المسيحيون يحملون السلاح دفاعا عن سوريا وعن مقدساتهم

المسيحيون يحملون السلاح دفاعا عن سوريا وعن مقدساتهم
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٢:١٩ بتوقيت غرينتش

دعا المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس كل شاب مسيحي قادر على حمل السلاح إلى الدفاع عن سوريا وعن الكنائس والاديرة التي تتعرض للتخريب على يدي المجموعات المسلحة، مشيرا إلى أن الشباب يطالبون بالتحرك لوقف ما تتعرض له المناطق المسيحية من استهداف ممنهج يهدف الى طمس الهوية الحضارية والتاريخية للمسيحية. وهي أول دعوة علنية لمشاركة المسيحيين في حرب سوريا.

وقال المطران لوقا في تصريح لـ "الزمان" على خلفية ما تتعرض له مدينة معلولا بريف دمشق واختطاف 12 راهبة من دير مار تقلا نحن أولا بدأنا بالصلاة من اجل إطلاق سراح الراهبات اللواتي اختطفن في معلولا، وجاء عدد من اهالي معلولا لكي نصلي لهم في الكنيسة.

واضاف: نحن لم نقف مكتوفي الايدي لاننا لسنا مكسر عصا، ونحن لدينا شباب كثر تطالبنا وهناك من يطالبنا بالتحرك الفوري، لذلك نحن ننتظر التعليمات من البطريركية، سننتظر يومين لا أكثر حتى نبدأ التحرك وبعدها سنتخذ إجراءاتنا الخاصة لان شبابنا حاضرين وأيديهم على الزناد ومستعدين للقتال من أجل سوريا والدفاع عنها ومن اجل الدفاع عن النفس ثانيا ومن أجل الناس التي خطفت وقتلت ودمرت منازلها، المسيحيون كنا شعب صلاة وسلام لكن اليوم يبدو مع هكذا بشر لا ينفع لا الصلاة ولا السلام .
وردا على سؤال فيما أذا كانت هذه بمثابة دعوة لحمل السلاح قال المطران لوقا طبعا هي دعوة لحمل السلاح ، وأنا أدعو كل شاب يستطيع ان يحمل السلاح فليتفضل ويحمل السلاح .
وعن وضع الراهبات المختطفات أكد المطران لوقا إنهم بخير، وهن اتصلن به واطمئن على صحتهن، ولكنهم كما قال هن في بيت الجيران، ومن يكون في بيت الجيران يتكلم كما يريد الجيران، في إشارة إلى أنهم مجبرات على الكلام على انهن بخير، لافتا إلى أن هناك مساع لاعادتهن من الخاطفين.
واكد أن المسيحي لن ولم يخرج من سوريا الا بإرادته، وأنهم متمسكين بارضهم، ولن يغادروا الا بإرادتهم، مؤكدا أن المسيحية والاسلام متعايشة مع بعضها البعض منذ اكثر من 1600 سنة، داعيا المنظمات الانسانية والدولية الى الضغط على الدول التي ترسل وتسلح المسلحين ، وتعمل على مساعدة سوريا لكي تعيش، مكررا أن مسيحي سوريا ليسوا خائفين، لافتا إلى ان الهدف الاساسي من استهداف الكنائس هو طمس هوية المسيحيين الحضارية والتاريخية.

واشار الى أن المسلحين يريدون افراغ سوريا ليس من المسيحيين وانما من كل الناس، هم هدفهم قتل الانسان وطمس المعلم الاثرية والحضارية والدينية، وبالتالي هم يقتلون كل شخص لا يؤيدوهم ولا يساندهم .
وبين المطران لوقا أن هناك عدد كبير من النكائس تعرضت للخراب والدمار، مشيرا الى ان حوالي 40 كنيسة على مستوى سوريا تعرضت للخراب والدمار.

واتهم المطران لوقا العالم كله بأنه مشترك بالتأمر على سوريا، لافتا لمن سنوجه رسالة واذا كل الهيئات الانسانية التابعة للامم المتحدة والمنظمات الدولية ترى بعين واحدة، متسائلا يا هيئة الامم المتحدة ماذا فعلت من أجل سوريا فلتتفضل وتوقف تدفق السلاح ، وتضغط على الدول التي تساند المسلحين وتدفعهم للقتال في سوريا.

