أحدث المنجزات الدفاعية الإيرانية..

"شهاب 2" صواريخ بالستية برؤوس انشطارية

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤ - ٠٩:٣٥ بتوقيت غرينتش

ذكر تقرير القسم الدفاعي لوكالة مشرق الاخبارية، ان الصواريخ البالستية تحتل اليوم مكانة خاصة ومهمة في تشكيلة المنظومة الدفاعية الايرانية، بحيث ان تنوع وقوة ودقة هذه الصواريخ قد خلطت اوراق العديد من معادلات مواجهة الجمهورية الاسلامية في إيران.

في البداية اشار التقرير إلى انه لم يتم تصميم الرؤوس الانشطارية لتدمير هدف واحد بل لاصابة عدة اهداف منتشرة في مساحات متفرقة، على سبيل المثال تدمير قاعدة عسكرية او مطار يحتوي على مجموعة من المروحيات او الطائرات الحربية او عوامة عملاقة.
وبالطبع فان جذور قرار القوات المسلحة الايرانية باستخدام الصواريخ البالستية تعود الى سنين الدفاع المقدس (الحرب المفروضة على ايران). ان هجمات صوايخ "اسكود" العراقية على ايران ابان هذه الحرب المفروضة، دفعت ايران الى التفكير بالرد عليها وتهيئة هذه الصواريخ، ونتيجة لذلك قامت ايران بتهيئة مجموعة من هذه الصواريخ الروسية الصنع من الخارج واستخدمتها بنجاح. وبعدها قام فريق من المهندسين الايرانيين الشباب بقيادة المهندس الشهيد "حسن طهراني" بتفكيك هذه الصواريخ لاجراء دراسات عليها وفعلا اثمرت هذه الجهود في الاعوام اللاحقة. ويمكن اعتبار هذه الجهود النواة الاولى لبرنامج تطوير وانتاج الصواريخ البالستية الايرانية، ويظهر ان هذا المشروع بدأ في العقد الثمانين من القرن الماضي.
وتنطلق الصواريخ البالستية نحو الفضاء بصورة عمودية، ثم ينحفض تدريجيا نحو الهدف، حيث ان هذه الصواريخ في الغالب ماتكون ذو مرحلتين دافعا ومحركا صاروخيا واحدا او اكثر في كل مرحلة. المرحلة الاولى تطلق الصاروخ والمرحلة الثانية تبدأ بتحمل الرؤوس المحملة نحو الهدف.

