صالحي يعلن..

ايران تنهي تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 الى 5 بالمئة

ايران تنهي تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 الى 5 بالمئة
السبت ١٩ أبريل ٢٠١٤ - ١٠:٤٤ بتوقيت غرينتش

اكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية على اكبر صالحي، ان ايران انهت عملية تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الى 5% في 12 ابريل/نيسان الجاري، كما ان موضوع مجمع اراك للماء الثقيل قد حسم تقريبا مع مجموعة 5+1 بعد موافقتها على مقترح ايراني بهذا الشأن.

وقال صالحي في مقابلة خاصة مع قناة "العالم" الاخبارية، ان ايران قدمت الى مجموعة دول 5+1 مقترحا يقضي باعادة تصميم قلب مفاعل اراك والدول الست وافقت عليه، مضيفا: ان موضوع مجمع اراك للماء الثقيل حسم تقريبا مع مجموعة 5+1 .
وأكد ان مقترح ايران حول مجمع اراك لايؤثر على طبيعة انتاج النظائر المشعة ويقلل فقط نسبة انتاج البلوتونيوم الى الخمس.
وفي خصوص التخصيب اكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ان ايران قدمت مقترحا حول التخصيب يقضي برفع مرحلي لعدد اجهزة الطرد المركزي، مضيفا ان المقترح ينص على رفع عدد أجهزة الطرد المركزي لتكون قادرة على انتاج 30 طنا من الوقود النووي لمحطة بوشهر، وهذا المقترح مازال قيد المناقشة.

التقارير الاخيرة للوكالة اكثر اتزانا من سابقاتها 
وفي جانب اخر من المقابلة وصف صالحي التقارير الاخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ايران بانها اكثر اتزانا واضاف : انهم يريدون عكس الحقائق التي يشاهدونها، وفي نفس الوقت فانهم يتوخون الدقة في عملهم، الى درجة انهم وللاسف بمجرد ان تصلهم اية معلومة حول النشاطات النووية الايرانية فانهم يبادرون الى التاسيس عليها ونشرها. ورغم جميع هذه الامور فان التقارير الاخيرة بشان ايران هي اكثر ايجابية من سابقاتها.

ايران تعاتب الوكالة الذرية حول اسلوب صياغة تقاريرها 
وانتقد العبارة التي تكررها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها والتي تنص على انها" لايمكنها ابداء وجهة نظرها حول المواد غير المعلنة من قبل ايران ولذلك لا يمكنها القطع بان جميع نشاطات ايران النووية سلمية" وقال : بما انه ليس لدينا اي مواد غير معلنة واننا نشترك مع جميع الدول الاخرى في هذا المجال فان ادراج مثل هذه العبارة في غير محله. ولكن حين نطرح هذا الموضوع على الوكالة ترد علينا بانه لو كان من المقرر ان نبدي راينا بشان البرنامج النووي لاي بلد كما هو الحال بشان ايران لكررنا نفس العبارة.
واشار الى الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين ايران والغرب وقال : وفقا للاتفاق الحاصل فقد تم طرح 6 اسئلة تقرر ان نرد عليها خلال فترة اقصاها ثلاثة اشهر.

ملف النشاطات النووية الايرانية اغلق
وحول احتمال ابرام اتفاقية ثانية نظرا الى طرح موضوعات مثل نشاطات بارتشين وغيرها اضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية قائلا : في خصوص النشاطات النووية وبناء على الاطر المحددة للنشاطات النووية فانه لم يعد لدينا اية مشكلة مع الوكالة الذرية ولم يتبق اي سؤال لم نرد عليه، وبعبارة اخرى يمكن القول ان ملف النشاطات النووية الايرانية قد تم اغلاقه، لاسيما وان رد ايران على الاسئلة الاخيرة للوكالة الذرية سيقدم في غضون الشهر القادم.
واشار الى موضوع الابحاث المزعومة موضحا ان هذا الامر لا يرتبط بالنشاطات النووية بشكل مباشر وقال : انهم يدعون بان ايران قامت بابحاث واختبارات تفجير تتعلق بتطوير أسلحة نووية في المستقبل، وهذه مجرد مزاعم وادعاءات لااساس لها من الصحة.

