صحيفة سياست روز: ماذا حدث في مصر؟
تتحدث صحيفة "سياست روز" في افتتاحيتها عن الذي جرى بالأمس في مصر. ويقول الكاتب "قاسم غفوري": شهدت مصر يوم أمس يوماً دامياً، فقد وظف الجيش المصري كل إمكانياته بذريعة نشر الأمن والاستقرار في البلاد، من أجل وضع نهاية لاعتصام مؤيدي الرئيس المعزول الذين يرون ثورتهم قد سرقت بانقلاب عسكري ومساعدة المتبقين من مسؤولي نظام مبارك البائد.
وأشار الكاتب إلى أنه رغم تفاوت حصيلة القتلى والجرحى الذين سقطوا بالأمس في مصر، إلا أن المؤكد هو أن مصر شهدت بالأمس يوماً دامياً وأن تداعيات هذا اليوم ستستمر في الأيام المقبلة بدون شك.
وأضافت الافتتاحية: مع أن وسائل الإعلام الغربية حاولت جاهدة أن تصف ماجرى في مصر بالأمس بأنه حدث نتيجة تصرف غير متعمد للجيش، ولكن التطورات الإقليمية بالأمس تفصح عن أبعاد سرية وراء هذا القتل المتعمد.
وتذهب الصحيفة للقول: أولاً بدأت يوم أمس الأربعاء الجولة الثانية من مفاوضات التسوية للقضية الفلسطينية بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني في بيت المقدس.
ولفت الكاتب إلى أن هذه المفاوضات جرت في ظروف تفتقد فيها التناسب بين المطالب الفلسطينية والإصرار الصهيوني الذي رفض التطرق إلى الدولة المستقبلية على أساس حدود عام 1967 وكذلك رفض تجميد بناء المستوطنات، ورفض كذلك حق العودة للفلسطينين إلى الأراضي المحتلة بأي شكل من الأشكال، كما وأن قضية إطلاق سراح 26 أسيراً فلسطينياً فإنها جاءت بعد إنهاء هؤلاء الأسرى فترة محكومياتهم في السجون الإسرئيلية، أي أن الكيان الصهيوني لم يقدم في الحقيقة أي شيء للجانب الفلسطيني، وأن محادثات الأربعاء كانت ورقة رابحة للصهاينة، في حين أنها لم تحمل أية مكاسب للجانب الفلسطيني، فما جرى بالأمس هو مزيد من الإجراءات الصهيونية لخلق واقع تهويدي جديد لكل فلسطين من دون أن تقدم شيئا.
وتابعت الافتتاحية: أما النقطة الثانية والتي تعتبر مهمة جداً، تتعلق بانطلاق حركة التمرد في البحرين، حيث هب بالأمس الشعب البحريني في إطار حركة التمرد (الأربعاء 14 آب) للانتفاض على نظام الاستبداد نظام آل خليفة، وان هذه الحركة الشعبية لها تأثير كبير على الدول العربية لاسيما السعودية والغرب، لأن حركة أبناء البحرين يمكن أن تكون أنموذجاً يحتذي بها الشعب السعودي.
ونوهت الافتتاحية إلى أن وسائل الإعلام العالمية لم تتطرق إلى التطورات التي جرت بالأمس في البحرين وإنما انشغلت ببعض الأخبار الهامشية فقط.
وذكرت الصحيفة أنه نظراً لما تقدم يمكننا أن نقول إن يوم امس كان يوم نشوة للصهاينة، وللدول العربية الرجعية وللغرب أيضا.
وأشارت الصحيفة أن الجيش المصري وبتوجيه الغرب، خطط لضرب المعترضين في هذا اليوم لحرف أفكار الرأي العام العالمي ولتأمين غطاء ضبابي على ماجرى في البحرين أولاً ولتوفير الفرصة السانحة للكيان الإسرائيلي وللغرب لمزيد من المكاسب في فلسطين واقتناص جوائز سلهة لايمكن تحقيقها في زمن الاستقرار الإقليمي.