السعودية تعتذر عن دخول مجلس الامن وروسيا تنتقد

السعودية تعتذر عن دخول مجلس الامن وروسيا تنتقد
الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

رفضت السعودية في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة الجمعة ان تشغل مقعدا في مجلس الامن الذي اتهمته بازدواجية المعايير، معبرة بذلك عن استيائها الشديد ازاء عدم تحرك المجتمع الدولي ضد النظام السوري.

وأشارت الخارجية السعودية في بيان الى ان اعتذارها غداة انتخابها لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية، سببه خصوصا فشل المجلس في حل القضية الفلسطينية والازمة السورية وجعل الشرق الاوسط خاليا من اسلحة الدمار الشامل.

وذكر بيان للخارجية السعودية نشرته وكالة الانباء الرسمية ان "آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب".

وأشارت الخارجية خصوصا الى "بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاما" معتبرة ان ذلك نجم عنه "عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين".

كما اشارت الى "فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولي أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية".

كما اعتبرت الخارجية السعودية ان السماح للنظام السوري "بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي"، على حد قولها، بدون أي "عقوبات رادعة" دليل على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته.

وتعد السعودية من اهم الداعمين للمعارضة السورية المسلحة.

وقال بيان الخارجية ان المملكة العربية السعودية "وانطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين".

وقد تم انتخاب السعودية الخميس للمرة الاولى عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي بنيلها 176 صوتا من اصوات الدول الاعضاء الـ193.

وفازت بالمقعد الى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا التي انتخبت ايضا اعضاء غير دائمين في مجلس الامن.

وتم انتخاب هذه الدول الخمس من قبل اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة لدورة من سنتين تبدأ في الاول من كانون الثاني/ يناير 2014.

ويعد الاعتذار السعودي غير مسبوق في تاريخ الامم المتحدة ومجلس الامن، والسوابق التاريخية في هذا السياق اقتصرت على اعتماد الاتحاد السوفياتي عام 1950 سياسة "المقعد الفارغ" بسبب الحرب الباردة.

وياتي قرار السعودية بعد ان رفض وزير الخارجية سعود الفيصل خلال الجمعية العامة للامم المتحدة التحدث من على المنصة احتجاجا على عدم تحرك المجلس في الشأن السوري والاراضي الفلسطينية.

وفي نيويورك، اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امام الصحافيين ان الرياض لم تبلغ الامم المتحدة بعد رفضها شغل مقعد في مجلس الامن.

وقال بان كي مون في تصريح صحافي من نيويورك ان الاستبدال المحتمل للعربية السعودية في مجلس الامن "قرار يعود الى الدول الاعضاء" الا ان الامم المتحدة "لم تتلق بعد بلاغا رسميا بهذا الشأن".

وانتقدت روسيا قرار السعودية ووصفت الحجج التي قدمت في هذا الاطار في خضم الازمة السورية بأنها "غريبة جدا".
   
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نستغرب هذا القرار غير المسبوق للسعودية"، مضيفة ان "حجج المملكة تثير الحيرة. ان المآخذ على مجلس الامن في اطار الازمة السورية تبدو غريبة جدا".
   
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا تشاطر العربية السعودية "احباطها" ازاء شلل مجلس الامن في مواجهة الازمة في سوريا.

وكانت فرنسا عرضت في ايلول/ سبتمبر عدم استخدام اعضاء مجلس الامن الدائمين (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) لحق الفيتو في حال حصول "مجازر واسعة".

اما تركيا التي انتقدت قصور الامم المتحدة حيال الازمة السورية، فاعتبرت ان رفض المملكة العربية السعودية الجمعة الدخول الى مجلس الامن الدولي يجعل المنظمة الدولية "تفقد من مصداقيتها".

من جهته اشاد ما يسمى المجلس الوطني السوري، ابرز ائتلافات المعارضة السورية، بموقف السعودية بالاعتذار عن عدم تسلم مقعدها في مجلس الامن واصفا اياه بـ"التاريخي".

كلمات دليلية :