السعودية ...الراتب ما يكفي الحاجة

السعودية ...الراتب ما يكفي الحاجة
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

السعوديون يواجهون سلطات بلادهم على مواقع التواصل الاجتماعي بحملة "الراتب ما يكفي الحاجة" . حملة بدأت قبل أشهر قليلة وهي مستمرة بزخم لفت الكثير من المتابعين داخل المملكة وخارجها .

حظيت الحملة التي تهدف إلى المطالبة بزيادة الأجور في السعودية بمتابعة كبيرة من المواطنين السعوديين الذين يواجه العديد منهم مصاعب متزايدة في الوفاء بتكاليف معيشتهم اليومية. ولكنها أزعجت السلطات السعودية إلى حد وصفها من قبل بعض المسؤولين بالترويج للفتنة .

تقرير... حذرت السلطات السعودية من حملة أطلقها ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "الراتب ما يكفي الحاجة" لاقت رواجاً منقطع النظير بين السعوديين وتهدف للمطالبة بزيادة رواتب الموظفين .

المطالبة بزيادة الرواتب، هي مطلب شعبي يتكرر في كل دولة لكن هذه المطالبات برزت بشكل أكبر في السعودية خلال الأيام الماضية ضمن حملة للمطالبة برفع رواتب الموظفين في القطاع الحكومي والخاص، انتشرت على تويتر عبر هاشتاغ الراتب ما يكفي الحاجة، يتحقق نسب تداوله أرقاماً قياسية من حيث عدد التغريدات والتي تخطط 7400 كل ساعة.

طالب النشطاء في هذه الحملة الملك عبد الله بما يشبه الشكوى والانتقاد برفع الرواتب وضبط أسعار السلع وفتح فرص توظيف جديدة للعاطلين من العمل مستعرضين معاناة الكثيرين من ضعف الرواتب ما يؤدي إلى تفاقم الحاجة والفقر في المجتمع.

السلطات ردت على لسان أمين عام مجلس الوزراء السعودي عبد الرحمن السدحان باعتبار حملة المطالبة بزيادة الرواتب واجهة لـ الفتنة يقودها أشخاص مجمهولون يغيظهم أن تعيش المملكة بأمن واستقرار.

اليوم في تصريح الأمين مجلس الوزراء في جريدة الوطن يقول هاتشاغ الراتب ما يكفي الحاجة، أن الهاشتاغ هذا الذي قام به أشخاص مجهولي الهوية بالإضافة إلى أن هذا الهاشتاغ فتنة لأمن وأمان هذا الوطن، وأنا أقول حسبي الله عليك دنيا وآخرة، حسبي الله عليك دنيا وآخرة خليتنا مجهولي الهوية.

وأخذت صحيفة "الرياض" موقفاً معادياً من الحملة ونقلت عن عدد من الاقتصاديين والأكاديميين السعوديين قولهم بأن زيادة الرواتب للمواطنين أمر ليس في صالح الاقتصاد السعودي

وكتب معلق في صحيفة البلاد السعودية أن مطالب مستخدمي تويتر برفع الأجور لم تأخذ في الحسبان المشاكل الأهم التي تجعل من الصعب على الكثير من السعوديين تحمل تكاليف معيشتهم.

أنت يا إعلامي يا مؤتمن واجب عليك أن تقول الحقيقة والصراحة وهذا من بابا المناصفة أتمنى أن نرى أقلام صادقة.

ورغم معارضة السلطات السعودية لهذه الحملة إلا أنها حظيت بتأييد بعض أعضاء الأسرة الحاكمة كالأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز التي دعت الوزراء السعوديين الى التنازل عن راتب شهر للشعب. ودعت القائمين بحملة الراتب ما يكفي الحاجة إلى الصبر القليل وليس الكثير لتحقيق مطالبهم .

وتعد رواتب السعوديين الأقل مقارنة بدول مجلس تعاون الخليج الفارسي وفقاً لدراسة أجراها البنك الدولي .

يشير اقتصاديون محليون إلى أن السعوديين يفقدون الكثير من مداخلهم بسبب انخفاض القوة الشرائية للريال السعودي، ولذلك يؤديون زيادة الوراتب.

لا بد أنه يزاد في هذه المرحلة وخصوصاً أن كل الأعذار أو كل المبررات التي تساق لعدم زيادة الرواتب غير حقيقية أو غير فعلية

ويقول خبراء اقتصاديون سعوديون أن معدل تضخم السلع الشخصية في السعودية بين عامي ألفين واربعة وألفين وثلاثة عشر بلغ مئة وثلاثة وتسعين في المئة وأن معدل تضخم إيجار الشقق في نفس الفترة بلغ مئة وثلاثة وستين في المئة

لمناقشة هذه القضية مشاهدينا أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الدكتور وسام حمادي، اهلاً بك.

