بشار الاسد: الايديولوجيا الوهابية اساس كل إرهاب في العالم

بشار الاسد: الايديولوجيا الوهابية اساس كل إرهاب في العالم
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠١٥ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس السوري بشار الأسد، ان خطورة الإرهاب في منطقتنا تنبع من تمتع الإرهابيين بمظلة سياسية توفرها دول وزعماء وبشكل أساسي في الغرب ومن عدم وجود منظمة دولية فعالة يمكن أن تمنع بلدا من استخدام الإرهابيين كعملاء ووكلاء ليدمروا بلدا آخر.

وبحسب موقع "سانا" فقد لفت الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة اكسبرسن السويدية إلى أن الإرهاب في منطقتنا والعالم يستند إلى الايديولوجيا الوهابية وقال : الإرهاب خطر لأنه لا يعرف حدودا ولا قيودا.. ويمكن أن يضرب في أي مكان. الإرهاب ليس قضية محلية ولا حتى إقليمية إنها مشكلة عالمية.

خطورة الارهاب تنبع من تمتعه بمظلة سياسية
وتابع قائلا ان خطورة الارهاب تنبع من تمتعه بمظلة سياسية يوفرها عدد من الدول والزعماء والمسؤولين.. بشكل أساسي في الغرب. وقد بات الأمر أكثر خطورة الآن بسبب غياب القانون الدولي وعدم وجود منظمة دولية فعالة يمكن أن تحمي بلدا من بلد آخر يستخدم الإرهابيين كعملاء ووكلاء ليدمروا بلدا آخر وهذا ما يحدث في سوريا.
وحول مستجدات الحرب وما تشهده منطقة ادلب وهل هو مؤشر على ضعف الجيش السوري مقارنة بالسابق قال : عندما تنظر إلى سياق الحرب خلال السنوات الأربع الماضية.. تجد أن هناك كرا وفرا. أحيانا تكسب وأحيانا تخسر.. وذلك يعتمد على عدة معايير.. بعضها يتعلق بالمعايير والعوامل الداخلية.. وهنا يكون الأمر أكثر دقة. لكن بعضها يتعلق بمدى الدعم الذي يقدم للإرهابيين. على سبيل المثال.. وفي المثال الأخير الذي ذكرته حول إدلب.. فإن العامل الرئيسي كان الدعم الهائل الذي قدمته تركيا.. الدعم اللوجستي.. والدعم العسكري.. وبالطبع الدعم المالي الذي تلقوه من السعودية وقطر.

تركيا وقطر السعودية ليست دولا مستقلة ولا زالت تدعم الارهابيين 
وردا على سؤال في خصوص اجندات تركيا وقطر والسعودية سابقا وراهنا قال الرئيس السوري: هذه ليست دولا مستقلة.. وبالتالي فهي لا تمتلك أجندة خاصة بها. في بعض الأحيان يكون لهم سلوكهم ضيق الأفق أو الانتقامي أو المبني على الكراهية والذي يستخدم في أجندة الآخرين. وبذلك لا نستطيع القول إن لديهم أجندتهم الخاصة بهم.. لكنهم لم يتغيروا. ما زالوا يدعمون نفس الإرهابيين.. لأن هذا السلوك لا يتعلق بالأزمة في سوريا.. لقد دعموا الإرهابيين في أفغانستان.. من خلال دعمهم للايديولوجيا الوهابية والتطرف الذي أفضى إلى الإرهاب مؤخرا في أوروبا.

 الايديولوجيا الوهابية هي اساس كل إرهاب في العالم
وتابع قائلا ان الايديولوجيا الوهابية هي اساس كل إرهاب في العالم، لانه لم تكن هناك أعمال إرهابية خلال العقود الأخيرة في الشرق الأوسط والعالم دون هذه الايديولوجيا. فكل إرهابي في العالم يؤسس معتقده على الايديولوجيا الوهابية.
وراى الرئيس بشار ان المشكلة مع الولايات المتحدة وبعض المسؤولين الغربيين هي أنهم يعتقدون أن بوسعهم استخدام الإرهاب كورقة سياسية، هذا في حين ان الارهاب كالعقرب.. عندما تتاح له الفرصة سيلدغ.
وفي خصوص اجتماع مسوكو الذي جميع بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية اوضح الرئيس بشار ان الاجتماع حقق اختراقا وهذا يعني أن الاجتماع القادم سيكون واعدا من حيث التوصل إلى اتفاق تام حول مبادئ الحوار الذي سينتهي إلى حل للصراع في سوريا.
ولفت الى ان خطة دي مستورا من أجل حلب منسجمة مع جهود الحكومة في إجراء مصالحات في مناطق مختلفة من سوريا واضاف : ناقشنا معه خطته من أجل حلب.. وهي منسجمة مع جهودنا في إجراء مصالحات في مناطق مختلفة وهذا ما نجحنا به وهنا يمكن جعل الأمور أفضل.

