جرائم المجموعات التكفيرية في سورية

جرائم المجموعات التكفيرية في سورية
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣ - ١٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

ليست قطر دولة لأن ثلاثمئة شخص ومحطة تلفزيونية لا يشكلون بلدا . الكلام لرئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان . تصريحات كان لها موقعها في ساحة التنافس على النفوذ في دول عربية تشهد توترات أمنية وسياسية كحال مصر وسورية وفي الدور الذي تلعبه كلا من الرياض والدوحة في التحولات التي تطمح لاستغلالها الولايات المتحدة الأميركية .

تقرير...قطر ليست سوى 300 شخص وقناة تلفزيونية وهذا لا يشكل بلدا. منذ أطلق الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية هذا التصريح في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية

والتوتر قائم بين قطر والسعودية وإن بشكل خفي تعززه حملات إعلامية بين البلدين وحرب مستعرة على مواقع التواصل الاجتماعي .

مادة دسمة في الصحافة الغربية ولا سيما الاقتصادية نظرا لمكانة البلدين المتنافسين على الاستثمار في الولايات المتحدة وأوروبا

ونقلت الصحيفة عن الأمير السعودي قوله إن قطر ليست سوى 300 شخص وقناة تلفزيونية، وإن هذا لا يشكل بلداً على حد وصفه، وأشارت الصحيفة إلى أن حديث الأمير البندر جاء عندما صرخ بالهاتف خلال أحد الاجتماعات المهمة.

وبوقت لاحق غرد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد آل عطية على موقع تويتر تغريدة كانت رد على من قلل شأن قطر لصغر مساحتها أو عدد سكانها، فكتب العطية مواطن قطري يعادل شعب، وشعب قطر عن أمة بأكملها هذا ما نلقنه لأبنائنا مع كامل الاحترام والتقدير للآخر.

وقد تحولت جملة بندر لهاستاغ لموقع تويتر تداولها المغردون للسخرية من الدولة الصغيرة التي تطاولت على الكبار بحسب قولهم وما لبث أن استخدمها القطريون للرد على خصومهم خلال السنوات الأخيرة والهجوم على بندر

وعبّر أكاديميون وصحافيون قطريون عن سخطهم واستغرابهم لعدم صدور نفي سعودي رسمي لتصريحات بندر التي رأوا فيها ‘إساءة لقطر وشعبها.


وشن قطريون حملة عنيفة في تويتر على الأمير بندر وقالت إحدى التغريدات : الأوطان ليست بكبر المساحة أو كثرة عدد السكان وإنما بالعدالة وهمة الرجال . ومن عجز عن مجاراة غيره عليه أن ينظر داخل وطنه ويهتم بشعبه.

في المقابل دافع مغردون سعوديون عن تصريحات بندر وسخروا من قطر ووصل الأمر إلى حد دعوة الكاتب في صحيفة الجزيرة السعودية محمد آل الشيخ إلى ضم قطر للسعودية كونها كانت من ضمن الدولة السعودية الأولى ويفترض أن يعود الفرع للأصل هذا هو التاريخ حسب قوله .

ورد مغرد قطري على آل الشيخ قائلا : ألم تكن السعودية تبعا للدولة العثمانية فلتضمها تركيا إذن.

إن تصريح بندر ضد القناة القطرية جاء كتصفية حساب شخصي قديم، إذ عرضت قناة الجزيرة قبل عدة سنوات فضيحة رشاوى صفقة سوداء اليمامة والتي اعتبرها صفعة قوية موجهة له ولوالده.

الهجمات والهجمات المضادة بين شبه الجزيرة القطرية والأمير بندر تشير إلى أن لحساب بينهما ما زال مفتوحاً لا بل قد يكون في بدايته أو القادم من الأيام قد يعد بالمزيد.

أرحب بالباحث في الشؤون العربية د. رفعت بدوي أهلاً ومرحباً بك معنا في هذه الحلقة...

بداية د. بدوري لماذا أطلق الأمير بندر بن سلطان هذه التصريحات الساخرة من قطر.

