ماذا سيكون مصير "النووي الايراني" بعد انتخابات الرئاسة؟

الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم)-10-06-2013- اكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الايرانية ان سياسات بلاده الاستراتيجية حيال مختلف القضايا لن تتغير بتغيير رئيس الجمهورية، معتبرا ان مرشحي الرئاسة عرضوا سياساتهم النووية على الشعب، والشعب هو من سيقرر ويختار.

وقال مساعد الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست لقناة العالم الاخبارية الاحد: ان سياسات النظام الاستراتيجية لا تتغير بتغيير الحكومات في ايران، واضاف ان هناك ثلاثة ثوابت يؤكدها سماحة القائد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد، هي العزة والحكمة والمصلحة، وعلى هذا الاساس تتحدد سياسات النظام العامة من قبل القيادات العليا في البلاد، وختاما يقوم اعلى منصب في الدولة بتعميمها على اجهزتها ومؤسساتها.

واكد مهمانبرست عمق العلاقة بين السياسات الخارجية للبلاد مع السياسات والقضايا الداخلية و تأثر بعضمها من البعض الاخر، مؤكدا ان السياسة الخارجية المعلنة من قبل مرشحي الانتخابات الرئاسية سيكون لها اثر بالغ في اختيار الناس لهم.

الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة استثناء في سياستنا الخارجية

واكد مساعد الخارجية الايرانية ان تطوير العلاقات مع كافة دول العالم هو من ثوابت سياسة ايران  الخارجية، منوها الى ان الاستثناء الوحيد في هذا الثابت هو الدول التي تتخذ من معاداة بلدنا سياسة ثابتة لديها، ولم تسع لتغيير هذا التوجه.

وشدد مهمانبرست على انه لا مكان لكيان الاحتلال الاسرائيلي في سياسة ايران الخارجية لدى اي من الحكومات المتعاقبة في الجمهورية الاسلامية، معتبرا ان الولايات المتحدة وبسبب سياساتها العدائية بحق الشعب الايراني وما لم تغير من موقفها لن تكون في دائرة اهتمام السياسة الخارجية الايرانية.

الاختلاف في سياسة رفسنجاني واحمدي نجاد الخارجية

واعتبر ان الاختلافات بين السياسات الخارجية في عهد كل من الشيخ هاشمي رفسنجاني ومحمود احمدي نجاد هو بسبب موقف الغرب من البرنامج النووي الايراني، وقال ان الدول الغربية وبذريعة النشاطات النووية وحقوق الانسان يتدخلون بشكل او آخر في شؤون ايران الداخلية، وقرروا بشكل احادي الجانب ان يخفضوا مستوى العلاقات ، وربما يكونوا قد تضرروا من جراء هذا القرار، لكن هذا القرار لم يحصل على اجماع دولي، مؤكدا ان الحظر والقرارات التي استصدرتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي كانت سياسية.

الانتخابات، مظهر عظمة ايران

وتابع مهمانبرست بان هناك عاملين يعتبران مظهر عظمة اي بلد، وهما القوة الداخلية والقوة الاقليمية والدولية، مؤكدا ان الانتخابات الرئاسية المزمع اجراءها خلال الايام القليلة المقبلة يمكن ان تكون احدى مظاهر عظمة بلادنا.

دور وزارة الخارجية في البرنامج النووي الايراني

واشار مساعد الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست الى دور وزارة الخارجية في الملف النووي لجهة اعداد الخبراء المتخصصين للمشاركة في المفاوضات النووية، منوها الى ان متابعة المفاوضات النووية هي من مسؤوليات مجلس الامن القومي.

واوضح ان مجلس الامن القومي يضم مختلف المسؤولين ومنها مسؤولو وزارة الخارجية لاتخاذ القرار فيما يتعلق بالقضية النووية، وحيث تطرح وزارة الخارجية مقترحاتها بهذا الخصوص، لاتخاذ القرارات النهائية بشأنها في مجلس الامن القومي، وعرضها على قائد الثورة الاسلامية، لتتحول بعدها الى قرارات استراتيجية ملزمة للجميع.

