تقرير غربي يلقي الضوء على الالحاد في السعودية ويثير جدلاً

تقرير غربي يلقي الضوء على الالحاد في السعودية ويثير جدلاً
الجمعة ١١ أبريل ٢٠١٤ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

اكد معهد غالوب الدولي للبحوث والدراسات الذي يتخذ من زيوريخ السويسرية مقرا له، ان نسبة الملحدين في السعودية تزايدت في العقد الاخير وانها بلغت الثانية على المستوى العالمي بعد الولايات المتحدة.

وعرض المعهد دراسته على خبراء ومتخصصين خلصوا الى ان اسباب هذه الظاهرة تعود الى التشدد والانحراف في فكر المذهب الوهابي الحاكم في المملكة.

وقد فجر التقرير قنبلة كبيرة بالمعلومات التي وثقها من داخل السعودية والتي تشير الى ارتفاع نسب الملحدين من ابناء مملكة النفط.

واكد التقرير ان النسبة التي تراوحت بين 95 بالمئة من مجموع السكان، تعتبر الأكثر إرتفاعا مقارنة مع دول عربية حتى مع تلك التي تعرف بميولها العلمانية.. وبحسب المعهد تعتبر نسبة الملحدين في السعودية مرتفعة ومفاجئة نظراً لطبيعة المجتمع السعودي الذي يخضع لتطبيق متشدّد باسم مبادئ الشريعة الإسلامية.

وكانت صحيفة واشنطن بوست الاميركية قد نشرت تقريرا مماثلا عن ظاهرة الالحاد وانتشارها في المملكة، آثار العديد من التساؤلات، لان السعودية والمفاجأة الكبرى عبر حصولها على نسب تصل الى تسعة بالمئة.. يعلل مراقبون ما يحدث في السعودية بقولهم إن دواعي الإلحاد في البلاد يمكن ان تكون بسبب تطبيق الإسلام بطريقة متشددة. ويربط هؤلاء ما بين التطور العلمي عبر وسائل الاتصال وبين ازدياد هذه الحالة في المجتمع السعودي.

لكن آراءاً خرجت من داخل المجتمع السعودي تقول عكس ذلك، حيث يقول المفكر السعودي محمد بن عبد الله المسعري: ان الانحراف في تطبيق الاسلام والشريعة خلق صدمة واسعة لدى الاجيال الجديدة.. فهذه الاجيال تعلمت وقرأت شيئا وترى تطبيقات واشياء اخرى على الارض، مغايرة للواقع.

والمفارقة هنا ان الارض التي تحتضن اهم المقدسات الاسلامية في العالم تعاني من تلك الظاهرة التي تزداد اتساعا مع التشدد والتزمت والانحراف في تطبيق الشريعة، بحيث اصبح مع الفتاوى العديدة لشيوخ الوهابيين، اقطاب التشدد والتطرف، كل من هو غير متشدد او علماني او ليبرالي هو كافر.. ويحمّل بعضهم مسؤولية ذلك لتناقض الفتاوى، حتى أن هناك من ذهب إلى القول بأن في كل بيت سعودي يوجد ملحد.

وهنا يخلص متابعون الى حقيقة مفادها ان التحالف التاريخي الذي نشأ مع نشأة المملكة، بين النظام السياسي والمؤسسة الوهابية هو المسؤول عن هذا الانحراف الخطير الذي يهدد أمن المجتمع السعودي، والذي حول ارض المقدسات وثرواتها الى نقيض علني ومعاند اول لتعاليم الاسلام المحمدي الاصيل.