زوجتا البغدادي والشيشاني في قبضة الجيش اللبناني .. ماذا لو كان العكس؟

زوجتا البغدادي والشيشاني في قبضة الجيش اللبناني .. ماذا لو كان العكس؟
الأربعاء ٠٣ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٧:٣٥ بتوقيت غرينتش

لم يأنف التنظيمان الارهابيان التكفيريان "داعش" و "النصرة" ، خلال عمرهما الاسود ، عن ارتكاب ابشع واشنع ما يمكن ان يخطر في عقل اكثر الناس اجراما وسادية وحقدا ، كالذبح والصلب واكل القلوب والاكباد البشرية وذبح الاطفال واغتصاب النساء وحرق الناس احياء وتقطيع اوصالهم والتمثيل بالجثث ونبش القبور ، واعدام الاسرى ، وهي افاعيل لا تفعلها الوحوش الكاسرة مع ابناء جنسها.


 خسة ونذالة عناصر "داعش" و "النصرة" ، تعدت حتى ممارسات وسلوكيات المجانين والمرضى النفسيين ، الى الحد الذي ، اعتبر البعض انهم هؤلاء التكفيريين بيضوا وجوه التتار والمغول ، فالتتار والمغول كانوا قساة مع الاخرين وليسوا مع ابناء جلدتهم ، كما كانوا لا يدعون انهم يسعون الى اعلاء كلمة الله ويرفعون شعار دين الهي عظيم.

الجميع راى كيف قتلت "النصرة" جنديا لبنانيا باطلاق النار على راسه وهو موثق اليدين ، كما راى الجميع كيف ذبحت "داعش" جنديين لبنانيين بعمر الورود ، لا لشيء الا للضغط على السلطات اللبنانية لاطلاق سراح رفاقهم في الجريمة والقتل من سجون لبنان وسوريا ، بينما هؤلاء الجنود لم يحاربوا "داعش" في سوريا او اي مكان في العالم ، بل على العكس انهم كانوا داخل لبنان وفي بلدة عرسال ، فجاء الارهابيون من "داعش" و"النصرة" من سوريا الى لبنان ، وتعدوا على الجيش اللبناني وقاموا باختطاب بعض الجنود وعادوا الى من حيث اتوا.

ومنذ ذلك الحين وهذان التنظيمان الارهابيان ، يضغطان على اهالي الجنود المخطوفين عبر بث افلام واشرطة عن تهديدات بذبح الجنود اللبنانيين ، اذا لم ترضخ السلطات اللبنانية لمطالبهم.

اليوم تاتي الاخبار من لبنان لتؤكد إن الجيش اللبناني ألقى القبض على زوجة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في لبنان مع ابنتها التي تبلغ من العمر 10 سنوات.

وقال مصدر قضائي لبناني إن التحقيقات مستمرة مع سجى الدليمي، إن المعلومات التي توفرت حتى الآن ترجح أنها زوجة البغدادي بنسبة عالية.

ومن لبنان ايضا ، اعلنت مصادر امنية لبنانية ان الجيش اللبناني اوقف زوجة قيادي بـ"جبهة النصرة" هو انس شركس المعروف ب"ابو علي الشيشاني"  وشقيقها راكان في بلدة زغرتا المحاذية للحدود السورية.

وقال مصدر أمني لبناني، أن راكان شقيق زوجة الشيشاني ، له علاقة بقضية العسكريين المختطفين لدى "النصرة" و"داعش" في محيط بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية منذ أغسطس/آب الماضي.

ترى كيف سيكون تعامل الجيش اللبناني مع زوجتي البغدادي والشيشاني؟ رغم ان هاتين السيدتين ليستا سيدتين عاديتين بل تعتبران عنصران نشطان في هذين التنظيمين التكفيريين ، فالدليمي اطلق صراحها في صفقة معلولا ، وهي زوجة البغدادي ومقربة جدا من قيادات هذا التنظيم ، وزوجة الشيشاني وشقيقها هما ضمن المجموعة التي اختطفت الجنود اللبنانيين او من الدائرة الضيقة لهذا التنظيم الارهابي المسؤول عن اختطاف الجنود اللبنانيين.

ترى هل سيتعامل الجيش اللبناني مع زوجتي البغدادي والشيشاني بذات الاسلوب الذي تتعامل "داعش" و "النصرة" مع اسراهما ، الذين يذبحونهم صابرين امام الكاميرا؟، هل سيتعامل الجيش اللبناني مع زوجتي البغدادي والشيشاني كما تتعامل "داعش" والنصرة" مع نساء العراق وسوريا عندما باعوهن في الاسواق كالاماء ؟، اليس من حق الجيش اللبناني ان يستخدم هذا الصيد الثمين باي شكل كان ، لتحرير جنوده من قبضة هؤلاء التكفيريين؟.

من المؤكد ان الجيش اللبناني سوف لن يتعامل مع زوجتي البغدادي والشيشاني ، كما تعامل البغدادي والشيشاني مع نساء العراق وسوريا ، لسبب بسيط وهو ان الجنود اللبنانيين رجال ابطال شرفاء اصحاب غيرة وحمية ، فهم مسلمون ومسيحيون يحملون في قلوبهم نور الايمان ، تربوا على موائد اسر كريمة ، وكبروا في بيوت معمورة بحب الخير ، رضعتهم امهاتهم حب الوطن والانسان مع اللبن ، لم ولن يكونوا ذباحين صلابين نباشين مغتصبين مجرمين مرضى حاقدين على كل شيء ، كما هم افاقي "داعش" و "النصرة".

ترى ماذا لو كان العكس هو الذي وقع ؟، ان تأسر "داعش" و "النصرة" لا سمح الله زوجات قيادات عسكرية او سياسية في لبنان  ، ترى كيف سيكون تعامل هؤلاء التكفيريين معهن ؟ ، لا اعتقد ان المرء بحاجة لوقت طويل للرد على هذا السؤال ، فالاناء ينضح بما فيه ، فمن المحال ان تفوح من المياة الاسنة روائح طيبة ، ولكن اعتقال زوجتي البغدادي والشيشاني ، سيتحول يوما ما الى قصة تحكيها الاجيال في حكايات  الصراع الابدي بين الخير والشر وبين النور والظلام وبين العزة  والخسة وبين الكبرياء والدناءة.

* سامح مظهر/ شفقنا