س: بداية د. حمادي الراتب في مملكة النفط والثراء لا يكفي الحاجة، لماذا برأيك؟

ج: بداية من المعيب والمخجل أن دولة كالمملكة السعودية تملك أعلى عائد في تاريخ الإنسانية من النفط والغاز أن تصل بها المواصيل إلى ما وصلت حيث أن هناك حملة لكي تنظر المملكة والقيمين على المملكة تجاه مواطنيها، أعتقد أن جزء أساسي من هذه العملية مرتبط بمكانين، المكان الأول هو الفساد الداخلي الذي استشرى في الآاونة الأخيرة، خاصة بعد اتساع رقعة الورثة من الجيل الذين يعتبرونه الجيل الجديد في حياة المملكة العربية السعودية على مستوى الحكم، والطرف الاخر هو مرتبط بالأميركي والمتطلبات الأميركية تجاه السعودية بحيث أن هناك ارقام على الورق تسجل لصالح السعودية، إنما حقيقة وفعلاً كل عائدات النفط وكل الاستثمارات هي في يد الأميركي، هو من يزيد من المبالغ التي تصرف في السعودية، وهو يقللها حسب حاجته في المنطقة، أضف إلى ذلك أن هناك جزء أساسي مرتبط حقيقة بواقع ديموغرافي مع الأسف يعكس نفسه على الوضع الاقتصادي.

من سخريات القدر أن مملكة كالمملكة العربية السعودية بهذا العداد البسيط على مساحة ضخمة على خيرات وعائدات ضخمة أن هناك حوالي أكثر من ربع سكان السعودية وحوالي 4 مليون نسمة دون خط الفقرن ليس فقراء دون خط الفقر، والذي يطالبون بالرواتب هم الحقيقة فوق خط الفقر لم يأتي بعد على ذكر هذه المجموعات الهائلة التي تعاني ما تعاني في السعودية.

س: د. إذا كان الأمر كذلك لماذا وقفت الحكومة السعودية حملة الراتب ما يكفي الحاجة برأيك؟

ج: أنا أعتقد أن هكذا أنظمة دائماً تخاف من أي حركة مطلبية لدى شعوبها لأنها غير مجهزة حقيقة لإقناع الشعب السعودي بأن ما يملكه هو الذي يستطيع أن يطالب به، هناك كرة ثلج تتحرك في المنطقة العربية كلها، هناك من حالات رفض ومظاهرات وتحركات على الأرض تخاف المملكة العربية السعودية من أن يتحول هذا الطلب إلى مطلب أكبر ثم أكبر فتهتز صورة المملكة.

س: ولكن د. الحملة في السعودية سلمية لا تظاهرات ولا إضرابات إنها مجرد مطالبات سلمية على مواقع التواصل الاجتماعي فلماذا وصفها بالفتنة من جانب مسؤولين في الحكومة؟

ج: دائماً الأنظمة العربية مع الأسف تخاف من أي كلمة ليس فقط من تحرك هم يدرون أن هناك من الشوائب في ظل الحكم ما يجل كرة الثلج تتحول إلى كرة لهيب في وجه هذه الأنظمة. طبعاً هم يخافون كل الخوف من العدد الهائل الذين يعتبرونهم مواطنون بدون أي بدون جنسية وهم ولدوا في السعودية، أباؤهم ولدوا في السعودية وحتى هذه اللحظة لا يملكون أي خيار.

تخاف هذه الأنظمة من الوعي الذي يتحقق عبر بمكان ما عبر وسائل الاتصال وعبر اختراق عالم المعلومات والمعلوماتية لدى الشعوب، بحيث أنها لم تستطع أي حكومة حتى هذه اللحظة أن تسيطر على هذا الواقع، فكل هذا يجعل من هذه الأنظمة الريعية الأنظمة السلطوية أحياناً الأنظمة التي تعتمد على الفكر الأيديولوجي يسيطر سيطرة كاملة على عقول وأحساسي ومشاعر هذه الناس، إنما حينما تصل المسألة إلى لقمة العيش وإلى الحاجة اليومية لهؤلاء الناس تسقط كل المفاهيم ويصبح الشارع هو الذي يحرك مفاصل الحياة في المملكة او في غير المملكة، من هنا نرى خوف المملكة أن يتحول من حراك افتراضي إلى حراك واقعي يؤثر على صورة وهيكلية المملكة.

