تونس تعجز عن مقاومة "الاجتياح" الدنماركي

تونس تعجز عن مقاومة
الإثنين ٢١ يناير ٢٠١٣ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

لم ينجح المنتخب التونسي في بلوغ الدور ربع النهائي من بطولة العالم في كرة اليد المقامة حالياً في إسبانيا، عقب هزيمته أمام نظيره الدنماركي بنتيجة (30-23) .

في قاعة سرقسطة، دخل المنتخب التونسي الشوط الأول من مباراته الحاسمة ضد المنتخب الذي يملك طابعاً سكندنافياً، بوجه مميّز حيث أخذ الفارق من البداية وقدّم ربع ساعة أولى في مستوى عالٍ بفضل تحركات لاعب الدائرة الخبير عصام تاج، واجتهادات الضارب الشاب وائل جلّوز، غير أنّ الحال تغيّر بشكل مفاجىء في المنتصف الثاني للشوط والذي دخل فيه التونسيون بفقدان غريب للتركيز، ودخول غير مبرّر في حالة من التوتّر الشديد كلّفتهم 4 إقصاءات كاملة ليخوضوا 8 دقائق منقوصين من لاعب أو أكثر.
كما عانى الهجوم التونسي من إضاعة عدد كبير من الفرص السهلة (11 هدفاً فقط من 25 تصويبة)، و مازاد من تعقيد الأمور أكثر على بطل أفريقيا التصدّيات التسعة في هذا الشوط فقط، للحارس "المرعب" محترف راين نيكار لوفن الألماني نيكلاس لاندين، علاوة على الثغرات الكبرى التي خلّفها سفراء قرطاج عند الارتداد الدفاعي الثقيل، وهو ما جعل زملاء النجم "ميكال هانسن" يستغلّون معطى الهجمات المرتدّة على الوجه الأمثل حيث دوّنوا 6 أهداف من 8 محاولات في الفترة الأولى فقط التي انتهت على نتيجة (16-11).
ولا يمكن إغفال الخلل الفني الواضح على مستوى الأجنحة، التي عانت شللاً شبه كلّي بالرغم من وجود أسامة البوغانمي أفضل جناح في العالم بمونديال الشباب الأخير، وبالأرقام يعتبر المنتخب التونسي ثاني أسوأ منتخب استخداماً للأجنحة بعد المنتخب الأسترالي، حيث لم يسجّل في سجلاّته سوى 13 محاولة فقط وهو رصيد ضعيف للغاية.
كما لُوحظ بقوة في المباريات الأخيرة للمنتخب وتحديداً منذ مواجهة البرازيل، الفراغ الرهيب الذي تركه الضارب أمين بالنّور والذي غادر المونديال بإصابة بليغة أمام مونتينيغرو، وهو ما يطرح تساؤلات أكبر حول مدى نجاعة البدائل المطروحة لتعويضه في قادم المواعيد.
في الشوط الثاني لم يجدّ الجديد إذ تواصلت حالة النشاز التونسي، وفقد اللاعبون كل رغبة في اللعب واستسلموا للهجمات الدنماركية المتتالية والتي قادها الثنائي أندرس إغرت لاعب سكيرن (5 أهداف) وزميله هنريك مولغارد (4 أهداف) محترف فلنسبورغ الألماني، بالإضافة إلى "الجلاّد" نيكولاي ماركوسن (6 أهداف)، ما جعل الفارق يتمدّد حتى وصل 12 نقطة كاملة.
ومع مرور دقائق الشوط الثاني وقرب المباراة من نهايتها، نجح التونسيون في تضليل فارق النقاط إلى 7 أهداف بواسطة سليم الهدوي (4 أهداف)، وانطلاقات أسامة البوغانمي (أحسن مسجّل لتونس بـ5 أهداف)، لتنتهي المباراة بنتيجة (30-23) لمصلحة "أحفاد الفايكنغ" الذين يبحثون في مشاركتهم العشرين عن أوّل لقب مونديالي بعد حلولهم في ثوب الوصيف في مناسبتين عامي 1967 و2011 عندما أقيمت البطولة بالسويد، فيما ستلعب تونس بطلة أفريقيا 9 مرات (رقم قياسي) من أجل تحسين مركزها من بوابة كأس رئيس الاتحاد، والتي ضمنت تحسينه في الحقيقة باعتبارها حلّت في مونديال السويد 2011 في المركز العشرين وهي أسوأ مشاركة لها على مدار تاريخها.
 
"الخبراء" يمرّون بعناء
من جانبه، جاهد المنتخب الفرنسي كثيراً طيلة ساعة من اللعب قبل أن يذعن منافسه الأيسلندي "العنيد" لمشيئة الخبرة والتجربة وينهزم بنتيجة (30-28).
وعلى عكس انتظارات الكثير من متابعي اللعبة، لقي "الزّرق" صعوبات بالغة في تسجيل بداية قوية في مباراتهم الحاسمة على درب الحفاظ على لقبهم، وكان الأيسلنديون السبب المباشر لهذه الصعوبة حيث قدّموا أداء تنافسيا عالياً وندية واضحة على الرغم من أنّ الجناح صامويل هونروبيا المنتمي إلى باريس سان جيرمان فرض نفسه نجماً فوق الجميع بإحرازه 7 أهداف كاملة (نصف حصيلة فرنسا خلال الشوط الأول فقط) انتهى عليها التفوّق الباريسي الطفيف بنتيجة (15-14).
في الشوط الثاني استمرّ "عناد" الأيسلنديين والذي أثمر عرضاً فرجوياً ممتعاً لا سيما مع اتخاذ اللقاء منحى المواجهات الثنائية، والتي كانت واضحة بين ثنائي مونبيلييه ميكايل غيغو (6 أهداف) وويليام أكومبراي (5 أهداف) ونظيريهما الأيسلنديان تورير أولافسون لاعب فيفه تارغي كيلسه (7 أهداف) وأرون بالمارسون محترف كييل الألماني (6 أهداف)، بيد أنّ النهاية كانت بعناوين فرنسية خالصة مع رفع القبّعة للمنتخب الأيسلندي الذي نال تمرّده إعجاب كلّ من حظر في قاعة برشلونة.
 
