دقت طبول الحرب في منطقة كردستان ومن لايسمعها فهو أصم!

دقت طبول الحرب في منطقة كردستان ومن لايسمعها فهو أصم!
الثلاثاء ١٤ أبريل ٢٠١٥ - ٠٢:٠٠ بتوقيت غرينتش

عاد الحزبان الكرديان في منطقة كردستان (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني ) لسعير الحرب الاعلامية بينهما من جديد بعد فترة من الهدوء الحذر استمر سنوات عديدة، وكانت الشرارة التي فجرت الخلافات مجدداً بين الحزبين فشلهما لوضع الخطوات المناسبة من أجل الوصول إلى الحلول المقنعة واختيار الحل المناسب حول امكانية تجديد ولاية رئيس الاقليم التي ستنتهي في 19 اب من العام الحالي.

ويذكر ان السيد مسعود بارزاني تولى رئاسة كردستان في عام 2005 واختير داخل البرلمان وبعدها في انتخابات مباشرة جرت عام 2009 وحصل على 69% من اصوات الناخبين، وفي عام 2013 وبعد انتهاء ولايته تم تجديدها لمدة عامين بعد ان حدثت خلافات بين الاحزاب الكردية حول اجراء استفتاء على مشروع الدستور.

اعتقال قائد قوات حماية شنكال:

في ليلة 2015/4/5، قامت قوة خاصة من( أسايش ) ناحية سميل التابعة لمحافظة دهوك وبامر من رئيس المنطقة، بإعتقال قائد قوات حماية شنكال( حيدر قاسم ششو) بحجة إرتباطه (بالحشد الشعبي)، وعليه ندد المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني باعتقال ششو واكد على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الكردي واجماع الاطراف السياسية للتعامل مع القضايا الانية والمصيرية في الحرب مع «داعش» كما طالب بالافراج الفوري عن ششو ورفاقه المعتقلين.

ونشرت وسائل إعلام كردية رسالة السيدة هيرو أبراهيم أحمد، زوجة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني والقيادية في الحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، التي وجهتها الى حزب البارزاني (من القاعدة وحتى قمة الهرم في الحزب) تحت عنوان (أناء الاتحاد الوطني أمتلئ لا تدعوه ينضح).

تطرقت ابراهيم في رسالتها الى ان حزبها لايريد أشعال الحرب الداخلية مرة أخرى، وأن الكثيرون يتساءلون عن سبب صمت الاتحاد الوطني تجاه ما يفعله الديمقراطي الكردستاني ويصورونه بأنه ضعف، ولكن الحقيقة هي أننا لا نريد ان نحرق قلوب الامهات مرة اخرى ولا نريد أن تذهب دماء 1500 شهيد في حرب "داعش" هباءً.

ويتخوف المراقبون السياسيون من نشوب المعارك المسلحة بين الحزبين بعد ان تصاعدت الخلافات بينهم ودخلت في منعطف خطير يهدد سلامة المنطقة بعد تمسك كل من الطرفين بمواقفهما وآرائهما، بالاضافة الى عدم وجود مرونة لدى قيادي الحزبين في التعامل مع القضايا المختلف عليها بانفتاح وتعاون حقيقي.

نعم هناك خشية حقيقية في الشارع الكردستاني، من اتساع الفجوة بين الحزبين (الاتحاد والديمقراطي) نتيجة التحزب الضيق، والحرب الاعلامية، والتراشقات والاتهامات المتبادلة بينهم وغيرها من الامور التي تثير قلق المواطنين.

هناك خشية حقيقية ومخاوف جدية من اندلاع قتال داخلي جديد يعيد الي الاذهان المعارك الكارثية التي جرت بين الطرفين(الاتحاد واليمقراطي) على امتداد خمس سنوات (1994ـ 1999) والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء الشعب الكردي، وذالك بسبب سوء تقدير الحزبين المتحاربين للوضع وما كان يحمله من مخاطر.

نكرر ونقول ان رفض طريق التنافس السلمي، يفسح المجال لفرض الامر الواقع بالقوة، ويودي الى اعادة استخدام العنف وسفك دماء الابرياء ولا يستفيد منه غير اعداء الشعب الكردي وقضيته العادلة، ويهدد التجربة كلها بالنسف، ويضعف نضال الشعب العراقي كله ضد الارهاب والارهابيين القتلة.

لقد اثبت لنا الواقع أن رفض سبيل السلم والمصالحة وقبول الاخر والاتحاد الحقيقي بين الاحزاب الكردستانية وترتيب البيت الكردي الداخلي و(توحيد قوات البيشمركة بالكامل في وزارة واحدة وتنظيمها وتدريبها عسكريا وإداريا) سيعرض اقليم كردستان لاشد المخاطر، وفي مقدمتها التدخلات الاجنبية التي لامصلحة لها في حل النزاعات واستتباب السلم والامن في كردستان، ولا في تطوير منطقة كردستان وازدهارها وتقدمها ونجاحها.

اخيرا، يسأل المواطن الكردي المغلوب على أمره: هل يكون اعتقال حيدر ششو وقضية تجديد ولاية رئيس كردستان، ومشاكلها مع المركز وملفات عالقة كثيرة أخرى شرارة حرب جديدة بين الحزبين (الصديقين العدويين)؟!

شه مال عادل سليم/ ايلاف