هل بالوعود يمكن القضاء على تنظيم داعش؟

هل بالوعود يمكن القضاء على تنظيم داعش؟
الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

لم نر منذ عام، حين استولى تنظيم داعش الارهابي على مدينة الموصل بتواطؤ من بعض القادة العسكريين العراقيين، اي خطوة يخطوها الحكام العرب من اجل محاربة داعش، بل ان المعلومات تفيد ان هؤلاء يعملون كل جهدهم من اجل بقاء وتمدد هذا التنظيم في العراق، لينفذوا مخططا اميركيا اوروبيا لتقسيم دول المنطقة وخاصة العراق من اجل تحقيق اهدافهم المشؤومة.

المضحك المبكي ان الملك الاردني عبد الله الثاني وهو المعروف بانه أحد السماسرة في المنطقة، يعلن انه سيدعم عشائر محافظة الانبار التي يسيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة منها لمواجة التنظيم. وقد رحب "تحالف القوى العراقية" ابرز التشكيلات السنية حسب صحيفة (الحياة 16- حزيران) بموقف الملك الاردني.

وجاء في بيان للتحالف: "أشاد تحالف القوى العراقية بتصريحات جلالة الملك الأردني عبد الله الثاني التي أكد فيها دعم بلاده لعشائر المحافظات الغربية العراقية في تصديها لعصابات داعش الإرهابية وتحرير مدنها من دنسها".

وأضاف، أن "العشائر العراقية في المحافظات الغربية والتي تربطها وشائج القربة والمصاهرة مع العشائر الأردنية بحاجة حقيقية إلى دعم كل الأشقاء والأصدقاء لتزويدها بالسلاح، خاصة بعد تأكيد الحكومة المركزية عجزها عن تزويدهم بالسلاح وضرورة اعتمادهم على إمكانياتهم الذاتية التي يتصدون بها لداعش على مدى أكثر من عام ونصف ".

الغريب في الامر، ان "تحالف القوى العراقية " يرحب بوعود الملك الاردني الجوفاء، ولا يرحب بدعوة الحكومة العراقية لكافة ابناء الشعب العراقي للمشاركة في محاربة داعش، بذريعة ان الحكومة العراقية عاجزة عن تزويده بالسلاح.

الحكومة الاردنية وعلى رأسها الملك عبد الله هي عضو في التحالف ضد داعش ولم نر منذ اب/ اغسطس عام 2014 اي خطوة جادة يقوم بها التحالف ضد داعش الا اللهم توجيه ضربات خفيفة الى مواقع هذا التنظيم، من اجل الحصول على تمويل عملياته من اموال النفط من السعودية والدول الخليجية، بينما دول التحالف هي في الحقيقة من يزود داعش بالمال والسلاح والافراد من اجل ابتلاع هذا التنظيم اكبر قدر من مساحة العراق وسوريا لتقسيمها طبقا للمخطط المعد من جانب الاميركان والاوروبيين.

ان الملك الاردني هو بحاجة الى من يساعده ويأخذ بيده لادارة شؤون بلده وحل الازمات المستفحلة في هذا البلد، لا ان يقدم الوعود للعشائر في الانبار لتحرير محافظتهم من داعش.

كان الاولى بالملك عبد الله ان يطرد افراد عائلة المقبور صدام من الاردن ليثبت صداقته للشعب العراقي، لا ان يسمح لهم باتخاذ الاردن منطلقا لمؤامراتهم  ضد الحكومة العراقية.

السؤال الذي يتبادر الى الاذهان هو: أين كان ابناء عشائر الانبار عندما اجتاح داعش محافظتهم؟، ولماذا لم يقاوموا هذا التنظيم؟، بدلا من ان يستجدوا اليوم المساعدة من سمسارالعرب عبد الله الذي لا يهمه سوى الحصول على مساعدات من الدول النفطية لكي يقدم لها الخدمات التي يطلبونها.

العراقيون لا يحتاجون الى دعم الملك عبد الله ولا مساعدة الملوك الخليجيين، لان بلادهم لديها الامكانيات الكافية لمحاربة داعش، فلماذا لا يقف ابناء عشائر الانبار مع افراد الجيش العراقي والحشد الشعبي لتحرير اراضيهم من الدواعش؟ بدلا من استجداء المساعدة من الملك عبد الله الذي هو اولى بتلقي الدعم والمساعدة من الاخرين.

ان تنظيم داعش لم يدخل سوريا والعراق الا باموال واسلحة الحكام العرب وخاصة شيوخ المنطقة  المدعومين من الولايات المتحدة، الذين ارادوا من دعم داعش القضاء على النظام في سوريا واضعاف الحكومة العراقية وجعلها تخضع لمطالبهم اللامشروعة.

ان وعود الولايات المتحدة وحلفاءها العرب بالقضاء على تنظيم داعش ومساعدة كل من يريد محاربة داعش هي وعود جوفاء، فاذا كان الاميركان يريدون القضاء على داعش، لكان بامكانهم القضاء عليه بالقصف الجوي المستمروالقيام بعمليات عسكرية واسعة كما يقومون بعمليات ضد العديد من قادة هذا التنظيم، ولكن هؤلاء لا يريدون سحق داعش لان وجوده سيبرر تدخلهم في المنطقة لنهب خيرات شعوبها.

ان من يعقد الامل على تلقي الدعم والمساعدة من الملك الاردني والشيوخ العرب لمحاربة داعش هو واهم، لان هؤلاء هم الذين اوجدوا وشكلوا تنظيم داعش، وهم الذين لا زالوا يدعمونه ويساعدونه من اجل البقاء والتمدد في العراق واضعاف الحكومة العراقية التي تحاول بكل ما اوتيت من قوة ان تحارب هذا التنظيم الارهابي.

فجهود الحكام  العرب منصبة على ابقاء التوترات والازمات في دول المنطقة ومنها سوريا والعراق واليمن، وكل وعد منهم بمحاربة داعش، انما هو للاستهلاك المحلي ولذر الرماد في العيون، فالشعوب العربية شبعت وعودا طيلة عشرات السنين، بتحرير فلسطين وها هو موقف هؤلاء الحكام من الكيان الاسرائيلي الذي كان حتى وقت قريب عدوهم الرئيسي، وقد اصبح اليوم صديق وحليف لهم يدخلون معه في تحالفات ضد ايران والشعوب العربية التي تحاول التخلص من هيمنة "اسرائيل" وحلفائها في المنطقة.
 

شاكر كسرائي