اتهامات اميركا الواهية ضد سورية باستخدام"الكيميائي"

اتهامات اميركا الواهية ضد سورية باستخدام
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

إرتكزت الولايات المتحدة الأميركية على أسباب واهية لتوجيه الاتهام للجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق . الأسباب لم تقنع كثيرين كونها سيقت من جانب تقارير استخبارية عسكرية أميركية فشهد شاهد من أهل حكام البيت الأبيض .

واحدة من تلك الأسباب ما سربته صحيفة أميركية عن مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع السوري وأحد ضباطه يتحدث فيها عن قصف الغوطة الشرقية وغاز السارين . في موقعة وصفها الكثيرون بالمضحكة المبكية في آن .

تقرير... في واحدة من مهازل في السياسة العداونية الأميركية ضد الشعوب العربية والإسلامية برزت قضية الاتهامات التي وجهتها إدارة الرئيس باراك أوباما للجيش السوري بقصف المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق بالاسلحة الكيميائية . حاكم أميركا لم يجد من دلائل إلا مكالمة هاتفية جرى تحليلها نفسيا ليخلص إلى سوق الاتهام.

ما هو الدليل القاطع التي اعتمدت عليه الولايات المتحدة لإلصاق تهمة استخدام الأسلحة الكيميائية بالدولة السورية، الدليل المذكور ليس عبارة عن صور من الأقمار الاصطناعية ولا عن أدلة حسية مباشرة، ببساطة تتخطى حدود الخفة، الدليل عبارة عن محادثة هاتفية قائمة على تحليل نفسي للمتحدثين فيها، نعم القصة الكاملة نشرتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية بوصفها سبقاً حصرياً لها.

ولكن الاتهام الأميركي يبدو أنه مستند إلى حقائق ومعلومات، فأجهزة الاستخبارات الأميركية بحسب مجلة فورين بوليسي الأميركية تنصت على مكالمة هاتفية لمسؤول في وزارة الدفاع السورية مع قائد وحدة السلاح الكيميائي وهو مصاب بالذعر، وطلب المسؤول من قائد وحدة السلاح الكيميائي تفسيرات حول الضربة بغاز الأعصاب التي أدت إلى مقتل أكثر من 1000 شخص.

ضباط الاستخبارات قالوا إن أحد المتحدثين كان خائفاً وكان يطالب بإضاحات حول استخدام غاز الأعصاب الذي قتل المئات في الغوطة، وربما كانت هذه المكالمات التي تم اعتراضها جزء من الوثائق التي سينشرها البيت الأبيض لاحقاً تثبت أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.

إذاً مدمرات وحاملات طائرات، وصواريخ عابرة للقارات، وتهويل دولي بالعدوان ضد سورية، كل هذا مبني على تشخيص نفسي باتصال هاتفي حصلت عليه وكالة الاستخبارات الأميركية، سبب يشكل دليلاً جديداً على الطريقة الأميركية السطحية في التسويق للحروب، هذه السطحية أعادة إلى الأذهان ما حدث بعد سقوط الطائرة المصرية الشهيرة عام 1999 أو ما تعرف بالرحلة 990 والتي تحطمت عند السواحل الأميركية بعد ساعة من إقلاعها، ولم ينجوا أحد من ركابها أو طاقمها، يوم خلص تقرير السلامة الأميركية إلى أن مساعد الطيار جميل البطوطي المسلم تعمّد إسقاط الطائرة والانتحار بسبب جملة قالها وهي "توكلت على الله".

توكلت على الله كانت جملة كافية لإلصاق تهمة الإرهاب بالطيار المصري وعليه لم يعد غريبا أن تلصقها بمحادثة هاتفية بين مسؤولين سوريين ذهلا لهول المجزرة التي تقول دمشق إن المجموعات المسلحة هي التي ارتكبتها ضد السكان في الغوطة الشرقية في ريف دمشق . هذه المجموعات التي سبق أن اعتقل أفراد منها في العراق وتركيا وبعض الدول الأوروبية بينما كانت تحضر أو تهرب موادا كيميائية للاستخدام الإرهابي بينها غاز السارين .

تقرير... يفاجأ السوريون اليوم بإعلان الدولة التركية الداعمة للإرهاب في سورية، إلقاءها القبض على 12 عنصراً من جبهة النصرة في مدينة أضنا جنوب تركيا ومصادرة كيلوغرامين من غاز السارين السام كان بحوزتهم.

السلطات العراقية أعلنت القبض على مجموعة من 5 أشخاص تقول إنها تابعة لتنظيم القاعدة كانت تخطط لإنتاج غازات سامة، السلطات عرضت 4 أشخاص لم تظهر وجوههم فقد كانوا مقنعين ويرتدون ملابس رياضية صفراء، وأما الصحافة فقد عرضت زجاجات معبئة بمواد كيماوية ومعدات معملية أخرى إلى جانب طائرات هليكوبتر صغيرة تشبه لعب أطفال يتم التحكم بها عن بعد، قال السلطات إن هؤلاء الرجال خططوا لاستخدامها في نشر الغاز. وأكدت السلطات أن أعضاء المجموعة اعترفوا بوجود شبكة منظمة لتهريبها خارج العراق في إحدى دول الجوار واستخدامها في ضرب أهداف في أوروبا وأميركا الشمالية.

