الزعبي: مشهد العدوان على سورية انجلى تماما

الزعبي: مشهد العدوان على سورية انجلى تماما
السبت ١٩ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٢:٠٤ بتوقيت غرينتش

أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن مشهد الأحداث في سورية انجلى تماما ولم يعد خافيا على أحد طبيعة ما يحدث وماهية الأطراف المتصارعة بشكل مباشر أو غير مباشر .

واشار الزعبي في مقال له بعنوان "قراءة في المشهد السوري" نشرته صحيفة الثورة الصادرة اليوم السبت إلى أن العدوان على سورية وبعد انكشافه بشكل كامل بات بحاجة إلى تحديد خصائصه ومكوناته لبيان مدى وحجم التناقضات الحادة بين مجموع مكوناته سواء في الميدان العسكري أو السياسي الإقليمي والدولي.
ولفت الى أن المشهد الاقليمي صعد من مستويات الريبة لدى القوى القومية واليسارية والعلمانية بسبب مواكبة ما تشهده المنطقة من قبل قوى خارجية حاملة على نوعين تمثلا بالقوى المتطرفة الراديكالية التي تمثلها حكومات قطر والسعودية وتركيا وقوى عالمية رسخت نظرتها نحو المنطقة من خلال مبدأ الحفاظ على أمن "اسرائيل" والهيمنة على النفط والغاز.
واشار الزعبي الى سقوط الدور السياسي للجامعة العربية نهائيا وتحولها الى طرف في الصراع منوها الى ان هناك عوامل اخرى ادت الى اثارة الريبة حيال ما يجري في المنطقة منها ارتباك السياسات السعودية بسبب الأداء الدبلوماسي وهشاشته واعتباره المنبر الاعلامي اداة وحيدة للممارسة السياسية، إضافة إلى المواجهة الكامنة بين مشروعي اخونة الدولة التركية وعلمانيتها وبدء بروز هذه المواجهة الى العلن، وكذلك محاولات بعض الأطراف المستمرة للايحاء بأن لها أدوارا اقليمية بمعزل عن الولايات المتحدة الأميركية كما في الحالة الفرنسية والتركية والسعودية.
ولفت الزعبي إلى أن هذه العوامل مجتمعة تؤكد أن العدوان على سورية شكل انتقالا تاريخيا على المستوى العربي والإقليمي والدولي من خلال ما أبرزه هذا العدوان من معطيات ومفاهيم جديدة تجلت في التمايز العميق والواضح بين امكانيات المشروع القومي القادرة على ادارة مجموع الدول الوطنية العربية وامكانات المشروع الإخواني المغلف بالاسلام كعقيدة والمستغرق بنيويا بمفردات المشروع الصهيوني في المنطقة.
وراى إن صعود الدور الروسي والصيني والايراني على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي والذي برز خلال العدوان على سورية شكل إيذانا بعصر جديد من التوازنات الإقليمية والدولية التي ستأخذ مساحاتها ومكانتها على حساب الدور الأميركي.
وأكد في جانب آخر من مقاله أن المسار السياسي لحل الأزمة في سورية كان هو الخيار الأصيل للدولة السورية منذ اللحظات الاولى للعدوان ولكن هذا المسار ليس اعتباطيا او غوغائيا لأنه يحتاج إلى سياسيين يؤمنون بالدولة والوطن والشعب ويعتبرون لغة التهويل ودعوة الآخر الى مهاجمة سورية خيانة وطنية ويتجاهلون لغة تبرير الماضي لمصلحة لغة استدعاء المستقبل السوري بأيد سورية حرة وسيدة.