لا مشكلة امام زيارة موقع بارتشين اذا قدموا الوثائق 
وتابع قائلا : انهم يصرون على تفتيش منشاة بارتشين لهذا الغرض، هذا في حين انهم زاروا منشاة بارتشين مرتين واخذوا عينات منها وتوصلوا الى حقيقة عدم وجود اي امر مثير للريبة. لكن وبناء على معلومات مغلوطة تصلهم من جهة معينة يريدون زيارة هذه المنشاة مرة اخرى، وهذا الامر لا ينبغي ان يستمر على هذا النمط، ويجب انهاءه. هذا فضلا عن انه لا نرى اي مبرر لزيارة هذا الموقع للمرة الثالثة اثر الزيارتين السابقتين.
وصرح صالحي قائلا : انهم يزعمون بان لديهم معلومات جديدة ونحن نقول لهم بان يضعوا هذه المعلومات في متناولنا لنتحقق من صدقيتها، ولكنهم يتنصلون عن هذا الامر لحد الان.
وتابع قائلا : في الحقيقة اننا تحلينا بالشفافية لحد الان، بل وسمحنا بعمليات تفتيش تفوق ما تنص عليه القوانين والاتفاقيات الامنية، وفي خصوص بارتشين ايضا ليست لدينا اي مشكلة مع التفتيش ولكننا نريد دليلا منطقيا ومعلومات موثقة من الوكالة الذرية لقيامها بهذه العملية.
وتابع قائلا: ان المقترح الايراني ينص كذلك على ابقاء عدد اجهزة الطرد المركزي الحالية (20 الف جهاز) لفترة اربع الى خمس سنوات، مضيفا ان بعض دول مجموعة 5+1 اقترحت على ايران بناء مفاعل للماء الخفيف.

عملية تخفيض التخصيب بنسبة 20 بالمائة تطوي مراحلها 
كما أعلن صالحي ان ايران انهت عملية تخفيض اليورانيوم المخصب من 20% الى 5% في 12 ابريل/نيسان الجاري، واضاف، ان طهران حولت 103 كيلوغرامات من مخزونها من اليورانيوم المخصب 20% الى 5%.
وحول المحادثات مع امريكا اوضح رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية على اكبر صالحي، انه جرى استئذان قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي قبل عامين ونصف العام حيث سمح ببدء المحادثات شريطة ان تقتصر على الموضوع النووي فقط. وقد بدات المحادثات منذ ذلك الوقت (خلال فترة توليه حقيبة وزارة الخارجية) ومن ثم تم تحويل الملف الى الحكومة الحالية.