تم اليوم عرض المتهمين الأربع في قضية بيع الغاز السام على القضاء وذلك فيما إذا كانت الأدلة كافية لاحتجاز الرجلين والامراتين المتهمين بالقضية.

قامت قوات الأمن بالبحث في الحقوق الواقعة شمال مدينة ماستريخت عن الغاز السام "السارين" وذلك بعد أن تلقت الشرطة اتصالاً هاتفياً عن عملية بيع الغاز السام.

وللإضاءة أكثر على هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ حسن حردان أهلاً بك..

س: بداية أستاذ حسن حردان رغم الأدلة على استخدام وحيازة جبهة النصرة لغاز السارين لم يتم اتهامها حتى ولول كفرضية من جانب الولايات المتحدة والغرب لأنها وراء استخدام الأسلحة الكيميائية، كيف تفسر ذلك؟

ج: طبعاً عندما تتهم واشنطن الجماعات الإرهابية يبطل مخططتها في سورية، فهذه جماعات بالأصل هي أداة أميركية غربية من أجل تنفيذ المخطط الأميركي الذي يستهدف النيل من سورية، وعادة الولايات المتحدة الأميركية لديها خبرة طويلة في تلفيق الاتهامات وفي تزوير الحقائق وفي قلب الأمور ولديها أجهزة مختصة في هذا المجال من دعاية وإدراك وفهم موجودة في البنتاغون الأميركي تتولى عملياً كيفية تلفيق هذه الاتهامات. لذلك أنا أعتقد بأن الولايات المتحدة الأميركية تتعمّد اليوم تجهيل الفاعل وهو الجماعات المسلحة وإلصاق التهمة بالدولة السورية.

س: دمشق اتهمت الولايات المتحدة والسعودية وتركيا بتزويد المجموعات المسلحة بغاز السارين والمواد الكيمائية التي استخدمت في قصف الغوطة الشرقية، ما رأيك في ذلك؟

ج: أولاً يجب أن ننتبه على أمرين، الأمر الأول أن من استخدم الغازات السامة أو غاز السارين أو المواد الكيماوية في خان العسل هم المجموعات المسلحة وهناك وثائق وأدلة دامغة تثبت تورط هذه الجماعات في قصف منطقة خان العسل، وقام خبراء روس بالتحقيق في ذلك وأيضاً لجنة دولية وأكدت المعلومات ذلك، لكن الولايات المتحدة الأميركية عطلة التحقيق الدولي في خان العسل وعندما قام الجيش العربي السوري بهجومه على الغوطة الشرقية وأدركت الولايات المتحدة والدول المتعاونة معها بان هذا الهجوم سيؤدي إلى كسر ظهر المسلحين، وبالتالي إلى إبطال المخطط لجئوا إلى استخدام غاز السارين.

لا يعقل أن تقوم القوات السورية بضرب غاز السارين وهي موجودة في الغوطة الشرقية وسوف تتأثر، ولا يعقل أن دولة تضرب مواطنيها بالمواد الكيماوية، لذلك كل العملية ملفقة، ثم أن الولايات المتحدة الأميركية لو كانت فعلاً هي من يدعي ذلك لكانت قدمت الأدلة الواضحة أو انتظرت التحقيق الدولي ليتأكد من ذلك.

س: في إطار هذه الأدلة التي تتحدث عنها أستاذ حسن حردان أريد تعليقك على الوثائق التي نشرتها مجلة الفورين بوليسي الأميركية حول إعتماد البيت الأبيض المكالمة الهاتفية بين مسؤولين في سورية كدليل على اتهام الجيش السوري باستخدام هذه الأسلحة؟

ج: أولاً يجب أن ننتبه أن الولايات المتحدة الأميركية ليست المرة الأولى التي تلفق اتهامات عندما تكون الدولة التي تلفق لها الاتهامات هي دولة معادية للولايات المتحدة الأميركية ولهيمنتها على المنطقة ولإسرائيل، سبق لها أن وجهت أو لفقت هذه الاتهامات في العراق، وشهدنا كيف أن المسرحية التي قام بها وزير الخارجية الأسبق كولن باول في مجلس الأمن كيف اعترف فيما بعد أنها كانت خدعة وتبين من خلال الاحتلال الأميركي للعراق بأن ليس هناك أي أسلحة دمار شامل في العراق، ثم أن الولايات المتحدة الأميركية هي من زودت صدام حسين بالمواد الكيماوية لضرب الأكراد في العراق، وهي من زودت صدام حسين بالأسلحة الكيماوية أثناء الحرب العراقية الإيرانية عندما كانت إيران على وشك تحقيق النصر، من أجل منع انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

إذاً من يستخدم هذه الأسلحة ويزود أعوان أميركا من أجل استخدامها ضد المواطنين هي الولايات المتحدة الأميركية وسبق للولايات المتحدة الأميركية أيضاً أن استخدمت هذه الأسلحة في فيتنام، إذاً وقبل ذلك في الحرب العالمية عندما استخدمت القنابل النووية ضد الشعب الياباني في واقعة شهيرة ومعروفة لدى العالم أجمع، وبالتالي الولايات المتحدة الأميركية لعا باع طويل في هذه الجرائم.