المتحدث عن التهدئة هو شريك للعدو

المتحدث عن التهدئة هو شريك للعدو
الإثنين ٢٨ يوليو ٢٠١٤ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

لا تنشغلوا هذه الايام كثيرا بكثرة الحركة …. انها في هذا السياق قطعا بلا بركة، كل اللاعبين خارج دائرة الدرع الصاروخي للقساميين وسرايا الجهاد انما يجهدون من اجل سرقة النصر ركزوا على معادلة الردع الاهم في تاريخ فلسطين التي صنعها رجال عماد مغنية بايد فلسطينية نظيفة وطاهرة ومقدسة.

لا تعيروا اي اهتمام لاي اسم من الاسماء مهما بدت كبيرة لانها ستظل جميعا اصغر من ظفر واحد من اظافر الشهداء، بيانات تصريحات اتصالات كلمات تهديدات حسابات كلها لا تعني شيئا لصانع القرار الحقيقي في ميدان النزال في غزة، ثمة ثلاث صهيونيات تقاتلنا معا عبر بوابة غزة هاشم صهيونية اليهود وصهيونية الغرب الصليبي وصهيونية الاعراب والثالثة هي الاخطر، كل من يتحدث عن تهدئة مع العدو شريك مع العدو الصهيوني في كل جرائمه، المطلوب من هؤلاء القطع مع السيد والخادم واعلان الدعم المطلق للمقاومين وفتح كل مخازنهم لهم ونقطة اول السطر، كل ما عدا ذلك زيف وسيف مسلط على اهالي غزة وخلاص…

المبادرة المصرية ومن وراءها واشنطن لا يساويان الضحية بالجلاد بل هما طوق نجاة للجلاد، ثمة آخرين يوظفون سفك الدم الفلسطيني في صراع الحصص والنفوذ، وكل الاصوات التي تحدثت عن نضج التسوية كانت تتاجر بالدم الفلسطيني المسفوك بلهجات فلسطينية كانت او عربية او اسلامية او مجتمع دولي لا فرق، الساكنون في القصور والطاعنون لنا في الظهور لم يكن لديهم قرار ولا خبر بساعة قرار اطلاق الصاروخ حتى يتبجحوا اليوم بنضوج التهدئة، ثمة رقم واحد هو من يربك التهدئة «الانسانية» المفتوحة الا وهو معادلة الردع الصاروخي الفلسطيني التي لم يروا منها الا الجزء اليسير، كل فلسطين بطولها وعرضها تحت سيطرة القساميين وسرايا الجهاد وهؤلاء وحدهم هم من سيقطعون اليد التي تجرؤ على توقيع اي توافق او اتفاق تهدئة لا يكرس نصر تموز الفلسطيني، ثمة «عرب» كثيرون شاركوا في تمويل الحرب العدوانية على غزة هكذا يقول صحافيون غربيون، ثمة «اسلاميون» حلموا ولا يزالون باتفاق 25 سنة تهدئة مع العدو من اجل تطويب سمعتهم السياسية و تطهيرها!

ثمة آخرون من فرح وسعد باندلاع هذه الحرب ظنا منه ان النصر قطعا سيكون حليف سيده الامريكي ما اغباكم، ثمة من رأى فيها حرب امريكية اسرائيلية ناجحة على سوريا وايران بعد فشلهم الذريع وهزيمتهم على بوابات الشام، وكان الاجدر بهم لو كان لديهم بصر وبصيرة ان يروها بانها الرد السوري الايراني على محور الصهاينة الثلاثي.

ثمة من يقول ان الحرب المفتوحة قد تكون صارت قاب قوسين او ادنى بين محور المقاومة والمحور الامريكي الاسرائيلي «العربي» المتصهينين ويبدو ان الرعب بدأ يدب في قلوبهم.