عائلة صواريخ "شهاب" البالستية
لقد تم التوصل في الخطوة الاولى لتصنيع صاروخا بديلا لصاروخ اسكود "B" وذلك من خلال صناعة صاروخ حمل اسم "شهاب 1" وهو في الواقع تطوير لسكود، حيث تم اطلاقه بنجاح من على منصة الاطلاق الخاصة. ويعتبر صاروخ "شهاب 1" من الصواريخ قصيرة المدى وذو مرحلة واحدة ويعمل محرك الصاروخ بالوقود السائل، ويمكن اعتبار هذه الخطوة بداية انطلاق مشروع تصنيع الصواريخ البالستية الايرانية. وبعد هذه المرحلة عكف المتخصصين الايرانيين على صناعة محركات اطلاق الصواريخ واستطاعوا تطوير وتوسيع هذا الجانب. 
وتم تصنيع صاروخ ذات مدى ابعد من صاروخ سكود، وذلك من خلال تطوير صاروخ "شهاب-1" المحلي الذي يعمل بالوقود السائل ايضا وذو مرحلة واحدة، وهو جيل شهاب "1C" والذي لم يكن يختلف عن شهاب -1 الا انه تم تطوير مدى الصاروخ ليصل الى 500كيلومتر اي بزيادة قدرها 67%، وتغيير بعض الانظمة السابقة، والذي كانت تمثل الخطوة الاولى للانتقال الى تصنيع صاروخ "شهاب- 2".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ان تهيئة الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل للانطلاق كان يستلزم اولا حمل مواد مؤكسدة ووقود للاحتراق، إلى داخل مخازن الصاروخ وثم تزريقه الى داخل غرفة الاحتراق بالضغط الحرارة اللازمة ليتم توفير الطاقة الضرورية للانطلاق الصاروخ، وان هذه المواد ينبغي تزريقها الى داخل مخزن الصاروخ (الصاروخ في حالة افقية على منصة الاطلاق) ان هذه العملية تستغرق وقتا طويلا وقد تستمر لعدة ساعات. ومع توسيع برنامج الصواريخ الايرانية، بدأت جهود حثيثة وانشطة علمية وهندسية واسعة في مجال تطوير الوقود السائل وتصنيع الهياكل الصاروخية ونطم التوجيه والملاحة والتحكم من اجل تحسين وتطوير صاروخ شهاب-2 كل ذلك جرى تزامنا مع انتاج اعداد كبيرة من نماذج صواريخ اسكود. واخيرا اثمرت هذه الجهود الى تصميم وانتاج صاروخ بالستي محلي متوسط المدى باسم "شهاب3" وذلك في صيف عام 1998.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ان حيازة تقنية تصميم وانتاج صواريخ مطمئنة، ساعد على تطوير برامج تطوير وانتاج الصواريخ البالستية الايرانية بحيث ادى ذلك التقدم إلى انتاج نماذج مختلفة من صاروخ شهاب -3 وبمدى اكثر وبرؤوس حربية مختلفة واجراء تغييرات في مقدمة الصاروخ. في الواقع ان استمرار انتاج صوريخ شهاب-3 البالستية البعيدة المدى الذي يمكنه ان يصيب اهدافا على بعد 1800كيلومتر، ادى الى انتاج صواريخ اخرى بعيدة المدى تعمل بالوقود السائل مثل صواريخ "عاشوراء" و"قدر" وصاروخ "قيام -1" المتوسط المدى وصاروخ "سجيل" البعيد المدى الذي يعمل بالوقود الصلب.

صواريخ قدر، قيام وسجيل؛ صواريخ بالستية حديثة ومتقدمة
ان صواريخ "قدر" هي من جيل الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل والتي تم تصنيع نماذج مختلفة منها. وعلى سبيل المثال ان صاروخ "قدرF" البعيد المدى الذي يمكن ان يصل الى مسافة 1950كيلومتر وان مقدمته المخروطية الشكل يساعد على تقليل مقاومة الهواء عند الانطلاق ويمنحه استقرارا اكثر ديناميكية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


يذكر ان تقليل حجم الراس الحربي لصاروخ "قدر" مقارنة مع النماذج الرئيسية الاخرى لصاروخ شهاب-3 الى النصف تعتبر من المميزات المهمة لهذا الصاروخ. من جانب اخر فان صاروخ "قدر G" تعتبر نسخة معدلة من صواريخ شهاب-3 والذي كشف عنه خلال مراسم استعراض القوات المسلحة الايرانية، الذي اكد انه من خلال اجراء بعض التطورات وارتقاء انطمة الصاروخ، يمكن ان يكون مستعدا للتعامل مع الخيارات الاميركية على الطاولة. ان النموذج الاخير للمنظومة الصاروخية البالستية الايرانية الطويلة المدى هو صاروخ "قيام 1" والذي هو ثمرة جهود استمرت نحو 25 عاما.

 

 

 

 

 


