صرخة زيتونية ضد تراخي النهضة أمام الدعاة الوهابيين

صرخة زيتونية ضد تراخي النهضة أمام الدعاة الوهابيين
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٤:٢٩ بتوقيت غرينتش

هاجم أحد كبار مشايخ جامع الزيتونة، حركة النهضة الإسلامية الحاكمة متهما إياها بـ"الكذب" و"عدم قول الحقيقة" و"عدم مصارحة" التونسيين بشأن تفشي ظاهرة الإرهاب.

وقال رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية فريد الباجي "إن حركة النهضة تكذب ولا تقول الحقيقة للشعب التونسي بخصوص عديد المسائل وفي مقدمتها تفشي ظاهرة الإرهاب" التي باتت تهدد الدولة والمجتمع في وقت انتشر فيه السلاح لدى الجماعات الجهادية.
واعتبر الباجي أن ترويج حركة النهضة إلى أن "تفشي ظاهرة الإرهاب يرجع إلى عهدي نظامي الحبيب بورقيبة وبن علي هو نوع من الهرطقة السياسية" التي "تحجب الحقائق وتموه الرأي العام".
وشدد الشيخ الزيتوني على أن تفشي ظاهرة الإرهاب في تونس واستقواء الجماعات السلفية الجهادية يعود إلى "تراخي حكومة النهضة" التي فتحت البلاد على مصراعيها للدعاة الوهابيين الذين نشروا الفكر الجهادي في صفوف شباب متحمس ومندفع ولكنه تنقصه المعرفة المتينة والعميقة بشؤون الإسلام عقيدة وفقها".
وكان الباجي دعا الحكومة إلى الاستقالة بعد أن فشلت في إدارة شؤون البلاد بما يساعد على حلحلة الأزمة التي تتخبط فيها البلاد منذ شهرين.
لكن حركة النهضة سارعت إلى الرد عليه بعزله من الخطابة بجامع منوبة شمال العاصمة تونس كما تعرض إلى الاعتداء بالعنف والتكفير.
ويعتبر هذا الشيخ الزيتوني من أشد أعداء الفكر الجهادي والوهابي الذي اجتاح تونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي في يناير/كانون الثاني 20011.
ويكاد يكون الإمام الوحيد الذي يجاهر بوصف المجموعات الجهادية بـ"الإرهابية" ويدعو إلى محاربتها بمختلف الوسائل.
ويصر فريد الباجي على موقفه الذي أعلنه قبل نحو عامين حين قال إن الجماعات السلفية الوهابية تنتهج طريق التكفير كمرحلة أولى لتتخطاها إلى مرحلة التفجير في مرحلة ثانية وهو ما حدث فعلا في تونس.
ويرأس الباجي "جمعية دار الحديث الزيتونية" التي يقدمها على أنها "جمعية دينية مشربها زيتوني وتتمسك بعقيدة الاعتدال والتسامح وتنبذ الفكر المتشدد الذي يدعو إلى العنف ويمارسه".
ولا يتردد في القول أن الجماعات السلفية الوهابية "جرت شريحة من التونسيين الى العنف اللفظي والمادي" مضيفا أن هؤلاء "اتجهوا نحو الرعاع وأصحاب العقول الفارغة من عامة الشعب الذين يعجزون عن التمييز والفهم، فاستخفوهم فانساقوا وراءهم انسياقا".
ويرى فريد الباجي بأن تونس "تعيش فترة من الفوضى العارمة" مشددا على أنه "لا مخرج من هذا المنزلق الخطير الذي يهددنا إلا بإمضاء ميثاق وطني تشارك فيه كل أطياف شعبنا وليس الأحزاب السياسية فقط بل وأساسا الجمعيات والمنظمات والجيش والأمن والجامعيين والأقليات الدينية والعرقية والنقابات وكل من له تمثيل شعبي بطريقة ما، حتى لا يستثنى منه أحد، ويتم الاتفاق على بند واحد، وهو القسَم على عدم استعمال العنف وعدم التحريض أو الدعوة إليه مهما اختلفنا".