في يوم المرأة: الجبارة الجبّارة!

في يوم المرأة: الجبارة الجبّارة!
السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥ - ٠٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

"الأشجار تموت واقفة"، هكذا استشهدت مستشارة محافظ صلاح الدين في العراق أمية الجبارة (45 عاماً).

الأشجار تنغرس جذورها في الأرض واقتلاعها من التربة يعني موتها، وهذا كان مصير الجبارة. في 22 حزيران الماضي، أنهت حياة أمية رصاصة قناص في ناحية العلم، المنطقة التي سقطت في يد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في التاسع من الشهر ذاته. دخل التنظيم الإرهابي إلى ناحية العلم، فكانت الجبارة جبّارة في المواجهة والتصدي. رفضت سليلة عشيرة الجبور، المرموقة والغنية، الخروج من منطقتها قبل تحريرها أو الشهادة.

والدها، الشيخ ناجي الجبارة شيخ عشيرة الجبور في ناحية العلم، اغتاله تنظيم "القاعدة" في العام 2006. عمّها، عبدالله جبارة، استشهد خلال الهجوم على مجلس محافظة صلاح الدين في العام 2012 كما استشهد اثنان من اخوتها أيضاً على يد الإرهاب ذاته.

مثَّلت أمية (أم عمر) العراق في عدد من المحافل الدولية، ونشطت في المجال الاجتماعي فكانت تقوم بإيصال المساعدات إلى النازحين بنفسها، وظهرت في شريط مصور وهي تغني مع رفاقها "الديره لما يثقل حملها.. ما لها إلا أهلها".

المحامية، التي تركت أربعة أطفال، حملت السلاح لتواجه "داعش" وتلاحق إرهابييه. وبعد استشهادها أسّس رفاق السلاح "قوة الشهيدة أمية الجبارة" المنضوية تحت مظلة الحشد الشعبي الذي يخوض معارك طاحنة ضد إرهابيي "داعش" ويحقق انتصارات ميدانية.

في زمن باتت فيه "الهجرة ثلثي المراجل"، وقفت امرأة تملك خيار الرحيل صامدة مدافعة عن أرضها وكرامتها. أمية الجبوري، تعيد إلى ذهننا، في زمن القحط ، نساء حققن انتصارات على كل مستعمر ومحتل مهما اختلفت هويته: من ليلى خالد الى سناء محيدلي ودلال مغربي وجميلة بوحيرد.. نساء هن الجميلات بحق.. نساء هن.. النساء المقاومات كما الجنوبيات اللبنانيات صببن الزيت المغلي على جنود العدو وقاومن وأنجبن مقاومين وصبرن حتى النصر.

أمية الجبارة، امرأة هي العيد للمرأة التي تجاهد وتقاوم وتنتصر؛ فـ "تحية إليك للحرية، تحية لكل شعب صالح.. يطمح بالحياة والسلام". أمية الجبارة، امرأة يليق بها قول المتنبي: "ولو كان النساء كمن فقدنا *** لفضلت النساء على الرجال/ وما التأنيث لاسم الشمس عيب *** ولا التذكير فخر للهلال".

السفير - كارمن جوخدار