شخصيات دينية تحذر من تقسيم المسجد الاقصى

شخصيات دينية تحذر من تقسيم المسجد الاقصى
الخميس ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

جددت شخصيات دينية يوم الأربعاء رفضها الكامل لأي مخططات احتلالية تهدف لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، محذرين من المقترحات التي تقدم من قبل مسؤولين في حكومة الاحتلال ، لأن الأقصى مسجد إسلامي وعقائدي وديني للمسلمين وحدهم.

وافادت وكالة معا الاخبارية اليوم الخميس ان ذلك جاء خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة الاسلامية العليا بالقدس بعنوان "الأقصى والأخطار المحدقة به"، في فندق الامبسادور بالقدس.

وطالبت الشخصيات الدينية المقدسية من الدول العربية والإسلامية (حكومات وشعوبا) باتخاذ مواقف عاجلة لحماية المسجد الأقصى، والحد من الانتهاكات الإسرائيلية له، مطالبين من ابناء المقدس وأكنافه الرباط في المسجد طوال أيام العام، لإحباط مخططات وبرامج الجماعات المتطرفة وقوات الاحتلال.

وأكدت الشخصيات الدينية أن مدينة القدس والمسجد الأقصى محتلان، ولا يحق للمحتل أجراء أي تغيير فيهما.

وتحدث رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب عن الأهمية الدينية للمسجد الأقصى لكافة المسلمين في كافة أماكن تواجدهم، حيث عرج النبي محمد عليه الصلاة والسلام منه للسماوات العلى، وصلى بأنبياء الله وملائكته في ساحات الأقصى المباركة.

وقال الشيخ سلهب ان "اسرائيل" تحاول من خلال الانتهاكات اليومية في الأقصى، نقل صلاحيات الأوقاف الاسلامية بإدارة المسجد والقيام بأعمال ترميمه.

وأشار الشيخ سلهب الى اعتداء اسرائيلي جديد على "رباط الكرد- حوش شهابي" الملاصق لاسوار المسجد الأقصى، بمحاولات جهات إسرائيلية يمينية متطرفة تدعي أنها من سلطة الآثار التابعة لبلدية الاحتلال، ورغم رفض دائرة الأوقاف لذلك الا ان شرطة الاحتلال منعت موظفي الاعمار من الدخول للموقع وتفقده ."

وأشار أن رباط الكرد كان قبل عدة سنوات مدعم بأعمدة فولاذية بسبب تصدع المبنى نتيجة حفريات النفق الذي حفرته "إسرائيل" منذ عام 1967 ، وأستمرت لعام 1996 حتى إفتتاح البوابة الشمالية له.

وتطرق الشيخ سلهب الى ما تناقلته وسائل الاعلام المحلية والاسرائيلية بخصوص مناقشة تطبيق القوانين الاسرائيلية على المسجد الأقصى وقال:" المسجد محتل، والقوانين الاسرائيلية لا تطبق على المسجد الأقصى المبارك ، ومحاولات فرض الأمر الواقع بالأقصى بالقوة ، لا يعطي الحق للمعتدي وعلينا أن نواجه هذه المحاولات".

بدوره قال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية أنه لا يحق لأي جهة مشاركة المسلمين بالمسجد الأقصى، فهو مسجد اسلامي بقرار رباني، رافضا التدخل الاسرائيلي بشؤونه، سواء كان بإعماره أو ادارته أو تنظيم أموره الداخلية.

وقال الشيخ محمد حسين:" لقد سالت الدماء بتاريخ 8 – 10 – 1990 بمجزرة الأقصى ، وما زالت الدماء تتدفق بأجسادنا وكل أبناء فلسطين"، لافتا الى الانتفاضة الأولى، وهبة النفق، والانتفاضة الثانية بعد دخول شارون للمسجد، محذرا من انتفاضة جديدة اذا تم تقسيم الأقصى زمانيا أو مكانيا.

وقال الشيخ حسين: "إن المساس بالعقائد والدين وأماكن العبادة والمقدسات هو مساس بالأمن والسلم والقيم الدينية والأخلاقية بالكون."

وطالب أبناء الشعب الفلسطيني بمزيد من الثبات والرباط وشد الرحال ففي ذلك الأمر الثواب والعزة ، وسيبقى الأقصى شامخا وعامرا بالاسلام والمسلمين.

من جهته أكد مدير عام الأوقاف الشيخ عزام الخطيب أن دائرة الأوقاف على إطلاع دائم ومتابعة حثيثة لما يجري بالمسجد الأقصى ، والجماعات اليمينية المتطرفة لا تريد سيادة إسلامية على سائر المسجد الذي تبلغ مساحته 144 دونما .

وأشار الشيخ الخطيب الى محاولات تعيين مفوض خاص من قبل سلطات الاحتلال لوضع القوانين الخاصة بالأقصى وسنها، ويكون تابعا مباشرة لوزارة الأديان الإسرائيلية، كبديل عن الأوقاف الإسلامية.

وأكد الشيخ الخطيب أن الأمر الذي يحيط بالمسجد الأقصى هذه الأيام على يد هذه الجماعات المتطرفة خطير.

وتطرق إلى العراقيل الكثيرة التي تعيشها الأوقاف داخل المسجد الأقصى بسبب تعطيل الجانب الاسرائيلي لأعمال ترميم للمسجد، ومنها مداهمة مكاتب لموظفين الأوقاف الإسلامية لارهابهم، مؤكدا حماية دائرة الأوقاف لهم، ولكافة المتوافدين الى الأقصى .

من جهته تساءل رئيس الهيئة الاسلامية العليا بالقدس الشيخ عكرمة صبري في كلمته عن سبب لجوء الجماعات اليهودية والأحزاب اليهودية المتطرفة إلى الكنيست ...؟! ، قائلا " لأنها قد فشلت في فرض واقع جديد في رحاب المسجد الأقصى المبارك ، فرغم المحاولات العدوانية من قبل هذه الجماعات والتي كانت شبه يومية ، لم تتمكن بحمد الله من تنفيذ وتطبيق ما يبيت للأقصى بفضل المرابطين والمرابطات وطلاب المسجد الأقصى وحراس المسجد الأقصى ."

وأضاف " إن الجماعات المتطرفة تريد شرعنة اقتحامات الأقصى، التي تقتحم الاقصى بحماية شرطية، وقال:" أن الكنيست ليست له صلاحية أصلا ببحث الموضوع ، فالأقصى أسمى من ان يخضع لمباحثات كنيست ولا لحكومات ولا لمحاكم، فهم واهمون بمحاولاتهم جر الكنيست لإستصدار قانون ليحميهم ."

وأشار أنهم لا يقرون ولا يعترفون بأي قرار كنيست سواء أخذ الصفة القانونية كما يزعمون أو لم يأخذ ، وقال :"نحن على العهد صامدون مرابطون ومدافعون عن أولى القبلتين" .

وطالب الشيخ صبري بإعادة مفتاح باب المغاربة الذي إغتصبه الاسرائيليون عام 1967، كما طالب بإعادة المدرسة التنكزية التاريخية الأثرية التي يعود تاريخها إلى العهد المملوكي والتي اغتصبت عام 1969.

وقال " أما ما يقال عن التقسيم المكاني والزماني فقد طرحوه منذ عام 1994 بعد أن إستولوا وقسموا المسجد الابراهيمي في الخليل، ومنذ ذلك التاريخ وعيونهم على المسجد الأقصى، ونحن قلنا مرارا وتكرارا أنه لن تتكرر مأساة المسجد الابراهيمي بحق المسجد الأقصى المبارك."