الاسد: لن نتخلى عن المقاومة وسنتجاوز الازمة

الاسد: لن نتخلى عن المقاومة وسنتجاوز الازمة
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سوريا في طريقها لتجاوز عنق الزجاجة الذي حشرت فيه خلال العامين الماضيين، وان سوريا لن تتخلى عن المقاومة، وإن لعبة الغرب وأتباعه أصبحت في نهاياتها.

وخلال حوار مع صحيفة الاخبار اللبنانية شدد الأسد على تبني مقاومة مدروسة ومؤثرة في الجولان المحتل تحرص على أخذ زمام المبادرة على غرار المقاومة اللبنانية.
وأعرب الأسد عن عدم تفاؤله بالحصول على نتائج ملموسة من مؤتمر جنيف اثنين بسبب الخلافات بين اطراف المعارضة في الداخل والخارج، معتبرا الطائفية والمذهبية خطرا وتهديدا لمستقبل الأمة وكيانها، ولابد من التصدي لها واجتثاثها.

وأجرى سعود قبيلات والدكتور إبراهيم علوش هذا اللقاء خلال زيارتهما مؤخرا لدمشق قبل تحرير مدينة القصير بالكامل في الاربعاء الماضي، عندما كانت تعيش المجموعات المسلحة في المدينة ايامها الاخيرة.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن الرئيس السوري بشار الأسد بأن هذه اللعبة اللئيمة التي لعبها الغرب وأتباعه معها، أصبحت في خواتيمها، مضيفا أن "الدول الغربية، بخلاف ما تظهر، أصبحت، الآن، تتسابق لتقدم له، من تحت الطاولة، عروضا مغرية تسعى من خلالها إلى ضمان حصص شركاتها في مقاولات إعادة الإعمار واستخراج النفط والغاز اللذين اكتشفت احتياطات هائلة منهما في الساحل السوري".
وكشف الأسد، عن أن "البنك الدولي نفسه - وهو لا يتحرك من دون مشيئة الولايات المتحدة وإذنها - قدم له عرضا "سخيا" لمنحه قرضا قيمته 21 مليار دولار، بشروط ميسرة، مبديا "البنك" رغبة ملحة في تمويل مشاريع إعادة الإعمار، لكنه رفض هذا العرض جملة وتفصيلا.
واتخذ قراراته النهائية بالنسبة إلى عروض إعادة الإعمار كلها"، وأوضح الأسد أن "ما يشغل تفكير الآن، أكثر من سواه، كما قال، هو التعامل مع مرحلة ما بعد الحرب؛ وخصوصا، كيفية التعامل مع هذا الدمار الواسع الذي حل بمناطق مختلفة من البلاد، وكيفية مداواة جراح الناس الذين فقدوا أحباءهم في الحرب، وبعضهم تشرد، وبعضهم الآخر خسر بيته أو مصدر رزقه أو ثروته.. إلخ.
لكن قلقه الأكبر يتعلق بنوعٍ آخر من الدمار حل بسوريا وبالبلاد العربية الأخرى، هو استشراء داء الطائفية والمذهبية على نحوٍ مرضي؛ الأمر الذي يمثل خطرا داهما على وجود الأمة وكيانها ومستقبلها، وبالتالي، يجب العمل بجدية لمواجهته واجتثاثه".
وفي ما يتعلق بإعلان فتح جبهة الجولان؛ قال الرئيس الأسد إنه أمر جدي تماما؛ لكنهم لا يفكرون في مقاومة شكلية استعراضية تطلق، من حينٍ إلى حين، بعض القذائف البدائية العشوائية على العدو، وتترك زمام المبادرة والفعل الحقيقي له، بل مقاومة مدروسة، ومعد لها جيدا، ومتواصلة، ومؤثرة، وتحرص دائما على امتلاك زمام المبادرة، وترسم ميدان الصراع على نحو يخدم كفاحها ويضر بعدوها، كما هو شأن المقاومة التي خاضها حزب الله في جنوب لبنان.
وذكرت الصحيفة أن الأسد لا ينسى أصدقاءه؛ حيث قال إنه "منح حق استخراج نفط الساحل السوري لشركةٍ روسية"، مؤكدا ثقته التامة بأن الروس لن يغيروا موقفهم من بلاده؛ لأنهم في الحقيقة يدافعون عن أمنهم الاستراتيجي ومصالحهم الوطنية اللذين كانا سيتعرضان للخطر لو تمكن الغرب وأتباعه من وضع يدهم على سوريا.
وأوضح أن الروس لم يحاولوا، مع ذلك، في أي مرحلة من مراحل الصراع، إملاء أي موقف على بلاده، وأنهم حتى عندما كانت تتشكل لديهم اقتراحات مختلفة بشأن بعض جوانب الصراع، كانوا يكتفون بإبداء رأيهم فقط، ويتركون لسوريا أن تتصرف في ضوء ما تراه مناسبا.
كما نقلت الصحيفة عن الأسد قوله إن سوريا لن تتخلى عن ثوابتها الوطنية والقومية وهويتها العروبية والتزامها الوحدوي؛ لن تتوقف عن دعم المقاومة، ولن تفرط بشبرٍ من أراضيها المحتلة، ولن تتنازل عن استقلالها.
واشار الى انه يدرك حجم النجاح الذي حققته جهود أعدائه في تضليل الكثيرين وتشويه صورته؛ لكنه، مع ذلك، اكد إنه لا يأبه لكل هذا الهجوم الشخصي الظالم الذي يشن عليه بكثافة؛ فالمهم بالنسبة إليه هو سوريا، وهو مستعد لكل أشكال التضحية كي لا تقع سوريا في قبضة الأميركيين والصهاينة وأتباعهم الخليجيين والتكفيريين.
وبالنسبة إلى إعادة الإعمار، قال الاسد إن الشركات الصينية جاهزة للقيام بدورها في هذا المجال، وإنهم تفاهموا معها على كل شيء بهذا الشأن.
وأوضح الرئيس الأسد أنه ليس متفائلا كثيرا بإمكانية أن يحقق "جنيف 2" نتائج باهرة؛ لأن من سيجلسون في الطرف الآخر من طاولة المفاوضات لا يستطيعون أن يقرروا بالنيابة عن المجموعات المسلحة الموجودة على الأرض؛ ولأن أطراف المعارضة، في الخارج والداخل، بينهم خلافات كبيرة وعديدة.