كل ما حدث في اوروبا كنا قد حذرنا منه ونتوقع المزيد 
وفي جانب اخر من مقابلته اشار الرئيس الاسد الى ان كل ما حدث في اوروبا كنا قد حذرنا منه ونتوقع المزيد واضاف : الأمر ليس بحاجة لعبقرية.. لأن هذا هو سياق الأحداث التي جرت عدة مرات في منطقتنا.. ولدينا خبرة بهؤلاء الإرهابيين منذ أكثر من خمسين عاما. لم يصغوا لنا.. وقد حدث ما كنا قد حذرنا منه، وطالما لا يزال المسؤولون الأوروبيون يبجلون دولا مثل السعودية وقطر بسبب أموالها وحسب.. وتبيع قيمها وتسمح للايديولوجيا الوهابية الظلامية بالتغلغل وأن تزرع في بعض المجتمعات في أوروبا.. علينا أن نتوقع المزيد من الهجمات في هذا الصدد.
واعتبر الإرهاب حالة ذهنية ثقافة ينبغي التعامل معها بطريقة ايديولوجية موضحا : الارهاب ليس حربا. إنه حالة ذهنية.. ثقافة. ولذلك ينبغي التعامل مع هذه الثقافة. وينبغي التعامل معها بطريقة ايديولوجية.. وهذا يتضمن التعليم والثقافة. ثانيا.. أولئك الإرهابيون يستغلون الفقراء. ينبغي أن تعالج الفقر وبالتالي فإن النمو الاقتصادي والتنمية أمران مهمان جدا.. ثالثا.. عليك التعامل مع القضايا السياسية التي يستخدمها هؤلاء الإرهابيون لتعبئة عقول الشباب أو الأطفال لحل المشاكل السياسية في منطقتنا.

أمام هذه المنطقة مستقبل واحد فقط هو مستقبل القاعدة
واشار الى ان تنظيم "داعش" الارهابي لا يمتلك حاضنة في المجتمع وقال : إذا أردت أن تتحدث عن المدى القصير فإنه ليس لـ “داعش” مستقبل. لكن على المدى المتوسط.. وخصوصا فيما يتعلق بالشباب والأطفال.. فإن أمام هذه المنطقة مستقبلا واحدا فقط هو مستقبل القاعدة.. أي “داعش”.. و”النصرة”.. والإخوان المسلمين. وهذه ستشكل الحديقة الخلفية لأوروبا. أنك تستطيع اتخاذ التدابير ضد العديد من الأشياء.. لكنك لا تستطيع السيطرة على الايديولوجيا. عندما تزرع في الذهن فيصبح من الصعب التخلص منها. ولذلك.. عندما تترسخ في الأذهان.. فإن هذا هو المستقبل الوحيد للمنطقة.

من حق سوريا طلب الدعم من أي جهة تساعدها في حربها ضد الإرهاب 
واشار الى ان من حق بلاده ان تطلب الدعم من أي دولة أو منظمة أو كيان يمكن أن يساعدها في حربها ضد الإرهاب وتابع : لا يمكن المقارنة بين الارهابيين والحكومات. مهمتنا مساعدة البلد والدفاع عن المواطنين، بينما الدور الذي يلعبه “داعش” أو “النصرة” أو الإخوان المسلمين هو القتل والارهاب فحسب. ومن هذا المنطلق لنا الحق بأن نطلب الدعم من أي دولة أو منظمة أو كيان يمكن أن يساعدنا في حربنا ضد الإرهاب.

الاسلحة الكيميائية جزء من الحرب الدعائية ضد سوريا
وفي خصوص الاسلحة الكيميائية قال الرئيس السوري : لقد قلنا دائما إن هذا جزء من الحرب الدعائية ضد سوريا منذ اليوم الأول. إنهم يتحدثون عن الأسلحة الكيميائية دون أن يكون لديهم دليل واحد على ذلك.. وحتى الأرقام التي تنشر من قبل العديد من المؤسسات الأوروبية كجزء من الحرب الدعائية تفاوتت بين 200 ضحية و1400 ضحية. وهذا يعني أن هذه الأرقام ليست موضوعية ولا دقيقة. وحتى الآن ليس هناك دليل على أن أولئك الناس قتلوا بسبب هذا الهجوم. الدليل الوحيد الذي كان لدينا عندما قدمت لجنة من الأمم المتحدة هو أن غاز السارين استخدم في تلك المنطقة. ولكن لا ينبغي الغفلة عن ان الحكومة كانت هي الطرف الذي طلب من الأمم المتحدة إرسال وفد للتحقق في هذه المزاعم.

الحكومة تبنت محاربة الإرهابيين بالتزامن مع اجراء الحوار 
وجدد التاكيد على ان الحكومة السورية ومنذ البداية تبنت محاربة الإرهابيين وفي الوقت نفسه إجراء الحوار واضاف : بدأنا الحوار خلال العام الأول من الأزمة.. دعونا الجميع إلى طاولة الحوار وتعاونا مع كل مبادرة قدمت من الأمم المتحدة.. أو من الجامعة العربية.. أو من أي بلد آخر.. بصرف النظر عن مصداقية تلك المبادرة.. فقط كي لا نترك طريقا دون أن نسلكه وكي لا نعطي أي شخص ذريعة للقول إننا لم نفعل هذا أو ذاك. وهكذا.. فقد جربنا كل شيء. ولذلك.. لا أعتقد أن بوسع أحد القول إنه كان ينبغي أن نمضي باتجاه مختلف.. سواء فيما يتعلق بالحوار أو بمحاربة الإرهاب. هذه هي الدعامات الرئيسية لسياستنا منذ بداية المشكلة. الآن.. أي سياسة بحاجة إلى التنفيذ والتطبيق.. وفي التنفيذ هناك دائما أخطاء.. وهذا أمر طبيعي. إذا.. التحدث عن فعل الأشياء بطريقة مختلفة يمكن أن ينطبق على التفاصيل أحيانا.. لكني لا أعتقد الآن أن السوريين كان يمكن أن يقولوا إننا لا نريد الحوار أو لا نريد محاربة الإرهاب.