ج: بسم الله الرحمن الرحيم... في البداية ولا يخفى على أحد أن دول الخليج العربية وخاصة المملكة العربية السعودية تعتبر باقي الدول الخليجية تحديداً ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي تحت مظلة المملكة العربية السعودية كونها تحتل الصدارة من عدد السكان أو المساحة في مجلس دول التعاون الخليجي، وهي تعتبر أن باقي الدول من دول مجلس التعاون الخليجي هي امتداد طبيعي لجغرافية أو الجيوسياسية للمملكة العربية السعودية، أما فيما يختص تصريحات الساخرة التي أطلقها سمو الأمير بندر بن سلطان بالنسبة لقطر أنه 300 شخص زائد محطة تلفزيونية لا تصنع دولة هذا أمر ليس بالوليد في الحقيقة هو نتيجة تراكمات بين الدولتين بين المملكة العربية السعودية وقطر تحديداً ولا ننسى بأنه كان هناك نزاع مستمر بين الدولتين حتى على الحدود بين الدولتين، وهناك تباين في الآراء فيما خص السياسة المتبعة بين كل دولة ودولة أخرى.

لا ننسى أيضاً بأن الولايات المتحدة كان لها أكبر قاعدة في المنطقة في المملكة العربية السعودية تحديداً وقدمت دولة قطر وعلى رأسها الشيخ حمد الذي تنحى جانبهاً قدم تسهيلات أكبر وقدم ما يسمى بالمركز الأميركي الذي يضم المنطقة في منطقة اسمها عيديد قاعدة عيديد، هذا أمر أثار الريبة عند المملكة العربية السعودية بأن تحتل قطر المقدمة لدى مجلس التعاون الخليجي فيما خص مركز القرار آنذاك في الولايات المتحدة.

أسئلة كثيرة تطرح وما زالت لماذا يعود التوتر بين البلدين المتنافسين السعودية وقطر على بعض الملفات الساخنة في المنطقة؟  وهل هذا التوتر ناجم عن فشل الدورين السعودي والقطري المتحالف مع الولايات المتحدة الأميركية في إسقاط سورية وإطاحة الرئيس بشار الأسد ؟ وهل تحمل كل من الرياض والدوحة الطرف الآخر مسؤولية هذا الفشل ولا سيما في دفع واشنطن لشن عدوانها العسكري على سورية ؟

تقرير... لم يكتب الأمير الطموح بالإطاحة بجماعة الأخوان المسلحين في المنطقة وتحجيم دورها السياسي وإشعال التفجيرات الدامية هنا وهناك ولا حتى إقصاء قطر عن المشهد العربية والدولي بعد جولات لها وصولات وصلت إلى حد ظن قادتها بأن قطر وجزيرتها من تصنع الحاضر والمستقبل  في العالم العربي، هذا الإقصاء لم يشبع غل الأمير الذي أخرج ما في قلبه من حقد دفين بحق هذه الدولة العضو في مجلس التعاون الخليجي.

جاء نشر سخرية الأمير بندر من قطر في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية ضمن تقرير مطول انتقدت فيه دور قطر في تسليح مجموعات مسلحة محددة في سورية.

وكشفت أن المسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية اقتنعوا بأن الأمير بندر المحارب العريق في مجال مؤامرات واشنطن والعالم العربي الدبلوماسية سيحقق ما لم تستطع وكالة الاستخبارات الأميركية تحقيقه.

وأكد التقرير الأميركي أن قطر أرادت أيضاً الإطاحة بالأسد. في حين انقسم الأمراء السعوديون حول كيفية المضي قدماً بسبب قلق البعض حول تسليح المتمردين الذي قد يشكل تهديداً للاستقرار السعودي لاحقا ولهذا تصاعد التوتر بين البلدين . كما أن الملك السعودي لم يكن مرتاحاً لتقاسم السيطرة مع قطر .

