الفرق بين "داعش" و "النصرة" كالفرق بين الذئب والسرحان

الفرق بين
الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠١٤ - ٠٨:٠٨ بتوقيت غرينتش

المتتبع للاعلام السعودي والقطري، وخاصة قناتي "العربية" السعودية و "الجزيرة" القطرية هذه الايام، يلاحظ وبشكل لافت، محاولات محمومة لتسويق فكرة مستحيلة للرأي العام العربي والاسلامي،

مفاد هذه الفكرة ان "جبهة النصرة" ليست مثل"داعش"، وان هناك فرقا جوهريا بين التنظيمين، بهدف خلق هامش أمني لـ"النصرة"، وابعادها قدر المستطاع عن "داعش"، التي أصبحت رمزا للدمار والفوضى والفتن.

ان الهدف من تسويق الاعلام السعودي والاعلام القطري "للنصرة" ، على انها فصيل "ثوري" من فصائل "المعارضة السورية المسلحة" ، وانها تقاتل في سوريا من اجل "الحرية" و"الديمقراطية" و "التعددية" و "الكرامة الانسانية" ، هو التغطية على الكذبة المسماة بـ"الجيش الحر" ، والتي روجت لها السعودية وقطر منذ اربعة اعوام ، وتبين فيما بعد انه ليس سوى مجموعات تكفيرية ارهابية من امثال "النصرة" و " داعش".

وفي حال تم وضع "النصرة" في كفة واحدة الى جانب "داعش" حينها ستنكشف الخدعة الكبرى التي ساهمت في صياغتها دول اقليمية ودولية في مقدمتها السعودية وقطر وتركيا وامريكا وفرنسا وبريطانيا، وادخلت بسببها سوريا وشعبها والمنطقة في نفق مظلم.

عناصر داعش الارهابية في العراق

كما يحاول الاعلام في السعودية وقطر من وراء تسويق "النصرة"، التغطية على الدور التخريبي والتدميري لهذين البلدين في سوريا، ففي حال تأكد أن "النصرة" ليست سوى "داعش" وليس هناك من تمايز بين التنظيمين التكفيريين القاعديين الوهابيين، سوى الاسم، عندها سيكون على السعودية وقطر ان تتحملا المسؤولية كاملة عما اصاب سوريا من كوارث بسبب الدعم المالي والتسليحي والاعلامي لزمر إرهابية تكفيرية مثل "النصرة" و "داعش".

النافذة التي تحاول السعودية وقطر التسلل منها للهروب من ورطة سوريا ودعمها للارهاب ، هي تمسكها بشماعة عدم تمدد "النصرة" في العراق وبقائها في سوريا ، على النقيض مما فعلت "داعش" ، الا ان الحقائق على الارض لا تؤيد مثل هذه الفكرة ، ف"النصرة" هي اكثر تمددا من "داعش" في ارض العرب والمسلمين ، لانها تمثل جناح القاعدة الرسمي في سوريا ، بشهادة زعيم القاعدة ايمن الظواهري وخطابات المدعو ابو محمد الجولاني "امير النصرة" ، والمعروف ان القاعدة هو تنظيم دولي ينشط في مناطق عديدة من العالم.

عناصر جبهة النصرة في سورية


ان التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة لا سيما العراق وسوريا ، كشفت الكثير من خيوط المؤامرة التي احيكت في ليل ، ضد العراق وسوريا ، من قبل دول خليجية وغربية ، ولكن "مكروا ومكر الله " ، فانقلب سحرهم عليهم ، وافسدت الزمر الارهابية بتطرفها واجرامها ، مخططات اسيادها في الرياض والدوحة وانقرة وواشنطن وباريس ولندن، الذين اخذوا اليوم يتلاومون ، ويلقي كل واحد منهم مسؤولية ما جرى على الآخر من فظائع ارتكبها التكفيريون في العراق وسوريا.

المتتبع لأداء الإعلام السعودي والقطري يشعر بثقل الجهد غير المتعارف الذي يضطلع به هذا الاعلام ، لانه يحاول أن يقنع المخاطب أن بالامكان ترويض الذئاب المفترسة، او ان شدة الافتراس تختلف بين الذئب والسرحان ، وهي مهمة تكشف ذيلية وعبثية السياسة السعودية والقطرية .

منيب السائح - شفقنا