غزة دامية نعم… لكنها عزيزة ومقتدرة، ومن لم يمت في الحرب سيموت في اجله في مخدع نومه، فلا تفتحوا لنا صالون تعزية مصطنع ونحن في اوج النصر، حزننا هذا ونعرف متى نقيمه او نقعده ولا دخل لكم بهذا. الحرب قد تنزلق لاوسع دائرة قد تخطر ببالكم او ببالهم، قرار هذا بيد من يده على الزناد واليد الاخرى بعيون المرجفين في المدينة والمنافقين وتجار الدم الفلسطيني، وحتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود خذوا بما تفضل به سيد الكلام في يوم القدس العالمي، هل ترون ما يحصل من حولنا، هل تتابعون ما الذي يحصل في الحرب المفتوحة التي اطلقها رجال عماد مغنية ضد اسرائيل قبل نحو 40 يوما ؟

مطار بن غوريون ـ اللد ـ مشلول، نتنياهو يتوسل جان كيري بإعادة الحياة الى المشلول الاسرائيلي،المغتصبون الصهاينة مصابون بالجنون .. لا يقدرون على النوم … يعيشون رعب تسلل الفدائيين الفلسطينيين وهم يمشون تحت بيوتهم .. ليخرجوا اليهم من اي فجوة نفق، من يحاصر من اذن؟

انه زمن عماد مغنية … يطاردهم، نعم يطاردهم في نومهم ويقظتهم، انه يقض مضاجعهم، وما النصر الا صبر ساعة، وانتم الاعلون … وانتم الغالبون … وانتم من يكتب التاريخ اليوم،ارحلوا عن فلسطيننا ، لن يفتح مطار بن غوريون الا لرحيلكم، استعدوا للهروب الجماعي … انه يوم عودة اصحاب الارض اليها …
فلسطين لنا … والله معنا …
غزة هاشم دامية نعم …واهلها يموتون نعم …..
لكنهم يموتون ورؤوسهم مرفوعة للسماء ….
بالمقابل عدوهم يموت ايضا … لكنه مخذول مدحور.
لا تقولوا ان الحرب هي سبب موتنا … لا … الموت حاصل على قاعدة السنن الكونية … لكل اجل كتاب ….
من مات في الحرب … كان سيموت في هذا الوقت نفسه وهو على فراشه او في طريقه للعمل.

لا تقل لو…. فانها تفتح عمل الشيطان ، بل قل قدر الله ما شاء فعل…. لذلك من يمت في غزة شهيدا مرفوع الجبين في هذه الساعات اشرف له مائة مرة من ان يموت على وسادته مستسلما للموت البطيء.
غزة هاشم اذن ارفعي رأسك عاليا ولا تهني ولا تحزني فانت المنتصرة باذن الله.
وانت القاهرة الظافرة وانت دمشق الشامخة وانت طهران الحرية وانت الضاحية الابية.
سموا الاشياء باسمائها ….

المجرم والمعتدي والقاتل كيري ينام كل ليلة في احدى عواصم بلادي، ارجموه يا جماهير الامة بالحجارة، سدوا المنافذ عليه ولا تجعلوه يخرج من دون محاكمة، ضيقوا الخناق عليه وافضحوه وافضحوا مستقبليه. اكشفوا تفاصيل الزيف والخديعة المتاجرة بالدم الفلسطيني بدعم امريكي وقح ….

اطردوه من ارضنا العربية الطاهرة لا تجعلوه يتحرك بحرية وهو يمارس اخس انواع الغدر والرذيلة، اكشفوا عنه قناعه وقفازاته الحريرية الكاذبة التي تتحدث عن هدنة انسانية طويلة الامد!
انه هو نفسه قاتل محمد ابو خضير الفلسطيني المقدسي المظلوم … انه هو المدافع الصلف عن المغتصب الاسرائيلي الاسير بيد القساميين شاؤول ارون….
امسكوا به حيث ثقفتموه وقدموه للمحاكمة.
اسرائيل سقطت!
هل تتذكرون هذا القول النبوءة لمن؟
انه للسيد عباس الموسوي الامين العام السابق لحزب الله. هل تصدقون اليوم انه كان يتنبأ بما نحن فيه وعليه؟

نعم انا اصدق بل ارى ما قال. اعرف اننا قد لا نسقطها في هذه الجولة بالضرورة. لكن اختبار السقوط المدوي قد حصل … لن تنجو "اسرائيل" بعد هذه الجولة ولا اعرف عدد الجولات المتبقية…

لكن ما اعرفه تماما … ان "اسرائيل" سقطت بالفعل ….لقد اصيبت «الدولة العظمى» بالشلل التام ….والمنازلة الكبرى لم تبدأ بعد.  نم قرير العين يا حاج رضوان واحمد طوالبة ويحيى عياش فقد بلغهم سيد الكلام والامين العام، على القضية والدماء بما يجب ان يتبلغوا به.

*محمد صادق الحسيني/ القدس العربي