وثيقة روسية بمجلس الأمن تقلب موازين استخدام الکیمیاوي

وثيقة روسية بمجلس الأمن تقلب موازين استخدام الکیمیاوي
الجمعة ٢٣ أغسطس ٢٠١٣ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

كشف مصدر دبلوماسي سوري رفيع المستوى أن الوفد الروسي قدم رواية مقرونة بوثيقة حول المجزرة التي إستهدفت الغوطة الشرقية “أسكتت الجميع وجعلتهم يعيدون التفكير في مواقفهم”.

ووفقاً لـ"الحدث نیوز" فإن المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أوضح في حديث صحفي، أن الرواية الرسمية السورية حول المجزرة أكدت ان مسلحين أطلقوا صاروخين محملين بمواد كيميائية من منطقة دوما بريف دمشق، والواقعة تحت سيطرة المسلحين، مقرونة بصور من الأقمار الصناعية الروسية تؤكد صحة الرواية.
وأشار المصدر، في هذا الصدد، إلى أن الموقف الروسي كان، على غير العادة، الأكثر تشدداً من مواقف الدول الأوروبية وحتى الموقف الأمیركي حيال ضرورة التحقيق في المجزرة، وأوضح أن ”الموقف الروسي جاء بناء على صور الأقمار الصناعية، فالصور توضح وبشكل قطعي أن المسلحين هم من استخدموا الكيماوي”.
وعن سبب اقدام مسلحي المعارضة على ارتكاب هذه المجزرة، رأى المصدر أن ”فصيلاً متشدداً فيما يبدو أراد استغلال وجود لجنة التحقيق لزيادة خلط الأوراق، بالتعاون مع إحدى الدول العربية، وذلك دون إطلاع الدول الغربية على خطوة كهذه، قام بإطلاق الصاروخين”.
واستشهد المصدر بدقة الرواية السورية حول عدم طلب الدول الأعضاء صوراً من الأقمار الصناعية الأمیركية، كما جرت العادة في حالات سابقة، واكتفائها بالصور الروسية، التي فيما يبدو أنها “تطابقت مع الصور الأمیركية لتشكل وثيقة قطعية لا ريب فيها”.
ورأى المصدر أنه سيكون لهذه المجزرة آثار سياسية كبيرة في موقف الدول الداعمة للمسلحين، وعلى رأسهم فرنسا التي ستقوم بإعادة تقييم موقفها، خصوصاً وان هذه الجريمة وقعت دون اطلاع مسبق من قبل أجهزتها الاستخباراتية، ما وضعها في موقف “حرج”.
ورجح المصدر ان يكون الفصيل المسلح الذي قام بضرب الصاروخين هو فصيل “متشدد”، يعمل تحت إمرة دولة عربية خليجية، لم يسمها المصدر. في حين تعتبر السعودية الداعم الأكبر لمسلحي المعارضة، والفصائل المتشددة فيها على نحو خاص.
وكان بيان قد صدر عن مجلس الامن، حيث لم يتهم هذا المجلس بشكل مباشر النظام في سوريا بالوقوف خلف ما حصل خلافاً لرأي دول أوروبا التي بدأت منذ اليوم الاول حملة لاتهام النظام، بل دعى المجلس إ‘لى “تقرير يؤدي لمعرفة المسؤوليات ومن يقف خلف ما جرى”.
هذا فیما قال مصدر بريطاني في مجلس الأمن إن ”قضية المجزرة الكيماوية التي حدثت قرب دمشق قد انتهت وإسقطت بالضربة التقنية ـ الفضائية الروسية القاضية”، حسبما نقلت وكالات أنباء دولية.
وقال المصدر إن “المندوب الروسي في مجلس الأمن قدم صوراً فضائية تثبت تورط المسلحين في إطلاق الصواريخ، حيث كشف حقيقة ما جرى بالضبط ولماذا أطلق المسلحون الصواريخ نحو هذه المنطقة، وهذا ما أدى لعدم إصدار موقف حازم من نظام بشار الاسد بدمشق”.
