مقرّ "العلمائي" يغصّ بالوفود المتضامنة ضد المحاكمة الجائرة

مقرّ
الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤ - ٠٦:٤٢ بتوقيت غرينتش

توافدت وفود علمائية وشعبية من مناطق مختلفة من البحرين على مقر المجلس الإسلامي العلمائي في منطقة المقشع، مؤازرة ومتضامنة معه، ورافضة المحاولات الظالمة للنيل منه، وذلك عشية جلسة النطق بالحكم في القضية المرفوعة ضده من قبل وزير العدل في البحرين.

حلة العبد الصالح – المجلس الإسلامي العلمائي

غصّ مقر المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بالوفود المناطقية المتضامنة ضد المحاكمة الجائرة، فقد توافدت الليلة الماضية الاثنين 27 يناير 2014م وفود علمائية وشعبية من مناطق: مدينة حمد، كرباباد، ابوصيبع، كرانة، والعاصمة المنامة على مقر المجلس الإسلامي العلمائي في منطقة المقشع، مؤازرة ومتضامنة معه، ورافضة المحاولات الظالمة للنيل منه. كما سبقتها عدة وفود في الليلة التي سبقتها، فيما يتوقع ان تشهد هذه الليلة اكبر عدد من التوافد التضامني مع المجلس عشية جلسة النطق بالحكم في القضية المرفوعة ضده من قبل وزير العدل في البحرين.

وفي كلمة لأهالي مدينة حمد، أكّد الشيخ محمد المنسي قائلاً: "جئنا متآزرين ومتضامنين مع مجلسنا؛ المجلس الإسلامي العلمائي، رافضين كل أساليب الحكومة، ومحاولاتها الظالمة لإخماد صوت المجلس، وإيقاف دوره ورسالته، بسبب مناصرته لشعب البحرين المظلوم".

ورفض الشيخ المنسي "كل الإجراءات التي تمسّ بهذا الكيان العلمائي"، مخاطباً المجلس العلمائي "أنتم عاهدتم الله ولن تحيدوا عن عهدكم على طريق ذات الشوكة، وكذلك هذا الشعب لن يحيد عن مناصرتكم، وسيبقى شعاره في كل المنعطفات: "معكم معكم يا علماء".

بدورهم أكد أهالي كرباباد في كلمة لهم على تضامنهم ووقوفهم مع "المجلس الإسلامي العلمائي المتجذر في أصالته وحركته ووعيه ووفائه لدين الله وحده لا شريك له، لا تأخذه في سبيل الله لومة لائم".

من ناحيته اعتبر نائب رئيس المجلس العلمائي الشيخ محمودالعالي "السلطة واهمة إذا ظنّت أنها ستلغي الحالة العلمائية، أو أنها تستطيع أن تسكت العلماء وتحول بينهم وبين هذا الشعب"، مؤكداً "لا يمكن لقرار أن يسكت صوت الحق ويلغي دور العلماء، ومهما حصل فإن العلماء سيأخذون دورهم وسيقومون بوظيفتهم تجاه الحق وتجاه المؤمنين في ظلامتهم، وسيكونون سندًا لشعبهم".

وشكر سماحته الوفود المناطقية التي جاءت للتضامن مع "العلمائي"، وشدد على أنه "لا يوجد قرار يستطيع أن يمنع العلماء من الوقوف مع الشعب في محنته وظلامته"، وسيبقى العلماء ملتزمين بعهدهم، أوفياء لمسؤولياتهم ولخطهم، ولن تتغير مواقفهم إثر هذه القرارات الجائرة".

من جانبه شكر عضو الهيئة المركزية بالعلمائي الشيخ فاضل الزاكي الوفود المتضامنة، مؤكدً على أن "لا يمكن لهذا المجلس أن يتنازل عن هذا الشعب، وعن قول كلمة الحق، كما لا يمكن لهذا الشعب الذي عرفناه منذ القدم بالإيمان والتدين إلا أن يسترخص الدماء دفاعًا عن دينه وعقيدته".

 كما أثنى عضو الهيئة المركزية الشيخ منير المعتوقعلى مواقف أبناء الشعب والتفافهم حول العلماء، وقال: "المجلس العلمائي سيبقى ثابتًا لا يتزلزل، مهما أرادوا به سوءًا، وحاصروه عبر القرارات الجائرة"، مؤكداً على استمرار الحراك العلمائي في هذا البلد المؤمن حتى لو أغلق المجلس".

شبّر في ندوة بالسويد:

استهداف الحكومة البحرينية للعلمائي انتقام من مواقفه الداعمة للشعب

قال عالم الدين السيد عباس شبّر إنّ "استهداف الحكومة البحرينية للمجلس الإسلامي العلمائي عبر الدعوى القضائية الأخيرة المرفوعة على قيادته هي انتقام من مواقفه الداعمة لمطالب الشعب البحريني العادلة"، مؤكدا على أنّ "السلطة القضائية في البحرين هي سلطة تفتقر للنزاهة، ووزير العدل متورط بملف المساجد المهدمة، ويجب محاسبته بدلاّ من رفعه دعوى قضائية ضد المجلس".شبّر الذي كان يتحدّث في ندوة عقدتها جمعية الوحدة الإسلامية بالسويد حول استهداف المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين، أكد على أنّ "الأطراف التأزيمية بالسلطة واهمة كل الوهم من أنّها ستنجح في استهداف هذا الوجود؛ فالمجلس لم يعدّ مبنى يضم شخوصاً، بل حالة دينية متقدمة تمارس الوظيفة الشرعية دون الاكتراث بسياسات التهديد والوعيد الجائرة".

