من مصلحة النظام البحريني إطلاق سراح الشيخ علي سلمان

من مصلحة النظام البحريني إطلاق سراح الشيخ علي سلمان
الثلاثاء ٠٦ يناير ٢٠١٥ - ٠٢:٤٢ بتوقيت غرينتش

كما كان متوقعا، لم تطلق السلطات البحرينية سراح الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان المعتقل منذ 28 كانون الاول/ ديسمبر 2014، حيث أمرت الاثنين 15 كانون الثاني / يناير، بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق.

توقع عدم اطلاق سراح الشيخ سلمان، لم يكن رجما بالغيب، بل جاء انطلاقا من رؤية النظام البحريني للمشاكل التي تواجهها البلاد، وهي رؤية مؤطرة بالكامل بالحل الامني، فالنظام لم يخرج بعد، رغم مرور تسعة ايام على اعتقال الشيخ سلمان، بنتيجة يمكن ان تساعده على قياس ردود الافعال الشعبية اذا ما تم الحكم على الشيخ بفترة اطول، والمديات التي يمكن ان تصل اليها ردود الافعال تلك، لذلك امر النظام بتمديد فترة الاعتقال، لتتضح له مختلف ابعاد المشهد الامني في البلاد، وعلى ضوء هذا المشهد سيتصرف مع قضية الشيخ سلمان.

ليس خافيا تهافت مسرحية الاتهامات التي الصقتها السلطات البحرينية بالشيخ علي سلمان، فالجميع يعرف ان الامين العام لجمعية الوفاق الوطني من اكثر زعماء المعارضة البحرينية حرصا وتاكيدا على سلمية الحراك الشعبي، بل ما انفك يؤكد على الطابع السلمي للحراك حتى وهو وراء القبضان، كما نقلت عنه زوجته السيدة علياء رضي. فهذه المسرحية جاءت للتغطية على انتقام النظام من الشيخ سلمان، لدوره المؤثر في افشال الانتخابات البرلمانية، التي عرّت النظام امام العالم أجمع وكشفت عن حجمة الحقيقي على الصعيد الشعبي.

ان الاعتقال الانتقامي للشيخ سلمان من قبل السلطات البحرينية، جاء ليؤكد كذب كل الضجة الاعلامية، والتي شارك في صناعتها النظام وجهات دولية تدعي الحيادية واحترام حقوق الانسان وفي مقدمتها بريطانيا، حول الانتخابات البرلمانية النزيهة!!، والمشاركة الشعبية الواسعة!!، كما جاء ليؤكد في المقابل قدرة المعارضة البحرينية على قيادة الحراك الشعبي السلمي، بالشكل الذي يسحب البساط من تحت اقدام النظام وكل داعميه الدوليين والاقليميين.

ان الحقائق على الارض تؤكد بما لا يقبل الشك، ان حفاظ الحراك الشعبي البحريني على طبيعته السلمية وعدم انجرار المعارضة البحرينية لمواجهة مسلحة مع النظام، رغم كل البطش والقمع الذي مارسته السلطات البحرينية، المدعومة بقوات سعودية واماراتية ومرتزقة من مختلف انحاء العالم، على مدى الاعوام الاربعة الماضية، يعود الفضل فيها الى حكمة وعقلانية قادة المعارضة البحرينية وبينهم الشيخ علي سلمان.

في مقابل الموقف الحكيم والوطني المسؤول للمعارضة البحرينية وشخص الشيخ علي سلمان، هناك موقف بات واضحا للسلطات البحرينية يعتمد المواجهة والصدام والعنف، بل تحاول السلطات، انطلاقا من حسابات خاطئة، استفزاز المعارضة بشتى الطرق، لدفعها الى المواجهة المسلحة!!.

النظام البحريني مازال عاجزا عن فهم خطورة الاجراء الذي اقدم عليه والمتمثل باعتقال شخصية كبيرة بحجم الشيخ على سلمان، ومرّد هذا العجز يعود الى شربه الحل الامني حتى الثمالة مدفوعا بتحريض وتشجيع ودعم انظمة اقليمية ودولية على رأسها السعودية وبريطانيا، دون ان يأخذ بنظر الاعتبار الحجم الحقيقي للمعارضة الشعبية، وتأثير زعماء هذه المعارضة على الشارع البحريني، والحجم الحقيقي له، اي النظام، وحجم شعبيته، وهذه المؤشرات هي وحدها الكفيلة لتغيير النظام السياسي في اي بلد من البلدان، ولا اثر للعامل الخارجي، مهما كان قويا، على عملية التغيير هذه، فالتجارب التي مرت بها شعوب المنطقة، التي انتفضت على حكامها، خير دليل على هذه الحقيقة، فلم يعصم الحكام قربهم، بل ولا حتى ارتماءهم في احضان اميركا وبريطانيا، من شعوبهم، التي ثارت لحماقات ارتكبها هؤلاء الحكام وهم سكرى الطغيان والاستبداد.

على النظام البحريني الا يجازف اكثر مما جازف لحد الان، ومن مصلحته ان يسارع الى اطلاق سراح الشيخ علي سلمان فورا ودون ابطاء، والا يكرر اخطاء انظمة انهارت وبسرعة لم يتصورها احد، لاستفزازها شعوبها، كما يستفز هو الان شعبه باعتقال احد اكبر رموزه الوطنية.
ماجد حاتمي - شفقنا