معصوم: إيران أول دولة ساعدت العراق بعد اعتداء داعش

معصوم: إيران أول دولة ساعدت العراق بعد اعتداء داعش
الأحد ٠١ فبراير ٢٠١٥ - ٠١:١٩ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم أن إيران كانت أول دولة شرعت في تقديم المساعدات للشعب العراقي بما فيها المساعدات الإنسانية والطبية والغذاء والسلاح والعتاد بعد اعتداء جماعة داعش على مناطق بالعراق.

وفي حوار مع صحيفة "إيران" وحول التواجد الإيراني في الميدان أكد الرئيس العراقي أن تواجد الإيرانيين في العراق مقتصر على تقديم الإرشادات والمشورة اللازمة كباقي المستشارين من البلدان الأخرى، منوهاً إلى أن هذا التواجد كان بدعوة من الحكومة العراقية.
ورداً على سؤال فيما إذا حاول العراق لعب دور بشأن الوساطة بين إيران وأميركا لحل جزء من الخلافات الموجودة بينهما على ضوء العلاقات المتينة للعراق مع الجانبين الإيراني والأميركي، شدد معصوم على أنه لن يسمح للعراق أن يكون منطلقاً لعمليات ضد إيران، كما لن يسمح لأن تؤثر الخلافات بين أميركا وإيران على الداخل العراقي.
واستعرض العلاقات التاريخية والمصالح والحدود المشتركة الطويلة بين إيران والعراق، كما أشار إلى أن: أميركا أيضاً هي الدولة التي حررت العراق من قبضة صدام حسين الذي كان يمثل خطراً على مستوى المنطقة. مؤكداً على ضرورة أن تكون علاقات العراق مناسبة مع أميركا ومع إيران في نفس الوقت.
كما أكد أن العراق يسعى إلى تأسيس علاقات متوازنة مع كافة دول المنطقة والعالم خاصة مع إيران وأميركا. منوهاً إلى أن الخلافات بين إيران وأميركا تتركز على الملف النووي الذي يتطلب أرادة جادة من الجانبين من أجل التقارب "وعندها يمكن للعراق أن يبذل الجهود لتقريب وجهات النظر بين الطرفين."
وتابع الرئيس العراقي قائلاً إن: العراق تحدث مع أميركا بهذا الشأن وعندها قالت أميركا على لسان جو بايدن (نائب الرئيس الأميركي) إن مشكلتنا الرئيسية مع إيران هي القضية النووية وعند حل هذه القضية فإن حل بقية المشاكل ستكون سهلة.
وأضاف: كما قال بايدن آنذاك إن العراق بإمكانه المساعدة في هذا المجال حيث أن الإدارة الأميركية لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران أو معاداة الحكومة الإيرانية.
واستطرد قائلاً: لقد أبلغنا هذه الرسالة إلى إيران وأكدنا بإن العراق لا يرغب في حدوث مشاكل لإيران أو أن يتعرض أمنها لأي تهديد، وأن العراق يرغب بحل كافة القضايا الموجودة عبر الحوار والمباحثات لأن إيران دولة مهمة في المنطقة.
وفيما إذا كانت الخلافات بين إيران وأميركا تقتصر على الملف النووي، أكد معصوم أن: الملف النووي هو القضية الرئيسية بين إيران وأميركا، لكن هناك خلافات أخرى مثل سوريا وحزب الله لبنان أو العراق أيضاً، لكنها ليست أساسية، حيث أنه إذا تم حل القضية النووية، فإن الكثير من الخلافات الأخرى سيتم حلها.
وحول الأوضاع الحالية في سوريا، أكد معصوم أنه: يجب القضاء على تنظيم داعش في أي مكان كان، سواء في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر، لأن داعش يمثل تهديداً للمنطقة برمتها.
وحول مستقبل سوريا، أكد الرئيس العراقي أن: الأمر يعود بالكامل للشعب السوري، لكن القتال ضد داعش يجب أن يستمر، فلو تم القضاء عليه في العراق وبقي في سوريا، يجب مواصلة محاربته لأن سيبقي يمثل تهديداً على جميع المنطقة، وبعد القضاء على هذا التنظيم، فإن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره بنفسه، وقد أبلغنا تركيا بذلك وأكدنا لها أننا لسنا ضد النظام السوري ولن ندافع عنه كذلك لكننا ضد تنظيم داعش في أي مكان كان.
ونوه رئيس جمهورية العراق إلى انه حتى السعودية وتركيا قد وصلتا إلى قناعة بأن جماعة داعش تمثل الخطر الأول للمنطقة. ودعا معصوم تركيا إلى تعزيز الرقابة على حدودها لمنع عبور الإرهابيين أو تقديم التسهيلات، منوهاً إلى أنه لا يتهم تركيا بصورة مباشرة بأنها تدعم جماعة داعش.
وحول مستقبل داعش أوضح معصوم أنه: بالإمكان القضاء على هذا التنظيم من الناحية العسكرية في غضون أشهر وتحرير المدن التي سيطر التنظيم عليها، لكن محاربة الفكر والتوجه الفكري لهذا التنظيم يتطلب وقتاً طويلاً لاجتثاثه.
وفي جانب آخر من المقابلة تطرق الرئيس العراقي إلى الحديث عن انخفاض أسعار النفط وتأثير ذلك على العوائد النفطية التي يعتبر العراق في ظل الظروف الراهنة في أمس الحاجة إلى زيادتها، فقال: نحن الآن نواجه مشاكل عديدة، وهذه المشاكل لا تحل ما لم يعاد بناء الجيش وقوات الأمن والذي يتطلب ميزانية عالية، كما أننا في حالة حرب مع داعش مضافاً إلى ذلك المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي في تأمين حاجاته الضرورية؛ وهذه كلها تتطلب المزيد من المال لكي يتم التعامل معها وحلها، وقد تزامن ذلك كله مع انخفاض أسعار النفط ما سبب انخفاض العائدات النفطية.. إن العراق بلد ثري لكنه يمر اليوم بمرحلة حرجة وصعبة نأمل تجاوزها وعبورها لنصل إلى بر الأمان.
وحول الخطط التي وضعها العراق لمواجهة هذه المشكلة أشار إلى التجربة الإيرانية والمتمثلة في تطوير الزراعة والسياحة والوصول للاكتفاء الذاتي في الكثير من المجالات.
وأشار إلى أن أزمة انخفاض أسعار النفط لها أسباب سياسية خاصة: وإذا كان السبب هو التضاد والمنافسة بين بعض الدول فإن ذلك سيكون في ضررنا. واستطرد بأنه يقصد التضاد والتنافس المحتدم بين إيران والسعودية، "فالعراق ليس طرفأ في الموضوع لكنه يتضرر من ذلك."