معنويات سورية عالية في مواجهة الحرب العدوانية

معنويات سورية عالية في مواجهة الحرب العدوانية
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

أخيراً اعترفت إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بأنها تقف خلف المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية منذ سنتين ونصف، من خلال عزمها على القيام بعدوان فاشي ظالم على سورية بحجة وذريعة استخدام السلاح الكيماوي في منطقة الغوطة بريف دمشق. وهذا العدوان العسكري المتوقع يأتي خارج اطار الشرعية الدولية، وهو مخالف لكل القوانين والمواثيق العالمية والانسانية، لأن اميركا، كما هي حليفتها اسرائيل، تعتبر نفسها فوق القانون الدولي، يجوز لها أن تفعل ما تشاء خدمة لمصالحها ولسياستها وأهدافها.

هذا العدوان يأتي تحت حجة ويافطة الدفاع عن الأمن القومي الاميركي، وكأنه في خطر كبير جداً. ولأن السلاح الكيماوي المستخدم في الغوطة يشكل خطراً كبيراً على العالم كله، ولذلك على الجميع المشاركة في هذا العدوان ودعمه، ولكن هذه الحجة مرفوضة، لأن المسؤول عن كل ما يجري في سورية هو من يرسل الارهابيين الى الداخل السوري، ومن يوفر المال والعتاد المتطور للمجموعات المسلحة التي توافدت الى سورية عبر أراضي دول الجوار ومن أكثر من 80 دولة، كلهم جاءوا "ليجاهدوا" في اسقاط سورية واجبارها على أن تسير في الركب الاميركي.

ورغم كل هذه التهديدات، فإن سورية صامدة، وهي عصية على كل مؤامرة، وكل عدوان، وعلى كل المؤامرات الخبيثة، وهي تقف وبصلابة في وجه هذا العدوان البربري الذي يهدف إلى معاقبة الشعب السوري الشقيق البطل الذي رفض سياسة الاذعان، وأكد استقلاليته في القرار، وتمسكه بمبادئه الشريفة التي توفر الدعم والحماية والمساندة للمقاومة المشروعة في عالمنا العربي ضد الاحتلال وضد محاولات الهيمنة عليه.

يستحق الشعب السوري كل الأوسمة الرفيعة في العالم لأنه صمد في وجه هذه المؤامرة، وسيبقى صامداً، ولن يمس هذا العدوان الاميركي معنويات أي مواطن. فكل أبناء سورية يتمتعون بمعنويات عالية جدا، فهم يواصلون حياتهم اليومية رغم ما يعانونه من الارهاب، ومن العقوبات الاقتصادية الظالمة التي جاءت داعمة للارهاب والمجموعات المسلحة الاجرامية، وهم يصرون على التصدي لهذا العدوان المرتقب، ويقولون ويؤمنون بأن سورية كانت وستبقى مقبرة للغزاة السابقين والقادمين، وان الدفاع عن أرضهم ووطنهم سيكون قويا وشجاعا.

لن تتنازل سورية عن مبادئها، فهي دولة المبادىء والاخلاق الرفيعة، لا تقبل المساومة على أي شيء يمس سيادتها أو قرارها، ولذلك فإنها تُعاقب. وتؤكد قيادتها وشعبها والجميع أن مواجهة العقاب وهذه المؤامرة البشعة، والعدوان المرتقب عليها أهون عليها من التخلي عن هذه المبادىء، لأنها تعرف أن أهميتها واحترام العالم لها يكمن في صمودها وقوتها وتمسكها القوي بالمبادىء والأخلاق الرفيعة والمشرفة.

القيادة في سورية ليست كأي قيادة في دول العالم، إنها متمسكة بالمبادىء، وتعمل ضمن عقيدة، وترفض كل التهديدات. وهي قوية لأن الشعب السوري واعٍ، ويلتف حولها ويساندها لأن وحدته الوطنية فوق كل شيء.

لقد شارك وزير خارجية الاتحاد السوفياتي ادوارد شيفاردنازه بإضعاف وطنه، مقابل أن يصبح رئيساً لجورجيا المستقلة التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي. وبعد سنوات قامت اميركا بعزله عن منصبه ورميه في مزابل التاريخ.

ولننظر الى النموذج الليبي، فقد أذعن الرئيس معمر القذافي للاملاءات الاميركية والغربية، وكان في ضيافة الرئيس الفرنسي ساركوزي عدة أشهر قبل العدوان عليه وتصفيته، حتى أن رئيس وزراء ايطاليا زار ليبيا وقبل يديه. أي أن هذا "الغرب" يطعن الموالي له والضعيف، ويحترم القوي المتمسك بمبادئه ومواقفه.

"السلاح الكيماوي" عذر كاذب للاعتداء على سورية، وهو يشابه أكذوبات عديدة تبنتها اميركا لتبرير اعتداءاتها وحروبها على فيتنام، والعراق وعلى الكثير من الدول.. وهذا "السلاح الكيماوي" قد توفر وجوده بأيدي الجماعات الارهابية من دول عديدة حليفة لاميركا، أي أن اميركا هي المسؤولة عن وصول هذا "السلاح الخطير" إلى أيدي الارهابيين الذين يعملون على تدمير سورية.

العدوان الاميركي المحتمل على سورية لن يزيد الشعب السوري إلا تمسكاً بوحدته الوطنية، وقوة في التصدي للمؤامرة والعدوان.. فهذا العدوان يستهدف هذا الشعب الذي سيواجهه بصدوره القوية الصلبة، وسيفشله وسيلقن الادارة الاميركية درساً قاسياً لن تنساه.

ونحن، ومن قلب القدس العربية المحتلة، نُرسل للشعب السوري الشقيق كل تحيات الوفاء والاعتزاز بصموده، والتأكيد له على رفضنا للعدوان الاميركي، ووقوفنا الى جانب هذا الشعب البطل الذي يستحق أعلى وأرفع الأوسمة على صموده، وعلى تصديه للارهاب، وعلى تمسكه بوحدته الوطنية، ورفضه لكل محاولات التهديد والوعيد للتنازل عن مبادئه ومواقفه المشرفة.

ونؤكد أيضاً أن هذا العدوان الاميركي، ومهما كانت قساوته، سيتصدى له شعبنا السوري، وسيُفشل كل أهدافه، وستبقى سورية قلعة الصمود للأمة العربية، وقلب العروبة النابض القوي والجبار، ولا بدّ لاميركا أن تدفع ثمن هذا العدوان، وثمن رعايتها ودعمها للارهاب. وكلنا ثقة بأن هذا "الارهاب" سيطالها عاجلاً أم آجلاً.. بعد أن يتم القضاء عليه في سورية الأبية، سورية العروبة وسورية العصية على كل المؤامرات. واننا لعلى ثقة كبيرة بأن على الارهاب وهذا العدوان وهذه المؤامرة آتٍ لا محالة.. وستُهزم اميركا وحلفاؤها كما هزموا في افغانستان والعراق وفيتنام وفي العديد من مناطق العالم.

*جاك خزمو