العالم تنفرد؛ هل تشاورت ايران مع اميركا حول داعش؟

العالم تنفرد؛ هل تشاورت ايران مع اميركا حول داعش؟
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤ - ١٠:٢٣ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم)-31/08/2014- اتهم مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي الولايات المتحدة بايجاد تنظيم داعش للتدخل في شؤون الدول الاسلامية، ونفى اي تشاور بين ايران واميركا حول مواجهة داعش، واكد ان انتصار المقاومة في غزة على كيان الاحتلال هو انتصار للامة الاسلامية كلها، مشددا على ان ايران تسعى لعلاقات جيدة مع كل جيرانها ومنها السعودية.

وقال ولايتي في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية الاحد: من الممكن ان تكون هناك اهداف مشتركة بين ايران والولايات المتحدة في مواجهة داعش، لكن هذا لا يعني ان هناك تفاهما وقرارا مشتركا ومسبقا بين البلدين حول ذلك.

شبه بين داعش وبلاك ووتر

واضاف ولايتي ان ايران تعتبر داعش مجموعة متطرفة وعميلة للاجانب، كما هو حال مجموعة بلاك ووتر الامنية التي اوجدتها اميركا، وتقبض اموالا لقاء قتل الناس، مشيرا الى ان هناك الكثير من الاميركيين والاوروبيين بين عناصر داعش.

واكد مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي: الاميركيون يوجدون مثل هذه المجموعات المتطرفة من اجل خلق ذرائع وحجج للتدخل في الدول الاسلامية.

واشار ولايتي الى قتل داعش للشيعة والسنة وامتناعها عن دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي، وقال ان من الواضح ان هؤلاء مجموعة عميلة، وقد اوجدهم الاميركان ليكونوا ذريعة لها للتدخل في الدول الاسلامية.

وتابع انهم اوجدوا طالبان، والان تقصف طائراتهم باكستان بدون علم واذن الحكومة الباكستانية، ويفعلون ذلك في العراق ايضا، ويريدون ان يفعلوا ذلك في سوريا، لكن سوريا حذرتهم، من انها لن تسمح لطائراتهم بالتحليق في سماءها وانتهاكها بدون اذن منها.

موقف ايران من داعش

اميركا اوجدت داعش لتكون ذريعة بيدها للتدخل في شؤون الدول الاسلامية

وشدد ولايتي على ان موقف ايران مختلف، وانها تواجه داعش لانها مجموعة متطرفة، وامرها مريب، وهي مرتبطة بالاجانب، وتقبض الاموال من دول الرجعية العربية، ومدعومة سياسيا من قبل الغرب، الذي يوجهها بهدف بث الفتنة والتفرقة بين الامة الاسلامية، وتشويه صورة الاسلام من خلال ما تفوم به من اعمال وحشية.

لا تشاور بين ايران والولايات المتحدة حول داعش

ونفى مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي وجود اي تفاهم وتشاور بين ايران واميركا حول ذلك، مضيفا: لا اعتقد ان يتم ذلك في المستقبل ايضا، نظرا لما يحمله الاميركان من اهداف، لان الاميركيين هم من اوجدوا داعش، وقد ذكرت ذلك هيلاري كلينتون في كتاب مذكراتها، باننا نحن اوجدنا داعش، ولهذا كيف يمكن لإيران ان تشاور مع من اوجد داعش، من اجل القيام بخطوات ضد هذا التنظيم.

الانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية

وحول الانتصار الكبير الاخير للمقاومة الفلسطينية قال ان هذا من اعظم انتصارات المسلمين على الصهاينة، حيث تمكن الشعب الفلسطيني بالمقاومة والصمود والشجاعة ان يدير حربا على مدى حوالي خمسين يوما وينتصر،وقد اذعنت اسرائيل لكل الشروط الفلسطينية، وهذا انتصار كبير.