وفي جانب آخر من المقابلة اشار رئيس منظمة الطاقة الذرية الى ان ايران وخلال الاعوام الـ15 القادمة ستبني 5 منشات نووية جديدة واضاف : بما انه لا توجد ضمانة لتوفير الوقود النووي من الخارج، فان علينا توفير هذا الوقود بانفسنا. وهذا يعني اننا ان لم نتجه نحو الجيل الجديد من اجهزة الطرد المركزي ولم نتخذ الاجراءات اللازمة، سنواجه مشكلة في توفير الوقود النووي الذي يبلغ ثلاثين طنا لكل منها ان لم نستطع الحصول عليها من الخارج. وبما اننا لا نثق بالخارج نظرا الى نكث العهود السابقة، لذلك لا يمكننا الاستثمار في مجال انشاء المحطات النووية دون القيام باي خطوة لتوفير الوقود لها.
وحول مفاعل اراك للمياه الثقيلة قال صالحي : تقرر اعادة تصميم قلب المفاعل لتغيير وقوده من الوقود الطبيعي الى الوقود المخصب بنسبة تتراوح بين 4 و 5 بالمائة، ونحن نعكف حاليا على اجراء الدراسات في هذا المجال .
واكد صالحي ان هذا التغيير لن يترك اي تاثير على اداء وعمل هذا المفاعل موضحا بالقول : نظرا الى التجارب العلمية التي اكتسبناها في هذا المجال نسعى الى تبديل هذا المفاعل الى احد اكثر مفاعلات الابحاث تطورا في العالم. ما يجعله اكثر سرعة وحجما في انتاج النظائر المشعة. 
واشار الى ان تفاصيل هذا المشروع جرى طرحها على مجموعة 5+1 ورحبت بها نظرا الى ان القلق السائد كان يدور حول البلوتونيوم، والمشكلة جرى تسويتها عبر هذه الالية الجديدة.
تخصيب اليورانيوم
وحول موضوع تخصيب اليورانيوم قال رئيس منظمة الطاقة الذرية : بناء على خطة العمل المشتركة التي تم الاتفاق بشأنها فقد تقرر التوصل الى الاتفاق حول حجم ومستوى التخصيب بشكل متزامن. ان تحلى الجانبان بحسن النوايا فان هذا الموضوع لن يشكل عقبة. نحن لا نطلب شيئا غير منطقي. لان خطة العمل المشتركة تنص على تلبية حاجة ايران في مجال التخصيب. فعلى سبيل المثال ان مفاعل بوشهر بحاجة الى 30 طنا من اليورانيوم المخصب سنويا، ولاجل توفير هذه الكمية من اليورانيوم المخصب يجب ان يعمل 50 الف جهاز طرد مركزي من الجيل الاول في منشأة نطنز. هذا في حين ان مجموع اجهزة الطرد المركزي الموجودة حاليا في منشاة نطنز تبلغ 20 الفا، لا تعمل سوى 10 الاف منها بناء على القرار السياسي الذي اتخذته الحكومة الايرانية السابقة لبناء الثقة والتزمت به الحكومة الحالية .
واضاف قائلا : ان تعهد روسيا لتوفير الوقود النووي لمفاعل بوشهر سينتهي خلال الاعوام السبعة او الثمانية القادمة، ولكننا ابرمنا اتفاقا لتلبية حاجة مفاعل بوشهر خلال الاعوام العشرة القادمة، وخلال السنوات السبع الاولى يجب ان يكون مستوى التخصيب معقولا، لكي ننتقل بعد ذلك الى المرحلة الثانية لتوفير الوقود النووي لمفاعل بوشهر، والا سنتخلف عن الركب. فالهدف من جميع هذه الجهود الاستثمارات هو توفير الوقود النووي لمفاعل بوشهر .   
وتابع : هدفنا في الوقت الراهن هو استمرار عمل اجهزة الطرد المركزي الموجودة حاليا والتي يبلغ عددها حوالي 20 الفا خلال الاعوام الاربعة والخمسة القادمة. وبعد هذه الفترة سنعمل على زياد عدد هذه الاجهزة لتصل الى مرحلة تلبية حاجة مفاعل بوشهر من الوقود النووي خلال الاعوام السبعة والثمانية القادمة.
واضاف صالحي : لقد طرحنا هذا الموضوع مع الاطراف الاخرى التي اعترفت بان وجهة نظرنا منطقية بشكل كامل، ولكنها قالت بان هذا القرار سياسي ولذلك يجب ان نتخذ قرارا سياسيا، ونحن ايضا اكدنا من جانبنا بانه لا يمكننا التنازل عن حقنا. اي ان طلبوا منا تجميد عدد اجهزة الطرد المركزي عند عدد 10 الاف فان موضوع التخصيب سيفقد موضوعيته، لاننا لا يمكننا تلبية حاجتنا من الوقود بهذا العدد من اجهزة الطرد المركزي. نحن نقول ان حاجتنا الراهنة تتمثل في تلبية الوقود النووي لمفاعل بوشهر. كما ان لدينا اربعة مفاعلات تجري مناقشة عقودها مع الجانب الروسي في الوقت الراهن.