السياسات النووية المطروحة من المرشحين لا تتعارض مع الثوابت

واشار مهمانبرست الى وجهات النظرالمختلفة بين السيدين جليلي وولايتي المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية حول طريقة ادارة المفاوضات النووية مع الغرب، وتأكيد المرشح حسن روحاني على نجاح المفاوضات عندما كان يديرها، واختلاف الرؤى الحاصل بهذا الصدد، وقال : السيد روحاني عندما كان على رأس فريق التفاوض الايراني اعتمد سياسة كسب الثقة التي اصر عليها الجانب الغربي.

واعتبر انه بسبب عدم التزام الغرب بعهوده توقفت النشاطات النووية في ايران بدل ستة اشهر لسنتين، وبدل ان يعترفوا بحقوق ايران كانوا يرفعون من سقف مطالبهم لجهة استمرار وقف النشاطات النووية.
 وتابع : السيد جليلي سعى لاستعادة الحقوق النووية الايرانية، لكن الغرب ومن خلال زيادة الضغوط سعى لارغام ايران على التراجع عن حقوقها النووية، لكن المسؤولين الايرانيين اكدوا ثباتهم على موقفهم المبدئي ازاء الحقوق النووية لايران.

واوضح مساعد الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان السيد ولايتي يعتقد بضرورة الدفاع عن حقوق ايران النووية، لكنه يدعو ايضا الى التوصل الى حل يحفظ مصالح البلاد، ويوصل الطرف الاخر الى نقطة يمكن الانطلاق منها للتعامل والتعاون بين الجانبين، مؤكدا ان الاتجاهات الثلاثة ليست على نقيض مع مصالح ايران القومية ومبدأ الحصول على الطاقة النووية للاغراض السلمية.

وتابع مهمانبرست ان هناك سبلا مختلفة لحصول ايران على حقوقها النووية المشروعة، حيث يتمثل الطريق الاول في استمرار التعاون مع الاطراف الغربية التي اثبتت انها لا تفي بالتزاماتها، والطريق الثاني هو الصمود بكل قوة، وعدم التراجع مقابل الغرب، وقد حققت ايران في ظل هذا الكريق تقدما كبيرا على المستوى النووي،لكن الجانب الغربي سعى لزيادة الضغوط وفرض المزيد من الحظر الاقتصادي على الشعب الايراني، والسبيل الثالث هو التوصل الى حل وتفاهم ثنائي لكي تتمتع ايران بحقوقها النووية وتتمكن من تقليل الضغوط والحظر عليها، وهذه السبل الثلاثة تطرح اليوم من قبل المرشحين والناس سيتخذون القرار بهذا الشأن.
 
الامن لا يتحقق الا بمشاركة دول المنطقة

ووصف مهمانبرست تماهي بعض الدول العربية في المنطقة مع القوى الغربية بالخطأ، وقال : نحن نؤمن بان دول المنطقة وعبر التعاون والتعاضد يمكنها ان تحافظ على مصالحها، واكد ان ايران تريد تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة، معتبرا ان ذلك سيكون نافعا لكل الدول وسيتحقق من خلال التعاون المشترك.

واوضح ان السبب وراء التراجع في العلاقات بين ايران وبعض الدول في المنطقة هو دخول تلك الدول في مشاريع او لعب سياسية، وقال ان ان هذه السياسة لن تحقق مصالح دول المنطقة على المدى البعيد، وان ايران ترى ان تواجد القوات الاجنبية في المنطقة ليس لصالح دولها.

واكد مساعد الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان سياسة ايران الثابتة هي تطوير العلاقات الشاملة مع دول الجوار والمنطقة، على ان تعمل هذه الدول ايضا لتحقيق السلام والامن والاستقرار في المنطقة، مشددا على ان ايران تعتبر خروج القوات الاجنبة من المنطقة امرا لصالح جميع دولها.
MKH-9-22:35