سنتابع معك د. حمادي ولكن بعد أن نتوقف مع هذا الفاصل ابقوا معنا مشاهدينا.
تحذير السلطات السعودية من حملة الراتب ما يكفي الحاجة لم يمنع القائمين عليها من النشطاء من الاستمرار بها كون مواقع التواصل الاجتماعي لا تخضع لرقابة هذه السلطات رغم التضييق على استخدامها . وقد وجد السعوديون مساحة حرية غير موجودة في وسائل الإعلام السعودية لطرح مطالبهم بزيادة الرواتب والتي رفدوها بكثير انتقاد لحال الفساد وسوء السياسات الرسمية التي أدت إلى تفاقم التردي في الأوضاع المعيشية والاقتصادية لفئات كثيرة من الشعب السعودي . وهذا بعض من حملة "الراتب ما يكفي الحاجة" على مواقع التواصل الاجتماعي .

تقرير... صدر عنوان مطالبة بزيادة الرواتب في السعودية أنشطة تغريدات في تويتر ليصبح هاشتاغ الراتب ما يكفي الحاجة ضمن أكثر عناوين هاشتاغ على المستوى العالمي، وأشارت صحف سعودية إلى تنافس لتحقيق لقب هاشتاغ متداول في العالم بأكثر من مليون ونصف المليون تغريدة.

والشغل الشاغل هذه الأيام هو موضوع المطالبة بزيادة الوراتب قضية تصدرة مواقع تويتر وصار وسم الراتب ما يكفي الحاجة هو الأكثر تفاعلاً استناداً غلى الإحصاءات الإلكترونية.

مشعل الشمري على تويتر يقول على الحكومة أن تقوم بزيادة الرواتب كما أن على الموظفين أن يجتهدوا في أعمالهم أيضاً...

بدر الغامدي من جهته يتساءل هل قامت وزارة التخطيط بتقييم وفعالية السياسات الاقتصادية منذ عقود.

السيد النجدي يرى أن هناك فجوة من المواطنين البسطاء الذين لا يكفي مرتبهم حاجاتهم الاجتماعية والمسؤولين الذين يزيد مرتبهم عن الحاجة.

ليس غلط أبدا ليس غلط... الشعب السعودي؟؟ زيادة راتب الراتب لا يكفي الحاجة والله لا تلقى ولا ريال.. هذه حقوقنا أن نعيش مرتاحين والراتب ما يكفي، اذهب وامسك التجار؟؟؟؟

ما رحمنا يا ملكنا الذي للعدا قاهر عندنا بعض المطالب ممكن تحيينا سدد قروض البنوك وفكنا من ساهر وادعم البنك العقاري دعمة تحيينا، وزد لنا نسبة رواتبنا وعين ناهر ينهر الاسعار لا تاكل الشرطة الكينا، والبطالة يا طويل العمر فيها داهر كل بيت فيه عاتب حرامينا.

بسم الله الرحمن الرحيم أخواني المواطنين بأي بقعة من بقاع المملكة السعودية أهني نفسي بكم وبأخلاقكم وثقتكم أول شيء دينكم ووطنكم، واشكركم لأن بعض الأخوان من أهل مكة والمدينة وجدة زاروني وباركوا، والحمد لله رب العالمين الذي أوصلنا إلى هذا الوقت العظيمن أخواني أرجوكم  وهذه تحياتي لشعب المملكة العربية السعودية شعب الوفاء، شعب الخير، شعب المقدرة، شعب الأخلاق، ولله الحمد وأنا ما إلا خادم لكم، أنا ما أنا إلا أقل خادم منهم صدقوني إني لا أنام إلا ولله الحمد سائل عن كل المناطق وشايف الحوادث التي فيها.

يوجد بشب المملكة جوعا تفتش بالقشاش هنا هنا واقصد هنا كم يوجد بير، أعظم بلد نفطي ولكن زبدة الموضوع ناش، يا ناس خافوا؟؟؟؟ ما عندي كم ذرة خمير أبسط حقوق الشعب صارت كلها مثل الفراش، نعم نعم هذه إدانة للفقيرة والفقير وهذه الصراحة والصريح يكتفونه بالخياش.. إذا تعدى الخط الأحمر لو يصير الذي يصير ما عندي شيء أخسره من وظيفة أو معاش.. شهادتي بليتها وماءها طلع أحلى عصير شكراً يا أبو متعب وخلفي رددوا عاش عاش.. يكذب عليك الذي يقول نعيش بألف خير وبطانتك تكذب وتسلب والثمينة يا بلاش..

