ملك الاردن: ما تفعله جماعة "داعش" محزن ولكن أفضل أيامها ولت

ملك الاردن: ما تفعله جماعة
الأحد ٠٣ مايو ٢٠١٥ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

اتهم الملك الأردني عبدالله الثاني في مقابلة تلفزيونية تنظيم "داعش" الارهابي باستغلال الشباب المسلم لتنفيذ عمليات انتحارية في تكتيكاته الحربية، ودعا للتواصل مع العشائر السورية والعراقية من أجل مواجهة التنظيم بالبلدين.

وقال الملك الاردني في مقابلة مع مع CNN ردا على سؤال حول مصدر "داعش" وكيفية تأسيسها: "هذا هو السؤال الجوهري. أعني أن هناك الكثير من نظريات المؤامرة تتردد هنا وهناك. لكن لا توجد إجابة واحدة محددة. من وجهة نظر الأردن، فقد رأينا هذه العصابة قبل عامين تقريبا تتشكل في الرقة، في شمال سوريا، والتي تعد مقرها الرئيسي".

وعن رأيه العسكري بأسلوب "داعش" القتالي قال الملك الأردني: "من الجانب التكتيكي، فإن ما يفعلونه هو أمر محزن للغاية، إذ أن هناك الكثير من الشباب المسلم المحبط في جميع أنحاء العالم. وكما تعلم، يأتي الكثير منهم من خلفيات فقيرة مخدوعين بالادعاء الكاذب للدولة الاسلامية والخلافة الإسلامية، التي لا علاقة لها بتاريخ الإسلام الحنيف".

ولفت الملك عبدالله الثاني إلى أن المجندين: "يصدقون بأنهم قادمون إلى سوريا وإلى العراق من أجل القتال. لكنهم في الواقع يُستغلون من عصابة "الدولة الاسلامية" (داعش) لتستخدمهم في الخطوط الأمامية، وكانتحاريين يسهل الاستغناء عنهم".

وأردف بالقول: “هكذا، فإن التكتيكات تعتمد على الدفع بهذه العناصر كموجة هجومية أولى حيث يفجرون أنفسهم، إما عن طريق المركبات أو يفجرون أنفسهم ضد قوات الأطراف الأخرى ذات الطابع الأكثر نظامية. ومن ثم يأتي دور عناصر المشاة، وهي القوة الرئيسية، لتقوم باستغلال مواقع المجموعة الأولى. لديهم وفرة من هؤلاء الشباب الذين يسهل التضحية بهم، وهذا هو المحزن في الأمر.”

وعن الطرق الواجب اتباعها سياسيا وعسكريا بمواجهة "داعش" قال الملك عبدالله الثاني: “من منظور عسكري تكتيكي، يجب متابعة تطور الهجمات داخل العراق.”

وعن الوضع في سوريا مقارنة بالعراق قال العاهل الأردني: “في سوريا، فإن المسألة كما أسلفت هي كيف نتواصل مع العشائر السورية. وأعتقد أن هذه هي بداية النهاية لهم (داعش) في سوريا والعراق. لن تنتهي "داعش" بين عشية وضحاها، ولكني أعتقد أن أفضل أيامهم قد ولت.”

أما عن المعركة الأيديولوجية بمواجهة التنظيم قال الملك الأردني: "إذا قلنا أنهم يمثلون واحد بالمائة من الإسلام، فإنه لا يجب علينا أن نكون الضحايا بسبب هذه الفئة القليلة. سوف يفشلون، فأصحاب الادعاءات الباطلة يفشلون دائما. والإسلام الحق هو ما يبقى. لكن لا يمكننا أن نكون الضحية، وأن تتخذنا بقية المجتمعات الدولية عدوا".

وختم بالقول: “ما نطلبه هو أن يقف معنا أتباع الأديان الأخرى والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. أن يقفوا مع المسلمين الذين يخوضون هذه المعركة، وأن يكونوا شركاءنا في هذه القضية. وسوف ننتصر بشرط أن نتوحد. هذه معركة الأجيال، وحرب عالمية ثالثة بمفاهيم أخرى، وسوف نخرج منتصرين إذا وضعنا خلافاتنا جانبا، وابتعدنا عن خطاب الكراهية، وتجنبنا الوقوع في الفخ الذي نصبه المتطرفون بمنحهم قوة لا يملكونها".