يبدو أن هذا الصاروخ البالستي سوف يحل محل صاروخ شهاب-2 بالكامل، لان كلاهما يشتركان في القطر والراس الحربي للصاروخ، الا ان صاروخ قيام اكثر طولا من شهاب-2 ويزيد وزنه بمقدار 100 كليوغرام اي بزيادة مقدارها 1.65% كما تم تطوير مدى الصاروخ ليزيد مقدار300كيلومترا (60%) مقارنة مع صاروخ شهاب-2، كما الارتفاع الأقصى لمدى الصاروخ يصل الى 126كيلومتر. اما صاروخ "سجيل" فهو الاخر يعد مفخرة كبيرة في الصناعات الدفاعية الايرانية، وهو صاروخ ذو مرحلتين يعمل بالوقود الصلب، ويبلع مداه 2000 كيلومتر، ويتميز هذا الصاروخ بسرعة مذهلة بالاضافة الى الدقة العالية للغاية في اصابة الاهداف، ويضم نظاما ملاحيا متطورا جدا، ويتميز ايضا بسرعة النصب والاطلاق حيث يمكن بمساعدة استخدام تقنية الوقود الصلب، تهيئة الصاروخ للانطلاق خلال دقائق عدة، ولهذا يمكن تخزين هذه الصواريخ واستقرارها في اماكن اختبائها لمدة من الزمن دون الحاجة الى تفريغ وقودها مثل الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل. بالاضافة الى ان رفع مستوى سرعة انطلاق الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب، يقلل من فرص احتمال تتبع هذه الصواريخ في المراحل الاولى من الانطلاق.  يذكر ان "فاتح-110 " هو صاروخ أرض- أرض وضع فى الخدمة عام 2002، وكان النسخة الأولى من الصاروخ المطور داخليا يبلغ مداه ما بين 150 و200 كم.
"فاتح 110" و"خليج فارس" صواريخ بالستية مضادة للسفن
ان صاروخ فاتح 110، يعتبر من جملة الصواريخ البالستية الايرانية التي تم تطويرها على مراحل عدة. ان هذا الصاروخ الذي يتم التحكم به من قاعدته الارضية، هو صاروخ قصير المدى ويعمل بالوقود السائل. ونظرا إلى ان إيران لم تتوصل بعد الى تقنية استخدام الاقمار الصناعية للتحكم بالصاروخ، فانها كانت بحاجة الى تصنيع صواريخ بالستية يمكن التحكم بها خارجيا لتدمير الاهدف البحرية.

 

 

 

 

 

 

 


ولهذا السبب قامت ايران بصناعة صاروخ "فاتح 110" البالستي  الذي يتستطيع اصابة الاهداف بدقة وسرعة عالية، لان هذا الصاروخ له القدرة على استخدام جهاز التحكم الخاص به والذي من شانه ان يقلل احتمالات الخطأ الى اكبر قدر ممكن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ان صاروخ "خليج فارس" هو صاروخ بالستي مضاد للسفن الحربية (ارض-بحر) قصير المدى، ويبلغ  مداه " 300 كيلومتر ويعمل هذا الصاروخ بصورة ترکيبية حيث ان الباحث فيه يقفل في المرحلة النهائية على الهدف البحري المعادي الذي لا يمکنه اطلاقا الفرار من اصابة الصاروخ الذي يحمل رأسا تفجيري زنته 650 كيلوغراما.

 

 

 

 

 

 

 


ماهي الرؤوس الانشطارية؟

ان المقصود بـ "الرؤوس الانشطارية للصواريخ الإيرانية"هي نصب رؤوس تحمل شحنة انشطارية على صواريخ بالستية إيرانية جديدة والتي تحتوي على قنابل صغيرة، التي تتمتع بقدرة هائلة على التدمير، لتنتشر على مساحة واسعة في الأرض من اجل إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر. وغالبا ما تستعمل مثل هذه الصواريخ لتدمير القواعد العسكرية التي تتواجد فيه الكثير من العربات الخفيفة العسكرية او المطارات العسكرية التي تستقر فيها عدد من المروحيات والطائرات الحربية والمتشرة على مساحة متفرقة فيها، كما تستعمل هذه الصواريخ لتدمير البارجات والمدمرات الضخمة للعدو.

 
 

 

 

 

 

 

 

 

طريقة عمل الرؤوس الانشطارية
بعد اصابة الرؤس الحربية للصوايخ البالستية التي تحمل شحنة انشطارية الارض، ترتد هذه الشحنة نحو الاعلى وعلى شكل قوس وتنثر كمية كبيرة من الشظايا على مساحة كبيرة، ولتغطي مساحة تصل الى عشرات الامتار او بضع مئات من الامتار، لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر. وتمتلك هذه الاسلحة قابلية النفوذ في الاهداف غير المدرعة، هذا يزيد من الدمار للمواقع خاصة المواقع العسكرية والمواقع البحرية والمواقع التي تنتشر فيها قوات العدو المفترض.
واخيرا وبصورة عامة ان هذا النوع من التطور القوي والتطور النوعي في مجال صناعة الصواريخ البالستية الايرانية امر ضروري لردع التهديدات الاجنبية ضد المصالح الوطنية.