وتابع مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي ان الكيان الصهيوني استفاد من كل امكانياته في الحرب على غزة، كما ان دعم اميركا وحلفاءها له كان كبيرا، لكن ولاول مرة تمكن الفلسطينيين من الصمود لمدى خمسين يوما، ويوجدوا معادلة الردع، النار مقابل النار.

ايران وانتصار المقاومة الفلسطينية

وفيما يتعلق بدور ايران في ذلك قال: الصديق والعدو باتوا يعرفون بان الاسلحة التي استخدمها الفلسطينيون، كثير منها تم تقديمه من قبل ايران لهم، او ساعدت ايران في ان يتمكنوا من تصنيعها، وقد اكد ذلك قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة سواء حماس او الجهاد.

واوضح مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي: السيد عماد الاعلمي اعلن اننا استلمنا صواريخ "والفجر" من ايران، كما ان السيد زياد النخالة نائب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله صرح ايضا باننا استلمنا هذه الاسلحة من ايران، ولا توجد اي دولة اسلامية اخرى تتمتع بهذه الجرأة لتقول بانها ساعدت الفلسطينيين، لانهم يعلمون ان فعلوا ذلك فسيتعرضون لعقوبات من قبل حماة الكيان الاسرائيلي، لكن ايران ليست قلقة من ذلك ابدا.

لا تشاور مع اميركا حول داعش، والعالم عرف حسن نوايا ايران في الملف النووي

واشار ولايتي الى ان دعم القضية الفلسطينية من قبل الثورة الاسلامية بدأ منذ اندلاعها بقيادة الامام الخميني رضوان الله عليه حوالي العام 1961،  مؤكدا انه لو لا مساعدة ايران لم يكن هناك اي امكانية لحصول الفلسطينيين على صواريخ بهذه المديات البعيدة ودقة التصويب العالية، ولم يتمكن الفلسطينيون من الصمود فضلا عن تحقيق انتصار.

رصانة قوة الدفاع الايرانية

وحول اسقاط طائرة التجسس الاسرائيلية على يد قوات الدفاع الايرانية قال مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي ان اسقاط الطائرة بدون طيار هذه بين ان منظومات الدفاع الايرانية على اهبة الاستعداد، وتعمل بشكل ذكي وبحساسية بالغة ودقة عالية، مشيرا الى انه قبل ذلك كان الفلسطينيون قد ارسلوا طائرة بدون طيار الى الاراضي المحتلة وقامت بتصوير مختلف المناطق في كيان الاحتلال، ولم يكن ذلك ممكنا الا بمساعدات ايران المباشرة وغير المباشرة.

واوضح ولايتي: ان اسقاط الطائرة الاسرائيلية كان درسا جيدا للاسرائيليين ليعلموا ان سماء ايران ليست مباحة ومفتوحة لهم، وان ايران تتمتع بمنظومات دفاعية واسعة ومتطورة.

لا تغيير في استراتيجية ايران حيال العراق

واشار الى التغييرات الحاصلة على مستوى الحكم في العراق، وقال انه لا تغيير في استراتيجية وموقف ايران حيال العراق، معتبرا ان ايران ترحب بتكريس الديمقراطية، وان يختار الشعب العراقي حكومته.

واضاف مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي: ان التوافقات بين الاطراف السياسية العراقية رغم خلافاتهم ادت الى تسمية السيد حيدر العبادي وتكليفه بتشكيل الحكومة، منوها الى ان العبادي يتمتع بماض نضالي مشرف، وهو انسان متدين، وحريص على استقلال وتقدم العراق، كما ان نوري المالكي قدم خدمات جليلة للعراق.

واكد ولايتي: نحن كبلد جار للعراق، نتمنى سعادة الناس في هذا البلد، وكل ما يقرره الشعب يكون محترما بالنسبة لنا، منوها الى ان سياستنا هي حسن الجوار، ومساعدة هذا البلد في اي وقت يحتاج لذلك، كما اننا ندافع عن سيادة هذا البلد، وندعمه في مواجهة القوى السلطوية.