الفيزا أروح لمصر خلاص أنا لم أعد أريد السعودية هناك في 5 مليارات من أبو متعب ربنا يكرمكم ويعطي طولة العمر.

حملة الراتب ما يكفي الحاجة على مواقع التواصل الاجتماعي مستمرة وقد تجاوزت التعليقات عبر التغريد والكلمة للتحول إلى الصورة والكاريكاتور .
مثل ما قلت لك يا طويل العمر وضع الشباب في بلدنا لا يسر بالرغم من وجود كفاءات والناس ما زالت تدرس وتشتغل وطلاب مستعدين ان يأتوا من الخارج لا يحصلوا الراتب، النسبة الأخيرة كانت نسبة أقل، النسة هذه وصلت النتائج مفجعة من 70 إلى 80% .

أرحب بك مجدداً د. حمادي عما يعبر نجاح حملة الراتب ما يكفي الحاجة في السعودية برأيك؟

ج: أنا اعتقد أن أول تعبير حقيقي وصريح هو اختراق حاجز الخوف لدى الشعب السعودي بإطلاق هذه الصرخة المحقة في مكان ما، وهذا يعني سابقة أعتقد سوف تلحق بها عدد من المطالبات عبر صفحات وعبر تويتر والفايسبوك ووسائل الاتصال، الحدث الثاني أن كتلة المتتبعين وكتلة المؤيدين وهي في ازدياد واستمرار هذا ما يدل على أن المزاج الشعبي في المملكة العربية السعودية بمكان ورؤية النظام والحكم في مكان آخر، أعود وأكرر أن الجيل الشاب في السعودية وفي العالم العربي أصبح يملك من المعلومة وأصبح يملك من الحرية بمكان ما أن يعبر وإن كانت حتى هذه اللحظة هي تعبير منقوص.

س: إذاً كسر حاجز الخوف برأيك في السعودية، لكن هل هي الحملة المستمرة منذ أشهر يمكن أن تؤدي إلى نتيجة برأيك.

ج: أعتقد أن الحكومة السعودية وهكذا عودتنا هي براغماتية هي تلاحق دائماً كل تحركات الناس، وتغريهم بفتات مما تنتجه السعودية ومن المداخيل التي تعتقد أنها عبرها ممكن أن يخف هذا الحراك، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الاجتماعية والمساعدات المالية المباشرة والتي لا أعتقد أنها حل، الحل الحقيقي لهذه الأمة ولهذه الخيرات أن توضع في المكان الصح لا يجوز أن تكون قلة قليلة من الحكام تملك مقدرات كل شعوبها، على هذه الحكومات أن تأخذ بعين الاعتبار أن المتغيرات الدولية على المستوى الإعلام والمستوى الاجتماعي والثقافي لم تعد هي كما كانت منذ خمسين عاماً اليوم هناك حراك من نوع آخر لا يكفيه أن تطعم ليوم أو يومين، على هذه الدول أن تدرك أن الفرصة الحقيقية لبقاء أنظمتها هي برعاية هذه الشعوب عبر إنشاء موارد لكي تقوم بإنتاجية، مراكز بحوث، مصانع، إعادة هذه الخيرات وتوزيعها بشكل عادل على كل هذه الشعوب، عندها يمكن أن تحقق الأنظمة شيء من العدالة الاجتماعية وتخفف من حدة حراك الشارع.

س: بالعودة د. إلى مواقع التواصل الاجتماعي يعني الملاحظ أن اللجوء إلى هذه المواقع في السعودية يشهد إقبالاً كثيفاً من جانب السعوديين ما دلالة ذلك برأيك؟

ج: الدلالة بمكانين، المكان الأول أن هذا المطلب، مطلب محق وأصبح عملياً يطفوا على سطح العلاقة ما بين النظام وبين شعبه، ثانياً حرية الحركة على وسائل الاجتماع تعطيهم هذه الفرصة، وأهم شيء أن النظام لم يستطع حتى هذه اللحظة قمع وسيطر سيطرة كاملة على هذا النوع من الحراك، الدلالة أن السعوديين بدأوا الحراك نحن نعلم متى باتدأ لكن لا نعلم كيف سوف ينتهي علينا أن ننتظر قليلاً، أعتقد أن من حق كل عربي وكل مواطن عربي تملك دوله هذه الخيرات اليت هي ملك لكل الناس أن تتوزع بشكل عادل ومحق على كل المجتمعات العربية.