الداخلية اللبنانية تقر بالامر الواقع، مقابل خيار حزب الله

الداخلية اللبنانية تقر بالامر الواقع، مقابل خيار حزب الله
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

اثار الاجتماع الامني الذي ترأسه وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق انتباه الاوساط السياسية والاعلامية في بيروت بسبب حضور مسؤول وحدة التنسيق والارتباط” في حزب الله الحاج وفيق صفا هذا الاجتماع بدعوة من الوزير.

المفارقة اللافتة هي حضور مسؤول امني لحزب الله لاول مرة اجتماعا امنيا حكوميا تركز على بحث حلول لمشكلة اهالي بلدة الطفيل اللبنانية الواقعة ضمن جيب داخل الاراضي السورية والتي لجأ اليها المسلحون هربا من المعارك التي دارت في قرى القلمون المحاذية للبنان.

المفارقة اللافتة الاخرى هي ان وزير الداخلية ينتمي الى تيار المستقبل الخصم السياسي لحزب الله ضمن فريق 14 اذار الذي يطالب الحزب بالخروج من سوريا وتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، كما ان الوزير نفسه من اشد المنتقدين لحزب الله في لبنان.
وعزا وزير الداخلية نهاد المشنوق حضور صفا للاجتماع الى ان حزب الله جزء من الاشتباك داخل سوريا، وهو متواجد داخل الاراضي السورية وبالتالي لا يمكن وضع خطة امنية بهذا الشان من دون التنسيق معه لحماية الاهالي في البلدة.
من جانبه، ابدى وفيق صفا استعداد الحزب لتسهيل كل ما يؤمن سلامة اهالي الطفيل والتنسيق مع الجيش السوري في هذا الاطار.
وهذه الخطوة التي تمثل سابقة لافته قد توحي بان فريق 14 اذار الرافض لذهاب حزب الله للقتال في سوريا اصبح مقرا بالامر الواقع ومنفتحا على هذا الخيار. وربما ابعد من ذلك لم يعد مناهضو سوريا وحزب الله في لبنان يراهنون على المعارضة السورية لتغيير موازين القوى او هزيمة الحزب هناك.
وكانت الحكومة اللبنانية قد قررت تنفيذ خطة عاجلة لاخراج من يرغب من اللبنانيين من بلدة الطفيل اللبنانية الواقعة عمليا داخل الاراضي السورية والتي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الارض السورية. وتقضي الخطة بتأمين ممر آمن يصل البلدة بالاراضي اللبنانية في البقاع عبر الجبال لاخراج من يريد من اهالي البلدة المحاصرة بسبب الأحداث في سوريا.