وتأتي تصريحات بندر في إطار تحجيم دولة قطر التي كانت تتولى دوراً محورياً في الأزمة القائمة في الشرق الأوسط من خلال دبلوماسيتها وقناة الجزيرة القطرية، ولم يخفي الأمير خلال المقابلة شماتته مما يصفه بالإخفاق القطري في مسألة إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد عبر تسليح جماعات محددة في إشارة إلى جماعة الأخوان.

وتقول "وول ستريت جورنال" إن بندر يستعيد دوره كصانع جيوسياسي وهو يكسب ثقة المسؤولين الأميركيين لأن خلفيته جد أميركية وهو يتنقل بين مراكز القيادات السرية بجانب الخطوط الأمامية السورية وقصر الإليزيه والكرملين محاولاً إضعاف نظام الأسد

وهو ما حدث في لقائه العاصف مع الرئيس الروسي الذي حاول خلاله رشوة بوتين بالمليارات للتخلي عن دعمى للرئيس بشار الأسد مهددا بدعم التكفيريين الشيشان إذا لم يلب طلبه .

لياقة استمع الرئيس الروسي للأمير السعودي الذي أبدى استعداد بلاده لمساعدة موسكو على لعب دور أكبر في الشرق الأوسط في وقت تبتعد فيه واشنطن عن المنطقة حسب الأمير بندر.

أياً يكن النظام الذي سيخلف نظام الأسد قال الأمير السعودي للرئيس الروسي فإنه سيكون بين أيدي السعوديين كلياً وفي هذا تلميح إلى أن النظام لن يستبدل بالتطرف الإسلامي.

محاولة إقناع حليف سورية بالعرض السعودي تخطت الاستراتيجية السياسية والأمنية لتصل إلى صفقات السلاح والغاز إذ أن الأمير بندر اقترح شراء أسلحة من موسكو بقيمة 15 مليار دولار، والقيام بما أسماه استثمارات كبيرة في روسيا. أما في موضوع الغاز فكانت ضمانة سعودية بأن المملكة لن تسمح لأي بلد خليجي بنقل الغاز عبر سورية لمنافسة الغاز الروسي في أوروبا.

لسياسة التي ينتهجها الأمير بندر لم تقتصر على محاولة ثني روسيا عن دعم الرئيس الأسد  بل وصل الأمر إلى حد مساهمته في تبرير العدوان الأميركي على سورية بعدما أبلغته إدارة أوباما عزمها على شنه بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية.

أكدت مراسلة أسوسيتد بريس سابقاً دلكابلاك أن الهجوم الكيميائي في سورية مصدره المجموعات المسلحة المدعومة من الأمير السعودي بندر بن سلطان، وبعض الثوار استلموا أسلحة كيميائية عبر رئيس الاستخبارات السعودي الأمير بندر بن سلطان وأنه هو المسؤول عن ترتيب الهجوم بالغاز، وتنقل دايل عن إحدى النساء المقاتلات قولها لم يخبرونا ما هي هذه الأسلحة ولا كيفية استعمالها، لم نكن نعلم أنها أسلحة كيميائية ولم نتصور أنها قد تكون كذلك.

وتستشهد كاتبة المقال بما ذكرت صحيفة الإندبندت البريطانية من أن جهاز الاستخبارات التابع للأمير بندر كان أول من حذر حلفاؤه الغربيين من أن النظام السوري استعمل غاز السارين وذلك في شهر شباط الماضي.
ويسود اعتقاد بأن الأمير بندر متورط بقضية إرسال أكثر من 1200 سجين محكوم عليهم بالإعدام بحد السيف بسبب ارتكابهم جرائم خطيرة مختلفة منحوا عفواً كاملاً فضلاً عن رواتب لأسرهم من أجل الانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بحسب موقع "أنتي وور" الأميركي.

