السعودية و"اسرائيل" الاكثر قلقا من الاتفاق النووي الايراني

السعودية و
السبت ٠٤ أبريل ٢٠١٥ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

بعد عشر سنوات من المفاوضات جرى التوصل الى “اتفاق اطار” بين الدول الست من ناحية وايران من ناحية اخرى حول البرنامج النووي الايراني، ما ينهي 13 عاما من المواجهة ويؤرخ لمرحلة جديدة في العلاقات بين الطرفين بحسب موقع "راي اليوم".

اتفاق الاطار الذي سيوقع في شهر حزيران (يونيو) ليس ملزما للطرفين، ويمكن الغاؤه، او التخلي عنه، كما انه لا يلغي البرنامج النووي الايراني، وانما يبطئه، ويفرض قيودا عليه...
وكشف الموقع ان دولتين الاكثر قلقا من هذا الاتفاق والتوصل اليه، هما "اسرائيل" والمملكة العربية السعودية، ومصدر القلق واحد ومشترك يتلخص في ان رفع الحظر الاقتصادي عن ايران سيعطيها حرية اكبر للحركة، ودورا اكبر في سوريا والعراق ولبنان واليمن، فاذا كانت ايران اصبحت صاحبة النفوذ الاكبر في هذه الدول الاربع الى جانب البحرين رغم الحظر الاقتصادي الشرس، فان هذا النفوذ مرشح للتمدد بصورة اكبر بعد انهائها.
ويتابع المقوع في مقاله: لا بد من الاعتراف بأن القدرات التفاوضية الايرانية اثبتت فعاليتها طوال جولات الحوار السابقة، وحققت لايران معظم مطالبها وابرزها رفع الحظر والاعتراف بحقها في برنامج نووي سلمي، وهو ما كانت تعارضه الولايات المتحدة منذ اليوم الاول، فالمفاوض الايراني اثبت قدرة عالية في التفاوض على ادق التفاصيل، والصمود في وجه كل التهديدات بالحرب حتى الدقائق الاخيرة.
ايران تراهن على عامل الوقت، بعد ان نجحت في الحفاظ على جميع اجهزة الطرد المركزي (19 الف وحدة) وكل مفاعلاتها النووية، وانتزاع اعتراف دولي بحقها في امتلاك 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، والحق في التخصيب لليورانيوم بنسية 3.6 بالمئة، وعندما نقول انها تراهن على عنصر الوقت فاننا نعني ان الظروف الدولية يمكن ان تتغير خلال فترة الاتفاق التي تمتد لخمسة عشرة عاما.
ويعتقد الموقع ان نتنياهو خرج الخاسر الاكبر من هذا الاتفاق لانه بنى استراتيجية طوال السنوات الست الماضية على استخدام الخيار العسكري لتدمير المشروع النووي الايراني وتعبئة العالم الغربي، والولايات المتحدة خصوصا خلف هذه الاستراتيجية، محاولا ان يضرب عصفورين بحجر واحد، اي تدمير المشروع النووي وايران، والقضاء على اذرعتها في لبنان المتمثلة في “حزب الله”.
لكن لا يستطيع نتنياهو شن عدوان عسكري على ايران لوحده، وبعد التوصل الى هذا الاتفاق مع الدول الكبرى، مهمته باتت صعبة ان لم تكن مستحيلة، فكيف سيهاجم دولة وقعت اتفاق “تاريخيا” يضمن سلمية برامجها النووية؟.
اما المحور السعودي الخليجي بحسب الموقع فقد خرج خاسرا ايضا، لانه بات يشعر ان الولايات المتحدة الامريكية حليفته الكبرى خدعته وتحالفت مع ايران من وراء ظهره، وتركته يقف “عاريا” في مواجهة ايران قوية سياسيا واقليميا ...
ماذا سيفعل هؤلاء الخاسرون؟
من الصعب اعطاء اجابات قاطعة، فالتقارب بينهم غير مستبعد، ولكنه يصب في مصلحة ايران اذا ما حدث، والسباق النووي جائز، ولكنه يحتاج الى وقت طويل وخبرات علمية، وتحالفات دولية واقليمية، وشراء قنابل نووية من باكستان او غيرها يبدو مجرد تلويح وورقة تهديد، فايران لم تملك الاسلحة النووية بعد.
ويعتقد المقال ان منطقة الشرق الاوسط دخلت مرحلة جديدة، ويمكن القول ان “العصر الايراني” بدأ، ناصحا ايران بان تطمأن جوارها العربي وغير العربي، وتتوصل الى تفاهمات بل اتفاقات، تراعي مصالح الآخرين، وتنهي حالة الاحتقان الحالية قبل ان تتطور الى حروب مباشرة بعد مرحلة حروب بالوكالة بحسب كاتبه.
ويختم الموقع مقاله بالقول : لنترك الايرانيين ينعمون باحتفالاتهم بهذا الاتفاق، ونعتقد ان الحكومات العربية يجب ان تبادر بالتهنئة بانجازه، التزاما بالاعراف الدبلوماسية المتبعة، وان تجري مراجعة شاملة لكل سياساتها التي ادت الى غياب المشروع العربي في الوقت نفسه، بدلا من اللطم والعويل.