ووجّه شبّر في ختام كلمته بدعوة شخصيات ومؤسسات المجتمع الإسلامي وكل الجهات المعنية بالدفاع عن الحريات الدينية إلى ممارسة الضغوط الممكنة ضد السلطة التي لم تعد تحترم مواثيق حقوق الإنسان، مشدّداً على أنّ "استهداف المجلس العلمائي صانع مشروع وثيقة الوحدة الإسلامي هو استهداف لضمانة الوحدة التي يمثلها المجلس، وستفشل السلطة بلا شك مهما كان شكل الاستهداف".

 الشيخ خجسته: علماء الدين لا ينتظرون إذناً من أحد للقيام بوظيفتهم الشرعية

قال عضو الهيئة المركزية بالمجلس الإسلامي العلمائي الشيخ محمد خجسته إن "المجلس العلمائي مؤسسة إسلامية علمائية مستقلة تسعى لتحقيق دور علمائي فاعل، وأخذ على عاتقه وظيفة الأمر بالمعروف والنهي على المنكر"، مؤكداً على أن "المجلس لا يعمل في الخفاء وأهدافه واضحة، وهي المحافظة على وحدة المجتمع والهوية الإسلامية وتنمية الوعي الإسلامي والدعوة لله تعالى".

واستنكر سماحته في برنامج تغطية خاصة على قناة اللؤلؤة، الدعوى المرفوعة ضد المجلس العلمائي بحجة مخالفته للقانون قائلاً "إذا كان المجلس مخالفاً للقانون، فأين الجهاز القضائي من محاكمته منذ تأسيسه، ولماذا قرّر اليوم محاكمته فقط بعد وقوفه مع مطالب الشعب؟!".

وشدّد الشيخ خجسته على أن "علماء الدين لا ينتظرون إذناً من أحد للقيام بوظيفتهم الشرعية، مشدّداً على أن "صدور الحكم لا يمنع ممارسة نشاطنا ودعم مطالب الشعب".

سيد جميل كاظم: استهداف العلمائي من أجل فرض الوصاية الرسمية على الشأن الديني

باقر درويش: إجراءات السلطة في محاكمة العلمائي غير قانونية ومخالفة للدستور

قال عضو شورى الوفاق سيدجميل كاظم إن "النظام أراد أن يعطّل دور المجلس العلمائي من خلال استهداف مؤسسة، ولكن الدور الاجتماعي والتوعوي لن يستطيع النظام محاصرته".

من ناحيته قال المسؤول الإعلام في منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش "ليس هنالك أيّ مبرر قانوني لاستهداف المجلس العلمائي، فالدستور البحريني والقانون الدولي يكفل المساحة القانونية لممارسة الحرية الدينية"، معتبرا هذا الاستهداف يشكل اضطهادا طائفيا.

واعتبر "استهداف المجلس العلمائي يأتي ضمن استعداء لمكوّن طائفي وهو الطائفة الشيعية وسياسة انتقام تنفّذها السلطة منذ إعلان حالة الطوارئ"، متسائلا "هنالك اعلام رسمي مارس التحريض الطائفي وملف خطير لانتهاك الحريات الدينية؛ لم تتم محاسبة المسؤولين عنه، ووزير العدل المتهم بهذا الملف هو من قدم الدعوى ضد المجلس، وهذا أفضل شاهد على كيدية الدعوى وعدم نزاهة السلطة القضائية".

من ناحية ثانية رئيس جمعية (قولنا والعمل) اللبنانية الشيخ أحمد القطان أكّد على أن "المجلس العلمائي له الدور البارز في حفظ الثورة السلمية في البحرين التي لم تتحول إلى أعمال إرهابية وقصف كما نرى في سوريا والعراق".

وقال القطان في مكالمة هاتفية تعليقاً على استهداف المجلس العلمائي إن "النظام البحريني يتوهّم أن هذه الثورة السلمية في البحرين ستندثر مع استهداف صوت العلماء"، داعياً النظام البحريني إلى الاستجابة لمطالب الشعب بدلاً من قمع الشعب والعلماء الذين يدعمون هذه المطالب السلمية".

وحذر الشيخ القطان من أن "أيّ تعامل خاطئ مع المجلسالعلمائي، وأيّ حكم يصدر ضده لا بدّ أن تكون له انعكاسات سلبية على النظام"، مؤكداً "العلماء هو صوت الحق والحقيقة، واستهداف المجلس العلمائي في البحرين لن يغير موقف العلماء المطالب بحقوق الشعب".

سماحة السيد علوي البلادي مغرّدًا تضامنًا مع "العلمائي":

محاولة إغلاق المجلس العلمائي يراد بها حرف البوصلة نحو الطائفية

كتب سماحة السيد علوي البلادي في تغريداته المتضامنة مع "العلمائي" أن "موقف النظام المعادي للمجلس العلمائي نابع من تأييد الأخير للمطالب الشعبية وانتقاده لعسف النظام"، وأن الهدف من تصعيد النظام تجاوزاته ومحاولة إغلاق المجلس العلمائي هو الإذلال وحرف البوصلة نحو الطائفية كما في هدم المساجد".

وأكّد سماحته أن المجلس "لن يتحول المجلس العلمائي لدمية بيد النظام عبر الضغوط عليه"، و "إن تجاوزتم بحق المجلس العلمائي فلن تنحرف بوصلتنا".