المهاجرون غير الشرعيين بين ناري الارهاب وتهديد الاتحاد الاوروبي+فيديو

الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

(العالم) 28/05/2015 - هذا البحر الذي يشكل بالنسبة لهؤلاء اخر بصيص امل بالحصول على لقمة العيش، قد يكون ايضا نهاية رحلتهم بعد حروب وماسي عاشوها في بلدانهم، رغم حلمهم بمستقبل افضل في الدول التي يحاولون اللجوء اليها.

لكن احلام هؤلاء بعضها تكسر على امواج البحر، فابتلعت المئات منهم، بينهما البعض الاخر مهدد بقرار الاتحاد الاوروبي تنفيذ ما يسمى بعملية ترايتون العسكرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر استهداف وتدمير قوارب المهاجرين.

عملية ترايتون لقت معارضة من الامين العام للامم المتحدة بان كيمون الذي اعتبر ان الاولوية يجب ان تكون الحفاظ على حياة المهاجرين.

وقال بان كي مون: "اولويتنا يجب ان تكون الحفاظ على حياة الناس وبالنسبة لتدمير قوارب المهاجرين فانها يمكن ان تنتهي بحرمانهم من حياتهم".

قرار الاتحاد الاوروبي جاء بعد ضغوط من دول عارضت بشدة انقاذ العالقين وسط البحر ودعت الى تدمير القوارب التي تقلهم متحججة بانهم يشكلون خطرا على اوروبا بينها تسلل الارهابيين ضمن المهاجرين.

وقال ديمتريس افراموبوليس: "اذا لم نتحرك الان فان الازمة ستتزايد في الاشهر المقبلة".

البعض في اورويا ذهب ابعد من ذلك ليدعو الى استهداف القوارب بحجة المجموعات التي تهرب المهاجرين

وقال فيليب هاموند: "الرد على هذه المسألة يجب ان يتضمن استهداف المجرمين الذين ينظمون عمليات الاتجار".

ما يدعو اليه الاوروبيون الان يناقض في مضمونه وخلفياته ما تعهد به الاتحاد سابقا حين بدأت قضية الهجرة بالتفاعل وهو ما اكدته منسقة السياسة الخارجية فيديريكا موغيريني في وقت سابق من منبر مجلس الامن الدولي.

وقالت موغيريني: "دعوني اؤكد صراحة بانه لن يتم اعادة اي من النازحين واللاجئين والحقوق الواردة في اتفاقية جنيف سيتم الالتزام بها".

اخرون يرون في سياسة الاتحاد الاوروبي المعتمدة تجاه ازمة المهاجرين انعكاسا لخوف من انتقال نار الارهاب من الضفة الاخرى للبحر المتوسط الى قلب اوروبا، لا سيما في ظل تسريبات كشفت عنها السلطات الايطالية تفيد بتهديد جماعة داعش الارهابية باغراق اوروبا بنصف مليون مهاجر ومن بينهم عناصرها. ما جعل الاوروبيين في سباق مع داعش من اجل كسب عامل الوقت لاحباط مخططها.

وفي هذا السياق يقول مؤيدو هذا التوجه ان سياسة الاتحاد الاوروبي المتعلقة بمنح اللجوء للمهاجرين ستضر بدوله.

وقال نايجل فاراج "لقد حذرت سابقا من ان سياسة الاتحاد حول اللجوء تشكل تهديدا حقيقيا وتمكن داعش من استغلال هذه السياسة لتهديد دولنا وتشكيل خطر كبير على مجتمعاتنا".

غير ان ما يغفل عنه الاوروبيون هو ان المهاجرين يفرون من دول ساهموا هم بشكل او باخر بتفكيكها وتحويلها الى بؤر للارهاب وداعش ومثيلاتها. من ليبيا تحديدا الى باقي منطقة الشرق الاوسط. وبالنتيجة اصبح المهاجرون امام خيارين نار الارهاب ونار الاتحاد الاوروبي.

 

02:40 - 29/05 - IMH