واضاف الفاتيكان بات يتحدث عن وجود مسلحين في سوريا بعد ما حدث في معلولا وهم خطرين على الاسلام والمسيحية، وهذا يخدم القضية السورية دوليا.
على صعيد آخر لقي 6 اشخاص مصرعهم وأصيب 30 آخرين، جراء تفجير ارهابي بسيارة مفخخة في حارة طى بمدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا .
ونقلت وكالة الانباء السورية سانا عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن الانتحاري فجر نفسه بسيارة محملة بالتبن في منطقة مكتظة بالمواطنين ما أدى الى مقتل 6 مواطنين واصابة 30 اخرين إصابات أغلبيتهم خطيرة حيث تم نقلهم الى مشفى القامشلى الوطنى لتلقي الاسعافات اللازمة.
وأضاف المصدر إن التفجير الحق أضرارا مادية كبيرة بعدد من منازل المواطنين والمحال التجارية والسيارات وشبكات الكهرباء والهاتف في المكان .
ومن جانبه قال مصدر محلي في مدينة القامشلي إن معظم القتلى نساء وأطفال، مشيرا إلى أن التفجير استهدفت مقر الدفاع الوطني السوري في مدينة القامشلي.
ووقعت العديد من التفجيرات إضافة لسقوط قذائف هاون وصواريخ محلية الصنع بشكل شبه يومي في مناطق عدة من المحافظات منذ بدء الازمة في سوريا، ما تسبب في مقتل وجرح مئات الأشخاص، إضافة لأضرار مادية كبيرة.

الشعب السوري هو من سيدافع عن ‏المسيحيين‬ وبقائهم

من جانبه أكد رئيس الكنيسة الإنجيلية في حلب القس ابراهيم نصير أن مسيحيي سوريا متمسكون اليوم بالبقاء في أرضهم أكثر من أي وقت مضى رغم ما يتعرضون له من اعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة لافتا إلى أن "الشعب السوري هو من سيدافع عن المسيحيين وبقائهم".

وأوضح نصير في حديث لموقع النشرة اللبنانية أن من يعتقد أن المسيحيين اليوم هم الحلقة الأضعف في سوريا واهم وقال "لا شك أن استهداف المطارنة والآباء قد يكون بإطار خطة لتهجير المسيحيين من سوريا لكننا نعي تماما أن الهدف الأول من هذه الأفعال وبالتحديد قضية المطرانين المخطوفين وراهبات معلولا هو الضغط على القيادة السورية لتوظيف عمليات الخطف لتحقيق مصالح خاصة".

وكانت مجموعات إرهابية قامت في نيسان الماضي بخطف متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران بولس اليازجي ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكسي المطران يوحنا ابرهيم بريف حلب.

ولفت نصير إلى أن من ينتمون إلى "جبهة النصرة" بمعظمهم غرباء ولا ينتمون إلى المجتمع السوري وقال "لدى هؤلاء أجندات واضحة تهدف لتشويه صورة المواطن السوري الذي اعتاد على مر التاريخ بناء الحضارة وتقديم العلوم للمجتمعات، لكن من يعلم تركيبة المجتمع السوري يدرك تماما أنهم سيفشلون".

وأشار إلى أن كل المضايقات التي يتعرض لها المسيحيون السوريون اليوم "مؤلمة وتترك آثارا سلبية على المجتمع المسيحي" مؤكدا أن "الله والقيادة السورية والشعب السوري لن يتركوا إخوانهم وخصوصا في زمن الميلاد المجيد".

وقال نصير "تهجير المسيحيين محاولة فاشلة فهنا جذورهم وأرضهم، وهنا لمست السماء الأرض".

ونفى نصير وجود أي معطيات جديدة بملف المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، لافتا إلى أنهما بخير وأضاف "نحن لم نستغرب استهداف معلولا وتهجير أهلها كما استهداف دير مار تقلا" وسأل.. ألم يدمروا ويخربوا ويقتلوا في العامين الماضيين.. ألم يستهدفوا الكنائس والأماكن المقدسة في مختلف المناطق السورية.

وشدد على أن من يستهدفون الكنائس والجوامع لا يمتون للدين الإسلامي بصلة وقال "نحن بصدد الغزو اللا ديني".

وكانت وزارة الخارجية السورية وجهت رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة حول قيام المجموعات الإرهابية التكفيرية بمهاجمة بلدة معلولا في ريف دمشق وتنفيذها أعمالا تخريبية طالت الكنائس وبيوت المدنيين الآمنين.

وحول الوضع في حلب أشار نصير إلى سقوط الكثير من الشهداء المدنيين كان آخرهم في اليومين الماضيين نتيجة ضرب المجموعات المسلحة للمناطق بقذائف عشوائية وقال "بالرغم من كل ما نتعرض له اقتصاديا واجتماعيا وميدانيا فإن الإخوة هنا مصرون على البقاء حتى أن من غادروا أبلغوني برغبتهم بالعودة في أول فرصة سانحة".

وكانت مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت الاثنين الماضي دير مار تقلا في مدينة معلولا بريف دمشق واحتجزت رئيسة الدير وعددا من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له وقامت بارتكاب أعمال قتل وتخريب في المدينة.