في جنيف كان الصمت أفصح لساناً من الجميع!

في جنيف كان الصمت أفصح لساناً من الجميع!
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

يرى الكثير من المراقبين السياسيين ان مفاوضات جنيف النووية التي انتهت امس الاربعاء بين ايران ومجموعة 5+1 ، قد تتحول الى بداية لمرحلة جديدة في العلاقة بين ايران والغرب.

القرائن التي دفعت المراقبين الى رسم هذه الصورة للجولات الاربع من المفاوضات التي جرت على مدى يومي 15 و 16 من شهر تشرين الاول اكتوبر الحالي ، كثيرة ، منها مواقف وتصريحات المعنين بالمفاوضات ، ومنها صمتهم الذي كان ابلغ بيانا من تصريحاتهم.
ومن باب الحق ماشهدت به الاعداء ، جاءت الاشادة الابرز بالطرح الذي تقدمت به ايران الى مجموعة 5+1 في جنيف على لسان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الذي قال : وجدنا العرض الايراني مفيدا وبمستوى من الجدية والمضمون لم نشهده من قبل.
وفي حديث لرويترز امس الاربعاء قال مسؤول كبير بالادارة الامريكية شارك في المفاوضات ، طالبا عدم نشر اسمه: انه لم يحدث ان رأى من قبل مثل هذه المحادثات المكثفة والمفصلة والمباشرة والصريحة مع الوفد الايراني.
اما مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون فقالت في مؤتمر صحفي الاربعاء ان القوى العالمية تدرس بعناية الاقتراح الايراني، واضافت ان المحادثات كانت اكثر تفصيلا من اي محادثات  اجريناها لحد الان ومواقفنا حددت بشأن عدد من القضايا بالفعل.
اما ايران وعلى لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف وصفت  المحادثات مع القوى مجموعة5+1 بأنها مثمرة وقال ظريف نأمل في بدء مرحلة جديدة في العلاقات.
واضاف في مؤتمر صحفي ، اننا نشعر ان أعضاء المجموعة اظهروا ايضا الارادة السياسية اللازمة لتحريك العملية للامام.
الملفت ان هذه المرة الاولى التي يصدر فيها المتفاوضون بيانا مشتركا تم التأكيد فيه على الاجواء الايجابية التي سادت المفاوضات.
كما اتفق الجانبان في البيان المشترك علي عقد اجتماع للجنه خبراء الشوءون النوويةوالعلمية والحظر قبل الجولة القادمة من المفاوضات النووية المقررة في 7و 8 من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
ويبدو ان تشكيل لجنة الخبراء ، ورغم وما تحمله من رسائل ، جاءت لتوفير الوقت للمتفاوضين في تشرين الثاني نوفمبر ، وعدم اضاعته في متاهات التفاصيل.
القرينة الابرز التي يمكن ان تكون علامة فارقة لمفاوضات جنيف الحالية ، هي سرية الطرح الايراني وصمت المتفاوضين ازاء هذا الطرح وعدم تسريبهم لاية معلومات بشأنه رغم اصرار الصحفيين ، الامر الذي يؤكد وبشكل لافت جدية المتفاوضين هذه المرة للوصول الى اتفاق ما بشأن الملف النووي الايراني.
ان الصمت الذي لاذ به المتفاوضون في جنيف ، كان ابلغ بيانا وافصح لسانا من باقي القرائن الاخرى ، على جدية الطرح الايراني الذي يبدو انه لم يُسقط كل الذرائع التي يمكن ان يلجأ اليها البعض للابقاء على ازمة لم تكن ضرورية بالمرة فحسب بل سيفتح افاقا جديدة امام الجميع.

ماجد حاتمي