"الماكينات" على الطريق الصحيح
وكان المنتخب الألماني دشّن قائمة المتأهلين إلى الدور ربع النهائي عقب فوزه على نظيره المقدوني بنتيجة (28-23).
دخل الألمان منذ بداية اللقاء في صلب الموضوع وحاولوا إحباط عزيمة منافسهم بواسطة أخذ الفارق منذ البداية عبر ثنائي "عملاقي" البوندسليغا كييل وفتسلار على التوالي، النجمين باتريك فينساك وكيفن شميت الذين وقّعا 8 أهداف مقاسمة بينهما.
الانتعاشة الدفاعية والنجاعة الهجومية لدى "الماكينات"، إضافة إلى التسرّع وبعض الكرات المهدورة من لاعبي مقدونيا جعل الفارق يتّسع بعض الشيء مع نهاية الشوط الأول الذي انتهى بنتيجة (13-9).
في الشوط الثاني واصل "شبّان" المدرب مارتين هويبرغر إحكام سيطرتهم على فارق النقاط الذي حصلوا عليه مبكّراً، بمهارة ستيفان كنير نجم ماغدبورغ (5 أهداف) وتصدّيات عملاق فوخس برلين الحارس سيلفيو هاينيفيتر (12 تصدٍّ)، وعلى الرغم من تألق النجم المقدوني المحترف في صفوف أتليتيك مدريد الإسباني، كيريل لازاروف (8 أهداف) والمردود "المحترم" لحارس غوميرشباخ بوركو ريستوفسكي (10 تصدّيات)، لم يفلح المقدونيون بثالث مشاركاتهم المونديالية (بعد نسختي (1999 بمصر و2009 بكرواتيا) في كبح جماح نجوم الـ"مانشافت".
وتعتبر ألمانيا التي غابت عن منصّات التتويج لفترات طويلة (آخر لقب مونديال عام 2007 وآخر لقب أوروبي عام 2004)، أحد أبرز الفرق المرشحة لخطف لقب النسخة الحالية، لا سيما أنّها توّجت به في 3 مناسبات سابقة أعوام 1938 و1978 و2007.
 
تأهّل "قيصري" لروسيا
وفي ثاني مواجهات الدور ثمن النهائي حسب الترتيب الزمني، تمكّنت روسيا بعسر كبير من حسم مواجهتها أمام "مفاجأة" هذه البطولة وممثل أمريكا الجنوبية المنتخب البرازيلي بفارق هدف فقط وبنتيجة (27-26).
ولم يؤشر الشوط الأول لأية أسبقية للخبير الأوروبي والحديث عن روسيا، حيث كانت المواجهة منذ بدايتها متوازنة والتسابق والتلاحق على مستوى النتيجة حاضراً، ولم يجد الروسيون توازنهم المعتاد على مستوى الدفاع لتنتهي نتيجة الشوط منافية لمنطق تفاوت القوى بنتيجة (14-14).
في النصف الثاني من المواجهة، واصلت عناوين التكافؤ هيمنتها على أجواء اللقاء لتتواصل الإثارة والتنافس على أشدّهما، حيث شهدنا بروز حوار ثنائي شيّق مثله من الجانب الروسي الثنائي كونستانتين إيغروبولو وتيمور ديبيروف (5 أهداف لكل منهما) ومن الجانب البرازيلي تميّز نظيراهما فينيسيوس تيكسييرا وفيليبي ريبيرو (12 هدفاً مقاسمة بينهما)، إلاّ أنّ الـ11 هدفاً التي وقّعها الضارب الرائع ونجم شيهوفسكي ميدفيدي رجّحت الكفة الروسية، الساعية إلى مواصلة الحلم نحو لقبها المونديالي الثالث بعد عامي 1993 و1997 في عاشر مشاركاتها في بطولات العالم، بينما لم تكن مغادرة البرازيل لسباق المنافسة –رغم مردودها المشرّف- أمراً مستغرباً.
 
وعقب اختتام منافسات القسم الأول من مباريات الدور السادس عشر صار بالإمكان التعرف على المواجهات المرتقبة في الدور ربع النهائي الذي تكتمل صورته غداً الإثنين بإجراء مقابلات القسم الثاني من هذا الدور، حيث من الأكيد أن يكون البرنامج كالآتي:
 
ألمانيا - المتأهل من مباراة إسبانيا وصربيا.
روسيا - المتأهل من مباراة سلوفينيا وممثل العرب الثاني مصر.
فرنسا - المتأهل من مباراة كرواتيا وبيلاروسيا
الدنمارك - المتأهل من مباراة بولندا والمجر.
 

تصنيف :