أهالي غزة من على ركام منازلهم: صامدون وسوف نعمر ثانية!

الجمعة ٢٩ أغسطس ٢٠١٤ - ٠١:١٣ بتوقيت غرينتش

غزة (العالم) 2014.08.29 ـ يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة العودة إلى الحياة الطبيعية بعد 51 يوماً من العدوان الإسرائيلي. وفي ظل الحصار وانعدام مواد البناء يحاول الفلسطينيون إيجاد مساكن مؤقتة لعائلاتهم على أنقاض منازلهم المدمرة، فيما يعود المزارعون إلى أراضيهم.

وفي حالة واحدة كنموذج على غزة.. وبعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية كل بيوت العائلة وممتلكاتها يعيش الشاب محمد عبيد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة مع زوجته وأطفاله الخمسة في بيت آيل للسقوط كواحد من مئات آلاف منازل الفلسطينيين الذين دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية وشردت أصحابها.
ويشير محمد عبيد في حديثه لمراسلنا أنه وفيما كان قبل القصف يديرون "سوبرماركت ومحل مرطبات ومح بناشر والطرمبهات ومحطة البنزين وكنا مركبين مكان جديد.. فقد رأيتم الغرفة التي أنا ساكن فيها.. استصلحناها ومع أنها آيلة للسقوط وليست آمنة هي الوحيدة التي لقيناها وسكنا فيها أنا والعائلة.. وبرغم هذا صامدون وقاعدون فيها وسنظل حتى يفرجها علينا ربنا!"
وبمعنويات لم تكسرها وحشية وهمجية 51 يوماً من قتل الإسرائيليين للأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة يواصل الفلسطينيون إزالة أكوام الركام وترميم الممكن من المنازل أو استصلاح مساحات لإقامة الخيام أو العرائش الخشبية التي يسترون بها عائلاتهم.. فيما يزينون بيوتهم المدمرة بصور الشهداء.
وقال مواطن غزي آخر وهو يزيل الركام من بيته المهدم "رغم الدم فنحن نعمر وجاهزون.. القدس لنا وسوف نأخذها وبإذن الله سوف تتحرر رغم الدمار والشهداء والجرحى سوف تتحرر فلسطين كلها إن شاء الله!"
وعلى الحدود الشرقية مع الاحتلال يعود المزارعون إلى أراضيهم شرق قطاع غزة مؤكدين حقهم في فلاحة الأرض وتجذرهم فيها ويتعرضون لإطلاق الرصاص الإسرائيلي في خرق سريع للتهدئة.
ويقول أحد المزارعين "سوف نزرع ونعيد إعمارها ثانية.. وكل مايخربوا نعيد الإعمار.. ليست لنا طلعة من هنا هي أرضنا نبقى فيها فما لنا مكان غير غزة.. وأرضنا هذه لن نعطيها.. وكما مات فيها أجدادنا سوف نموت فيها."
وفي ظروف بالغة القسوة والمأساوية يواجه الفلسطينيون تداعيات 51 يوماً من الحرب الإسرائيلية الوحشية والدموية على قطاع غزة يبلسمون جراحاتهم ويحاولون توصيل شرايين الحياة التي قطعتها أسلحة الجو والبر والبحر الإسرائيلية.. ولسان حالهم يقول: هنا باقون كأشجار الزيتون.. باقون شوكة في حلوقكم.. كأننا ألف مستحيل.. حتى انتزاع الحقوق الوطنية وطرد الاحتلال عن كل الأرض الفلسطينية.
08.29                   FA