وأضاف أن فيتايلي تشوركين، المندوب الروسي، قدم صوراً من أقمار إصطناعية تظهر قيام مسلحين معارضين بإطلاق الصاروخين من “دوما” التي تسيطر عليها المعارضة السورية و سقطا على ”الغوطة الشرقيّة ” و تسببا بمقتل المئات.
وعلى صعید متصل كشف مصدر طبي سوري في مستشفى الشهيد يوسف العظمة العسكري (مشفى المزة) أن سيارات الإسعاف التابعة للخدمات الطبية العسكرية نقلت فجر أمس إلی المستشفى أكثر من خمسين إصابة من”الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة” تعرضوا لإصابات قاتلة وشبه قاتلة بالأسلحة الكيميائية في بلدة “المعضمية” الواقعة إلى الجنوب الغربي من دمشق.
والمعضمية هي إحدى المناطق التي قالت المعارضة إنها كانت مسرحا لـ”مجزرة كيميائية”. ولا تبعد المنطقة سوى بضع مئات من الأمتار عن منطقة انتشار “الفرقة الرابعة” وبعض وحدات الحرس الجمهوري.
وقال المصدر، حسبما نقل موقع “الحقيقة” السوري المعارض، إن 39 سيارة إسعاف عسكرية نقلت الإصابات فجر اليوم من “المعضمية” حيث فوجىء العسكريون بهجوم كيميائي في المنطقة لم يخطر على بالهم، بينما كانوا يتحضرون لشن هجوم على مواقع المسلحين، ما تسبب بصدمة صاعقة، أمنياً وعسكريا.
وأوضح بالقول”إن السلطة لم تعلن عن ذلك حتى الآن ، ليس لسبب يتعلق بمعنويات العسكريين فقط، ولكن لأنها لا تزال تعد ملفاً تحقيقياً وطبياً عن القضية سيكون جزءاً من الملف الشامل الذي ستقدمه إلى لجنة التحقيق الدولية”. ولم يستبعد المصدر أن يقوم أعضاء اللجنة بزيارة المشفى بين ساعة وآخرى.
وأضاف المصدر، كما أورد الموقع السوري، ما علمنا أن بعض سيارات الخدمات الطبية العسكرية يمكن أن تحتوي على سريرين، يمكن الحديث عن خمسين إصابة في الحد الأدنى وسط العسكريين جرى نقلها إلى المشفى المذكور. وقد أكد مصدر من أهالي المنطقة السكنية المعروفة بـ”السومرية”، والتي تقع شمال غرب مطار المزة العسكري وعلى الطريق الواصل مباشرة بين “المعضمية” ومنطقة المزة حيق يقع المشفى، أنه شاهد فجر اليوم بأم العين، وحوالي الرابعة صباحا، أكثر من عشر سيارات إسعاف عسكرية تتحرك من “المعضمية” باتجاه دمشق، بينما كانت وحدات عسكرية أخرى ترافقها على سبيل المواكبة الأمنية.
وإستنتج الموقع في نهاية التقرير، أن ما جرى يوم أمس كان من قبل “طرف ثالث” دخل على خط الصراع واستخدم سلاحاً كيميائياً لأسباب مختلفة ستتضح خلال الساعات والأيام القليلة القادمة. وقال إن السبب بهذا الهجوم يهدف لإعطاء ذريعة لكي يتدخل الغرب عسكرياً في سوريا.
يذكر أن شريط فيديو نُشر على موقع “اليوتيوب” أظهر مشاهد لصاروخ كيميائي من الصواريخ التي إطلقت على منطقة زملكا في ريف دمشق.
ويظهر هذا الشريط أن الصاروخ المستخدم هو من صناعة محلية، على ما تظهر طريقة التصميم البدائية، حيث ومن المعلوم آن من يقوم بتصنيع هذه الصواريخ والأسلحة في سوريا هي جماعات المعارضة السورية التي تسيطر على هذه المنطقة بنسبة 80%.