واوضح مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي ان من ثوابت سياسة ايران حيال العراق الحفاظ على سيادته، ومنع تقسيمه، ومن اجل ذلك يجب ان نحتفظ بعلاقات جيدة مع كل المكونات العراقية من كرد وشيعة وسنة.

زيارة ظريف الى كردستان العراق

وحول الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الايرانية الى كردستان العراق قال ولايتي : لقد قضى البارزاني سنين في ايران في زمن النضال والمعارضة، وحظي بدعم الجمهورية الاسلامية، والسيد ظريف زار كردستان وايضا بغداد والنجف الاشرف، والتقى المراجع العظام، ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية والبرزاني.

واضاف: ان الزيارة كانت مفيدة جدا، من اجل ان نقول لكل الاطراف الاقليمية والدولية والنافذة في العراق باننا مع كل الاطراف في الساحة العراقية، ونريد علاقات معهم، من اجل دعوتهم الى الوحدة، ولذلك التقى ظريف بكل من آية الله السيستاني، والمالكي والجعفري والحكيم والعبادي والبرزاني وغيرهم.

زيارة اميرعبد اللهيان الى السعودية خطوة ايجابية

وحول زيارة مساعد الخارجية الايرانية حسين اميرعبد اللهيان مؤخرا الى السعودية قال مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي: لا شك ان هذه الزيارات المتبادلة لها تأثير ايجابي، ونحن والسعودية جيران، وهناك تبادل للزيارات بين البلدين، والمسؤولون السياسيون في البلدين يتبادلون الزيارات بينهم، كما ان مواطنينا بذهبون الى الحج، وشيعة السعودية يأتون لزيارة مرقد الامام الرضا عليه السلام في ايران، واضافة الى الجوار، لدينا دين مشترك، وتاريخ مشترك، وسياسة الجمهورية السلامية قائمة على حسن الجوار مع الجيران ومنهم السعودية.

واعرب ولايتي عن امله في ان يتمكن البلدان من التغللب على التوترات التي تحصل احياناـ وان تعود العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها، ويعود حسن الجوار بينهما.

ايران اثبتت حسن نواياها في المفاوضات مع 5+1

وزير الخارجية وفريق التفاوض الايراني ابلوا حسنا في المفاوضات النووية الصعبة، وهي في اطار توجيهات القائد

وحول اداء وزير الخارجية واعضاء فريقه في المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 قال ولايتي: السيد ظريف وزملاءه بذلوا كل ما بوسعهم، وهم يتفاوضون في الاطار الذي وضعه سماحة قائد الثورة الاسلامية، وكانوا ناجحين فيها.

وتابع: انها ليست مفاوضات سهلة، ولكن هناك امل في ان تتخذ خطوات الى الامام في جولتها المقبلة، وذلك طبعا اذا ما اتسم تعامل الطرف الاخر اي الولايات اللمتحدة وحلفاءها بالواقعية، انهم يجب ان يكونوا قد ادركوا بأن ايران لن تتنازل عن انشطتها السلمية النووية، واذا ما قبلوا بذلك كل الامور يمكن حلها.

واكد مستشار قائد الثورة الاسلامية في العلاقات الدولية علي اكبر ولايتي: انا اعتبر المفاوضات النووية امرا غاية في الاهمية والحساسية، والجهود المبذولة حتى الان، اثبتت على الاقل للعالم حسن نوايا ايران وانها لا تنوي الا الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، والجهود التي بذلاها الاميركان وحلفاءهم من قبل ضد ايران وادعوا فيها انها تريد صنع السلاح النووي قد تم افشالها، وقد عرف الرأي العام العالمي ان نوايا ايران حسنة ولا تريد الا الاستفادة السلمية من الطاقة النووية.

ايران وروسيا، علاقات آخذة في التطور

وحول الزيارة المزمع القيام بها من قبل الرئيس حسن روحاني الى روسيا والعلاقات بين البلدين ، قال : العلاقات بين ايران وروسيا تتقدم الى الامام، وهذا يمكنه ان يكون منطلقا للتحول في المعادلات الاقليمية.
MKH-31