"الخلافة" لا تفسد الودّ بين القرضاوي و "داعش"

الإثنين ٠٧ يوليو ٢٠١٤ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

للاسف الشديد يوما بعد يوم تتكشف زوايا كثيرة من شخصية يوسف القرضاوي ، التي كانت تختفي وراء الصورة المزيفة التي رسمها الاعلام القطري للرجل ، فاذا به طائفي ينافس التكفيريين من القاعدة و "داعش" كرههم وحقدهم للاخر.

ان علينا ان نتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى اذ ازاح تلك الصورة التي كانت مرسومة للقرضاوي في اذهان البعض ، عبر تصريحاته ومواقفه هو ، والتي كشفت عن جوانب قبيحة في شخصيته لم تخطر على بال من كانوا يعتقدون انه يمثل الصوت المعتدل بين علماء الامة ، الا ان الطبع غلب التطبع ، وسقط القرضاوي بيده ورقات التوت التي لفحوه بها لاسيما بعد ما عرف بثورات الربيع العربي.

وآخر الاوراق التي اسقطها الرجل عن شخصيته ، كان البيان الذي اصدره عقب اعلان ابي بكر البغدادي نفسه  خليفة على "داعش" ،  حيث أعتبر القرضاوي ان إعلان الخلافة الإسلامية من قبل “داعش” “لا يترتب عليه أي آثار شرعية؛ بل يترتب عليه آثار خطيرة على أهل السنة في العراق، والثورة في سوريا”.

واضاف القرضاوي إنه “تابع التصريحات الصادرة عن تنظيم ما يسمى بـ (الدولة الإسلامية) والتي انطلقت من العراق، مع القوى العراقية الأخرى، مدافعين عن سنة العراق، وعن المستضعفين في هذا البلد، ففرحنا بهم ورحبنا بهذا الاحتشاد لرفض الظلم والتجبر في الأرض”.

وتابع: “ولكن سرعان ما بينت انفصالها عن المجموع، وأعلنت عن (خلافة إسلامية) وتنصيب من أطلقوا عليه (خليفة المسلمين) مطالبين المسلمين في العالم بمبايعته والانصياع لأوامره، وكل ذلك من الأمور التي يراها الاتحاد بلا أي معايير شرعية ولا واقعية، وضرره أكثر من نفعه” .

لم ننقل ما نقلناه من بيان القرضاوي كي نقف على الراي الشرعي من "خليفة داعش" ، فهذا امر لا يهمنا في شيء فكله هراء في هراء ، ولكن الذي يهمنا هو العبارات التي جاءت في ثنايا هذا البيان والتي كشفت عن مدى طائفية وحقد القرضاوي على اتباع اهل البيت عليهم السلام من ابناء العراق ، فهي تبين انه كان يستبشر خيرا باصطفاف "داعش" مع قوى "الثورة" في العراق لنصرة اهل السنة هناك!!.

لنتوقف مرة اخرى امام الاعتراف الصريح للقرضاوي في دعمه وتاييده ل"داعش" دون لف ولا دوران ، حيث يقول القرضاوي : إنه “تابع التصريحات الصادرة عن تنظيم ما يسمى بـ (الدولة الإسلامية) والتي انطلقت من العراق، مع القوى العراقية الأخرى، مدافعين عن سنة العراق، وعن المستضعفين في هذا البلد، ففرحنا بهم ورحبنا بهذا الاحتشاد لرفض الظلم والتجبر في الأرض”!!!.

يبدو واضحا ان القرضاوي من اشرس المدافعين عن "داعش" ، وانه ما كان سيصدر هذا البيان لولا موضوع "الخلافة " ، فالرجل لا توجد لديه اية مشاكل مع "داعش" ، او يختلف معها على شأن ما ، وان الذي استفزه هو اعلان "الخلافة" من قبل "داعش" ، كما ان هذا الاستفزاز ليس مرده "الخلافة" بحد ذاتها ، بل لان "داعش" سوف تؤلب الجميع على "الثورتين السورية والعراقية"!! ، والا "فالخلافة" لاتفسد الود بين القرضاوي و"داعش" .

ترى اي خير يرتجى لاهل السنة عندما تكون زمرة ارهابية تكفيرية مجرمة مثل "داعش" تدافع عن حقوقهم وتنتصر لهم ، بينما العالم اجمع راى بأم عينه كيف تعامل ويتعامل هذا التنظيم مع اقرب حلفائه بالعقيدة مثل "جبهة النصرة" في سوريا ، حيث قتلت "داعش" الالاف منهم ذبحا وصلبا وتفجيرا ، دون ادنى رحمة ، ناهيك عن فظاعات هذه الزمرة مع باقي المسلمين والمسيحيين والقوميات والمذاهب الاخرى.

هنا نسأل القرضاوي ، هل تَرى في ممارسات "داعش" دفاعا عن المستضعفين السنة ايها الشيخ؟!! ، وهل كنت مع "داعش" قلبا وقالبا الى اليوم الا انك اختلفت معها بعد اعلانها الخلافة؟، وهل كنت الى اليوم راضيا على كل ما اقترفوه من جرائم بحق الاسلام والمسلمين ؟، وهل رضاك عنهم سببه انهم يحاربون "الروافض" ، حتى لو احرقوا ديار المسلمين وهجروا اهلها ؟!! ، ولكن ماذا عن المسلمين الذين قتلوا ؟ ،  لماذا كل هذا الكره والحقد على "الشيعة" يا شيخ؟، لماذا تريد ان تغادر الدنيا وانت محمل بذنوب "داعش" وغير "داعش" من الذين شوهوا الدين ؟، الم تر ايها الشيخ ما راه الناس من افاعيل "داعش" ؟ ام ان حقدك على ضحاياهم  قد اعماك؟ ، لماذا لا تطلب التوبة والمغفرة قبل ان تغادر الدنيا وانت في ارذل العمر؟ ، اخيرا هل تسمح لنا ان ندعو الله سبحانه وتعالى ان يحشرك في الاخرة مع من احببت في الدنيا؟.

*جمال كامل- شفقنا