عسکرييها ودبلوماسييها.
اما لندن فترى العکس. فهي تؤکد انها لا تريد التخلي عن موظفيها لکنها تؤکد ان الاستقبال في لندن سيخصص "للحالات الاستثنائية".
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية الخميس انه "عندما يکون الموظف معرضا لتهديدات فان خياراتنا تشمل نقله الى وظيفة اخرى.
في الحالات الاکثر خطورة يمکننا السماح بنقل الشخص الى مکان آخر في افغانستان وفي الحالات الاستثنائية الى بريطانيا".
وکتب ثلاثة مترجمين افغان مؤخرا الى وزارة الدفاع البريطانية طالبين الاستفادة من الحقوق نفسها التي منحت للمترجمين العراقيين وعائلاتهم الذين تم استقبال اکثر من 360 منهم في بريطانيا.
وتتبع المانيا سياسة اقرب الى بريطانيا تقضي "بدراسة کل حالة خاصة" بمساعدة کتيب وضع على اساس المخاطر التي يواجهها کل افغاني عمل مع الالمان.
وقال ناطق باسم وزارة الداخلية الالمانية انه اذا کان معرضا للخطر في مکانه، يمکن مساعدته على العثور على عمل في مکان آخر في افغانستان. ولکن "اذا کان الخطر فعليا" وامنه ليس مضمونا في بلده، عندها يمکن استقباله في المانيا.
ويرى مراقبون ان تدفق طلبات اللجوء من قبل الافغان الذين عملوا مع القوات الاجنبية التي بدأت کلها انسحابها من افغانستان، يدل على فشل الغرب في هذا البلد في دحر تمرد طالبان سياسيا وعسکريا.