هل مازال لواء "أحرار السُنة" صناعة سورية؟

هل مازال لواء
الثلاثاء ٢٩ يوليو ٢٠١٤ - ٠٨:٥٩ بتوقيت غرينتش

في الثالث من شهر تموز / يوليو الحالي أعلن تنظيم لواء احرار السنة – بعلبك" عبر تويتر عن "توكيل مجموعة خاصة من المجاهدين لتطهير إمارة البقاع الإسلامية بشكل خاص ولبنان بشكل عام من كنائس الشرك.. وان هذه المجموعة ستعمل على إستهداف الصليبيين في الإمارة ولبنان لإيقاف قرع أجراس الشرك"، داعياً "الى الابتعاد عن الكنائس حفاظا على سلامة اهل السنة".

هذا التهديد أثار حينه ردود فعل متباينة انطلاقا من تباين التوجهات السياسية للفرقاء في لبنان ، وكالعادة اعتبر جانب كبير فريق 14 اذار وانصاره وأعلامه ان هذا التهديد ليس الا مسرحية من اخراج الاستخبارات السورية بالتعاون مع حزب الله ، لتبرير تدخل الحزب في سوريا والقول للبنانيين ان التكفيريين سيأتون اليكم في كل الاحوال ، بينما ذهب آخرون من نفس هذا الفريق الى نفي وجود مثل هذا التنظيم الارهابي من اساسه ، أذكر ان النائب جمال الجراح قال حينها بالنص:

"أن هذا اللواء وهمي ولا اساس له من الصحة، وهناك من يستعمل هذا الاسم لاهداف سياسية معينة، ولكن لا أعتقد أن لواء أحرار السنّة له وجود أساساً إلا في الاعلام" ، وعندما قيل له ان هذا اللواء سبق وتبنّى عمليات تفجيرية ضد حزب الله ، فقال "هناك أحد يجلس على الانترنت ويشتغل ولكن كما قلت لا شيء إسمه لواء أحرار السنّة لأن معلوماتنا من الناس والاهالي وممن يسكنون المنطقة تدل على ان لا وجود له".

للاسف الشديد مثل هذه المواقف غير المسؤولية للكثير من الاحزاب والشخصيات السياسية و وسائل الاعلام في العراق وسوريا ولبنان ، من الاخطار المحدقة بمجتمعاتها ، ادت الى ازهاق ارواح الالاف من الابرياء ، والى انعدام الامن وانتشار الفوضى ، فكلنا سمع الى حد الملل مقولة ان القاعدة من صُنع ايران ، وان "داعش" و "النصرة" من صُنع سوريا ، وان الزمر التكفيرية في العراق من صُنع الحكومة العراقية ، وان لواء "احرار السنة " من صُنع حزب الله ، وان التفجيرات الانتحارية التي تحصد ارواح المئات من الناس الابرياء يوميا ، واغتيال الشخصيات السياسية والعلمائية ، وتفجير الاسواق والمدارس والمستشفيات والكنائس والجوامع والحسينيات على من فيها ، والقتل على الهوية وتهجير الناس بدوافع طائفية وقومية هي من صُنع الاستخبارات في العراق وسوريا.

لكن وقبل ان ينتهي شهر تموز، كشفت رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في لبنان، الرائد سوزان الحاج ، أنه تم تحديد من يقف خلف حساب لواء "أحرار السنة - بعلبك " على موقع "تويتر" وذلك بعد قرابة اليومين على اقفاله.

حساب لواء أحرار السنة بعلبك على تويتر

واضافت الحاج أن "التحقيقات حدّدت الأشخاص الذين كانوا يديرون الحساب والمنطقة التي كان يدار منها، مشيرة الى أنه سيتم توقيفهم قريباً."

وبعد وقت قصير من تصريحات الحاج وقبل ان ينتهي شهر تموز ايضا ، أنشأ “لواء أحرار السنة - بعلبك” حسابا جديدا على موقع “تويتر” ومنه شن على لسان أميره سيف الله الشياح، هجوماً ضارياً على الحاج مهدداً إياها ووزير الداخلية نهاد المشنوق وجاء فيه: "رداً على التافهة سوزان الحاج لا أنت ولا الجرائم المعلوماتية التي تتباهَين بها قادرين على تحديد أماكن وجودنا وإلحاق الضرر بنا ونصيحتنا لك أن تقومي بمجالسة النساء أمثالك والاهتمام بعائلتك والتوقف عن اللعب بالنار لأنه في حال تم التعرض لأي من عناصرنا سنحول ولاية لبنان في غضون ساعات لكتلة حديد ونار.

أما للمرتد نهاد المشنوق والأجهزة الصليبية التي تصدرت قائمة الاستهداف فنقول:"إنّ توقفنا عن تنفيذ العمليات الجهادية سببه الإعداد الدقيق والمركز من قبل مجاهدينا الأحرار".

في اقل من شهر تبين كذب وسائل الاعلام التابعة لفريق 14 اذار ، وحتى بعض الشخصيات التابعة له ، عندما حاولوا ان يشككوا بتهديد تنظيم لواء "احرار السنة- بعلبك" الارهابي التكفيري عبر الايحاء بوقوف سوريا وحزب الله وراء هذا التهديد لكسب الشارع المسيحي واللبناني الى جانب حزب الله عبر تخويفه من الخطر التكفيري ، الذي مازال وهميا من وجهة نظر الكثيريين من اعضاء فريق 14 اذار وانصاره واعلامه ، بينما غاب عن هؤلاء جميعا ان من يحملون افكارهم من البعثيين وحواضن التكفيريين في العراق ، كانوا  يكذبون وجود اي زمر ارهابية في العراق حتى وهم يحتضنونهم كما فعلوا في الموصل ، فانقلب السحر على الساحر ، وبدأ التكفيريون حرب ابادة شعواء ضد المسيحيين فاستأصلوا نحو 30 الف مسيحي في الموصل وفجروا كنائسهم وسلبوهم املاكهم واموالهم.

ولكن رغم كل ذلك مازال هناك من البعثيين من يكذب حتى عينية ويحمل الحكومة العراقية مسؤولية جرائم "داعش" ، لذا على اللبنانيين اليوم ان يحذروا ، ليس فقط من خطر التكفيريين بل عليهم ان يحذروا اكثر من خطر حواضنهم ومن يكذبون وجود التكفيريين ويحملون الاخرين مسؤولية جرائمهم ، كما فعل البعثيون في العراق بأهل الموصل ، فما كان بمقدور "داعش" ان تدخل الموصل وترتكب الفظائع ضد المسيحيين ، لولا وجود البعثيين الذين احتضنوا "داعش" وكذبوا وجودها ونفوا ان تكون تشكل خطرا على الوجود المسيحي في الموصل.

شفقنا- منيب السائح