حديث من تحت الركام بغزة: ماما أنا كويس !

الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠١٤ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

غزة (العالم) 2014.08.22 ـ لم تكن عائلة اللوح في مدينة ديرالبلح على علم بأنها ستكون المجزرة الأولى بعد هدنة الخمسة أيام.. حيث أن ثمانية من أفرادها وهم رأفت اللوح وزوجته الحامل وأطفاله الثلاثة واثنان من إخوته كانوا وهم نيام على موعد مع الشهادة.

فالقضاء على عائلات بكاملها سياسة انتهجتها حكومة الاحتلال الإسرائيلية منذ بدء العدوان على قطاع غزة. وكانت عائلة اللوح ضحية جديدة من ضحايا المجازر الإسرائيلية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية.
كاميرا العالم زارت منزل العائلة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وبقلب ملؤه الألم قال الجد لمراسلتنا إن "أحفادي تطايروا على منازل الجيران.. وأمهم من شدة هول الصاروخ قذفها على بعد حوالي 200 متر."
هذا وكان كل الشهداء حسب شهادة أقاربهم وجيرانهم من المدنيين.. فرأفت وإخوته يعملون في سوق الخضار.. أما أبناءه أكبرهم عشر سنوات وأصغرهم جنين في رحم أمه. وقالت الجدة إن أعزائها الشهداء كانوا "أبرياء.. مالهم ذنب.. نايمين في بيوتهم بأمان."
هذا فيما رددت أخت الشهيد رأفت وعيناها مغرورقة بالدمع الآية الشريفة "حسبنا الله ونعم الوكيل": حسبنا الله ونعم الوكيل في إسرائيل وفي كل من شد على أيديهم. مبتهلة "يا رب أرنا فيهم يوماً أسود.. وانتقم منهم!" وقالت ودموعها تجري: راح أخوي وزوجته وأطفاله الثلاثة.. في الست سنين وعشر سنين و11 سنة.. مالقوا لهم من أثر!"
ولا تنسى الأم أغرب حديث دار بينها وبين أبناءها.. فالمكان لم يكن على الأرض بل هو حديث من تحت الركام. وقالت الأم أنا كانت تنادي عليهم فيما يغطيهم الرمل والاسمنت والأنقاض "يامحمد يا وفاء يا مؤمن ردوا علي!.. حتى أن ابني محمد الذي استشهد رد علي أن يا ماما أنا بخير.. وأنت؟ وبابا؟ فقلت بابا بخير.. وأنت؟ يقول أنا كويس!"
الجريمة ذاتها ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق ثمانين عائلة منذ أن بدأ عدوانه على قطاع غزة.. ولكن في كل مرة يظل هناك شهود على المجزرة يروون تفاصيلها من جيل إلى جيل.
الجريمة في قطاع غزة بدأها الكيان الإسرائيلي ويكملها المجتمع الدولي.. فأنت لست أمام محتل تخطى القوانين الدولية وحسب بل أمام مجتمع دولي يتعايش مع الجريمة يومياً وكأن شيئاً لم يكن.. ولكن أهل غزة يؤمنون أن الأسى لاينتسى ولايضيع حق خلفه مقاومة.
08.22         FA