إخفاقات الأمير بندر في سورية دفعت الأميركيين للتفكير في طرده رغم أهمية موقعه في واشنطن

وبحسب موقع الحدث نيوز فإن إعفاء بندر سيكون كإجراء عقابي له بسبب توريطه السياسات الأميركية في الوحل السوري أكثر من مرة إذ يُوافق الطلب الأميركي رغبة أمراء كبار في العائلة المالكة السعودية رأوا أن أي نجاح لبندر في الملف السوري أو ملف إخضاع حزب الله اللبناني قد يقابله مكافأة أميركية بمنحه موقع متقدم في الحكم ما دفعهم لإثارة قضية محاولة انقلابه على الملك عبد الله

وبدأت الصحف تكشف حكاية بندر ومحاولته قلب عرش الملك فكتبت الصحيفة البريطانية الشهيرة الإندبندت عن وجود صراع وخلاف على السلطة في المملكة العربية السعودية أدى إلى اختفائه.

ولذلك عدد من النظريات إحداها أنه كان يخطط لانقلاب على الملك عبد الله وأن مصادر سعودية تؤكد أن الاستخبارات الروسية هي من اكتشف خيوط محاولة الانقلاب وأبلغت بها الاستخبارات السعودية. وأن السؤال الذي يشغل الأوساط السعودية هو كيف لم تكتشف الاستخبارات الأميركية عملية الانقلاب وهي متمركزة في 36 مقراً رسمياً في المدن السعودية. ويشر الموقع إلى أن قرار بندر الانقلاب جاء لأنه وجد نفسه على هامش النظام بعدما اتهم باستخدام عناصر من القاعدة والوهابية المتطرفة لتحقيق أهداف انقلبت في غير صالح واشنطن والرياض...

بالعودة إليك د. بدوي، إخفاقات الأمير بندر في سورية تسببت في ضرر لسياسة واشنطن في المنطقة هل ترى أنه من المنطقي القول أن الأميركيين سيتخلون عنه؟

ج: لعل جريدة وال ستريت جورنال التي حظية في هذا الاهتمام الكبير للخلاف، أو موضوع الخلاف في المملكة العربية السعودية وقطر سابقاً كانت قطر هي تولت مسؤولية نشر فكر الأخوان المسلمين في المنطقة بداية فيما يسمى بتونس ومن ثم مصر ومن ثم رأينا ماذا حصل في ليبيا كان لها رؤية استراتيجية فكرية دينية بالتعاون مع رجب طيب أردوغان لنشر هذا الفكر في المنطقة، وكان من خلف ذلك استياء سعودي بارز جداً للعب قطر هذا الدور المتقدم عليها بالنسبة للأمريكان، فهناك وقع صراع خفي بين قطر و المملكة العربية السعودية من يتسابق إلى مركز القرار في الولايات المتحدة تحديداً، من أجل ذلك وقع هذا الخلاف ورأينا بأنه في فترة من الفترات ضغطت المملكة العربية السعودية على الولايات المتحدة وعلى مركز القرار في الولايات المتحدة بأنه قطر بدأت تقلق دول الخليج من سياستها المتبعة في المنطقة.

فرأينا ما رأيناه من تنحي الشيخ حمد أمير قطر السابق الذي تنحى في مسرحية نكاد نقول بأنها مسرحية لطلب أميركي بالتنحي جانبها وإظهار قطر مرة أخرى بأنه الملف اليوم في المنطقة سلّم إلى المملكة العربية السعودية، وترجم هذا الموضوع أيضاً فيما شهدناه في شمال سورية مؤخراً منذ أسبوع من صراع فيما سمي بقوات داعش وقوات النصرة في مواجهة الجيش الحر. الجيش الحر هو مدعوم من المملكة العربية السعودية، وقوات داعش وجبهة النصرة مدعومة... عقواً الجيش الحر مدعوم قطر وداعش والنصرة مدعومين من قبل المملكة العربية السعودية وتركيا. هذا الوضع أيضاً أوقع المملكة العربية السعودية في مشكلة نتيجة تقارب ما سمي بتقارب إيراني أميركي أو روسي دخول روسيا على المنطقة بشكل جيد ووقف ما سمي بالضربة على سورية أربك مراكز القرار في المملكة العربية السعودية وفي مقدمتهم فشل سمو الأمير بندر بن سلطان في مهامه الجديد....