المعارضة العراقية والتأمر على الشرعية

المعارضة العراقية والتأمر على الشرعية
الجمعة ١٨ يوليو ٢٠١٤ - ٠٩:٥٥ بتوقيت غرينتش

يلتقي المعارضون للعملية السياسية في العراق في العاصمة الاردنية عمان للتشاور من أجل التآمرعلى الشرعية والاطاحة برئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وبحث مستقبل العراق كما اعلن ذلك أحد المؤتمرين .

ويعقد مؤتمر العشائر العراقية في عمان المجاورة لفلسطين المحتلة ، في وقت تتعرض فيه غزة الى اكبر عملية عسكرية يشنها الكيان الصهيوني ضد المواطنين في هذا القطاع منذ عشرة أيام وقد استشهد اثرها حتى الان 224  شخصا واصيب اكثر من الف من الرجال والنساء والاطفال الغزاويين بجروح إضافة الى التدمير الهائل بالمدينة وبنيتها التحتية.

ولم يشر المشاركون في المؤتمر لا من قريب ولا من بعيد الى احداث غزة وجرائم الكيان الصهيوني، وكأنهم يؤيدون ما تقوم به اسرائيل ضد الغزاويين ، وهؤلاء يشاركون تنظيم داعش رأيها بأن واجبها الحالي قتل الشيعة في العراق والعالم ، ولم يحن الوقت لقتال الاسرائيليين بعد.

ومن المعيب ان يلتقى المعارضون للعملية السياسية في العراق في الاردن من شيوخ عشائر وبعثيين صداميين ، وقادة جيش صدام وممثلين من تنظيم داعش في شهر رمضان ، دون ان يشعروا بالخجل من تعرض المسلمين في غزة الى نيران الطائرات الاسرائيلية والمجازرالوحشية التي يواجهونها ، وهؤلاء المعارضون ، لا يكترثون لمقتل الغزاويين ويعقدون اجتماعاتهم بينما تستمر الآلة العسكرية الاسرائيلية بقصف أهالي غزة .

وذكرت وكالات الانباء بان الديوان الملكي الاردني هو الذي اقام هذا الاجتماع واحاطه باجراءات امنية مشددة ومنع الصحفيين من الاقتراب من فندق انتركونتننتال في عمان حيث يعقد الاجتماع  .
ونقلت قناة الجزيرة عن قيادي بازر في المؤتمر قوله أن المؤتمر تحضره العشائر العراقية الثائرة على حكومة نوري المالكي وقيادات سابقة في حزب البعث ورجال دين. واعلن القيادي نفسه بان الهدف الرئيس للمؤتمر"توحيد مواقف كل القوى السنية والإطاحة بحكومة المالكي".

وأكد المصدر أن ترتيبات عقد المؤتمر جاءت من الديوان الملكي الأردني الذي قال إنه تولى تنسيق كافة أموره، وأنه حرص على تمثيل كل المكونات السنية فيه.
والكل يعلم أن الملك الاردني يقوم بدور السمسار في كل العمليات السياسية التي ترتبط بالعراق وهو مكلف من جانب السعوديين والقطريين الذين يبذلون الاموال بسخاء ويقدمون الملايين من الدولارات لعقد مثل هذه الاجتماعات لتوحيد المعارضين للعملية السياسية في العراق والتآمر ضد الشرعية في هذا البلد.

ووفق المصادر القريبة من مطبخ القرار الرسمي الأردني حسب الجزيرة ، فإن عمان "طوت صفحة نوري المالكي بالتوافق مع أطراف داخلية عراقية وإقليمية عربية والولايات المتحدة الأميركية.
نعم العاهل الاردنی قطع علاقته بالمالكي بعد أن شبع من اموال العراق ونفطه وها هو ذاهب للقيام بدور السمسار من اجل تقسيم العراق بتشجيع من السعودية وقطر وتركيا وبموافقة الامريكان  .

ونقلت الجزيرة عن المحلل السياسي الأردني فهد الخيطان أن الدور الذي يلعبه الديوان الملكي الأردني "تنسيقي" . ونبه الخيطان -في تصريح للجزيرة نت- أن الاجتماع يعقد في الأردن "في إطار جهد مع أطراف إقليمية عربية (طبعا تركيا والسعودية وقطر)  وبالتنسيق مع الولايات المتحدة لتوحيد البيت السني على برنامج سياسي واحد".

وأوضح الخيطان حسب الجزيرة، أن الأردن يريد من كل ذلك توحيد القوى السنية المشتتة على برنامج سياسي واحد، لهدفين الأول انخراطها في عملية سياسية جديدة بالعراق، أو التحضير لبديل يتمثل في إنشاء إقليم سني شبه مستقل على غرار الإقليم الكردي بالعراق كون هذا الإقليم على حدود الأردن الذي يريد تأمين حدوده وإبعاد تنظيم الدولة (داعش ) نهائيا عنه.
المحلل السياسي الاردني قالها بصراحة ان دور الاردن هو تنسيقي اي انه يقوم بالسمسرة بين دول النفط العربية والعشائر العراقية لانشاء إقليم سني شبه مستقل على غرار الاقليم الكردي .

اذا الاردن والسعودية وقطر وتركيا كلها متأمرة ضد العراق وتريد تقسيمه وتشطيره خدمة لمصالحها ومن أجل ضرب وحدة العراقيين وإثارة الفتنة الطائفية بين الشعب العراقي والاقتتال الطائفي بين مكوناته .

ولكن الاردن خائف من تنظيم داعش الذي نشر خارطة لدولته واعلن الاردن ضمن هذه الخارطة ، ولكن مصادر اعلنت منذ ايام بان العشائر العراقية في غرب العراق المجتمعة الان في عمان، توسطت لدى داعش بان لا يكون الهدف التالي لهذا التنظيم الاردن ولم يعرف هل وافق داعش على الطلب ام لا ؟.

ويعتقد مراقبون بان اجتماع عمان سيتناول أيضا ما يطالب به البعثيون العراقيون وقادة جيش صدام من الهجوم على بغداد للاطاحة بالحكومة الشرعية في العراق وسيطرة حزب البعث بالتنسيق مع تنظيم داعش على بغداد، ذلك ان السعوديين والقطريين وبموافقة تركيا وتعاونها يريدون من المعارضين للعملية السياسية في العراق الانقضاض على الحكومة الشرعية في العراق واسقاطها وتولي البعثيين للحكم ضاربين عرض الحائط جهود العراقيين للتخلص من نظام صدام حسين وزمرته البعثية.

وما مطالبة عزة الدوري باجتياح بغداد الا تحقيقا لاهداف السعوديين والقطريين الذين يمولون هذه العملية ويريدون الاطاحة بالعملية السياسية واعادة العراق مائة عام الى الوراء .

ان الشعب العراقي يدرك المؤامرة ويعرف المتآمرين جيدا ، وسوف يرد عليهم بقوة ، ويحبط مخططاتهم ، وسيكشف الشعب العراقي مؤامرات الدول المتكالبة على العراق والتي لا تريد الخير للعراقيين بل تعمل من اجل تحقيق مصالحها وتعزيز دورها في المنطقة.

شاكر كسرائي