التونسيون يصوتون لاختيار أول رئيس عبر الانتخاب بعد الثورة

التونسيون يصوتون لاختيار أول رئيس عبر الانتخاب بعد الثورة
الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

فتحت مراكز الاقتراع ابوابها اليوم الاحد، امام الناخبين التونسيين للادلاء باصواتهم في اول انتخابات رئاسية بعد الثورة، وسط اجراءات امنية مشدة حيث نشرت السلطات عشرات الاف من الشرطيين والعسكريين لضمان امن العملية تحسبا لهجمات قد يشنها متشددون.

ودعي اكثر من 5 ملايين ناخب تونسي لاختيار الرئيس من بين 22 مرشحا. وينتهي التصويت مساء اليوم، على ان تعلن النتائج النهائية في 26 من الشهر الجاري. وسيتولى المرشح الفائز رئاسة تونس لولاية مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

وقالت وكالة رويترز ان السباق الرئاسي يحتدم بين مسؤول سابق في عهد بن علي وناشط حقوقي يقول إن الانتخابات فرصة لمنع عودة أنصار النظام القديم.

وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على نهاية حكم الحزب الواحد في عهد بن علي أصبحت تونس نموذجا للتحول للمنطقة من خلال وضع دستور جديد وتفادي الاضطرابات التي تواجه جيرانها.

وتأتي انتخابات يوم الأحد بعد انتخابات عامة جرت في شهر أكتوبر تشرين الأول فاز فيها الحزب العلماني الرئيسي نداء تونس بمعظم المقاعد في البرلمان متفوقا على حزب النهضة الإسلامي الذي فاز في أول انتخابات حرة شهدتها تونس في 2011.

وأصبح التوافق بين المتنافسين العلمانيين والإسلاميين شعار النجاح السياسي لتونس ولكن صعود مسؤولي النظام السابق يثير قلق المنتقدين الذين يقولون إنهم يخشون أن تكون عودتهم نكسة لثورة 2011.

ويعد زعيم نداء تونس الباجي قائد السبسي وهو مسؤول سابق في نظام بن علي يبلغ من العمر 87 عاما أحد المرشحين الأوفر حظا للفوز إلى جانب منافس رئيسي هو الرئيس الحالي المنصف المرزوقي الذي يحذر من صعود شخصيات من عهد نظام الحزب الواحد مثل السبسي.

ويقول السبسي ومسؤولون آخرون من نظام بن علي إنهم لم يتلطخوا بالفساد وانتهاكات النظام السابق. ويطرحون أنفسهم بوصفه أكفاء يتمتعون بمهارات لمساعدة تونس.

ويعتقد محللون كثيرون إنه لا السبسي ولا المرزوقي سيحصل على أصوات تكفي لتفادي خوض جولة ثانية في ديسمبر كانون الأول.

وسيتم تشكيل حكومة جديدة برئاسة حزب نداء تونس بعد انتخابات الرئاسة. ولكن التفوق بفارق ضئيل على حزب النهضة في البرلمان يعني إجراء مفاوضات شاقة بعد الانتخابات بشأن تشكيل الإدارة الجديدة.

ولم يقدم حزب النهضة مرشحا ولم يدعم أحدا في انتخابات الرئاسة ولكن أنصاره سيكونون المفتاح لنتيجة الانتخابات.

وستواجه الحكومة الجديدة برنامجا صعبا من الاصلاحات الاقتصادية التي تتسم بالحساسية السياسية لتعزيز النمو وتوفير فرص عمل بالإضافة إلى معالجة التهديد الذي يمثله المتشددون  والذي ظهر بعد ثورة 2011.