"داعش" يسعى لتجنيد فتيات روسيات

الأربعاء ١٧ يونيو ٢٠١٥ - ٠٤:٥٤ بتوقيت غرينتش

تبحث الشرطة الروسية عن طالبة يعتقد أنها توجهت إلى سوريا للانضمام إلى صفوف "داعش"، في ثاني قضية من هذا القبيل تواجهها روسيا.

ويخشى والد مريم إسماعيلوفا أن تكون ابنته حذت حذو فارفارا كاراولوفا وراحت ضحية مروجي الفكر المتطرف وعملاء تجنيد العناصر لصالح تنظيم "داعش" الإرهابي.

ويبدو أن هذه الظاهرة الجديدة ليست تلقائية، بل تأتي في إطار استراتيجية إجرامية جديدة للتنظيم، علما بأن خبر اختفاء مريم إسماعيلوفا جاء بعد يوم من إعلان الشرطة البريطانية أنها تحقق في اختفاء ثلاث مواطنات وأطفالهن التسعة للاشتباه بانضمامهن إلى التنظيم الإرهابي في سوريا، وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان فرار 3 طالبات بريطانيات إلى سوريا في فبراير/شباط الماضي.

ويمكن أن تطرح نظريات عديدة حول دوافع النساء والفتيات اللواتي قررن الانضمام إلى "داعش"، لكن السؤال الرئيسي يتعلق بالغايات التي يسعى التنظيم إلى تحقيقها عن طريق تجنيد النساء.

العنصر الأكثر إثارة للقلق في كل هذه القصص هو أن التلميذات والطالبات اللواتي يدور الحديث عنهن كن متفوقات ودرسن في جامعات ومدارس راقية لم يسجل فيها قبل ذلك أي نشاط للمتطرفين.

واختفت مريم إسماعيلوفا بعد مرور 10 أيام على توقيف الفتاة فارفارا كاراولوفا لدى محاولاتها عبور حدود تركيا إلى سوريا، وتجدر الإشارة إلى أن قصة كاراولوفا أثارت صدمة في المجتمع الروسي، علما بأن الفتاة تدرس في كلية الفلسفة بجامعة موسكو الحكومية أشهر جامعات روسيا، ولم يكن أقارب كاراولوفا على علم باعتناقها الإسلام وانجرارها إلى الفكر المتطرف، وكانت تخرج من البيت في ملابسها العادية ولدى دخولها الجامعة ترتدي الحجاب.

ونقلت قناة "لايف نيوز" الروسية عن مصدر أمني قوله إن الأجهزة الأمنية التي تحقق مع كاراولوفا منذ عودتها إلى روسيا في الـ11 من يونيو/حزيران، تمكنت من تحديد هوية الشخص الذي جندها، واتضح أنه كان مقيما في مدينة قازان، وكشفت الاستخبارات أنه موجود حاليا في سوريا حيث يقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي، واتضح أيضا أن المشتبه به حقق غايته عن طريق إقامة علاقة عاطفية مع الفتاة، عبر الإنترنت، حتى أقنعها باعتناق الإسلام ومن ثم دعاها إلى سوريا لكي يتزوج منها.

لكن الاستخبارات تعتقد أن كاراولوفا لم تكن خطيبته الوحيدة، وتستمر التحقيقات حاليا لتحديد هوية الفتيات الأخريات اللواتي كان هذا المروج المحترف لتنظيم "داعش" يتراسل معهن.

أما مريم إسماعيلوف فهي فتاة مسلمة ولدت في أسرة متدينة تتكون من أب و4 بنات، إذ أن الأم منفصلة عن الأب، وكانت الفتاة البالغة من العمر 19 عاما تدرس في الأكاديمية الروسية للاقتصاد الوطني والخدمة المدنية التابعة للرئاسة الروسية والتي تعد من أفضل مؤسسات التعليم العالي في روسيا.

وقال منصور إسماعيلوف والد مريم أنه يربي بناته الأربع وحده منذ طلاقه من زوجته، وكانت مريم دائما الأكثر طاعة واجتهادا في الدراسة من الفتيات، وكانت منذ الطفولة مهتمة بدراسة العلوم الإسلامية، ولم يلاحظ والدها أي مظاهر مقلقة في تصرفاتها، باستثناء تفضيلها للون الأسود لدى اختيار ملابسها.

ويجري منصور تحقيقا خاصا به في اختفاء ابنته، وكشف أن مريم حصلت مؤخرا على جواز سفر بعد أن جمعت جميع الوثائق المطلوبة لذلك بنفسها وقدمتها للأجهزة المعنية، دون أن تبلغ أسرتها بذلك، وقبل توجهها إلى المطار في طريقها إلى إسطنبول، استلمت مريم راتبها بالكامل من المكتب الذي تعمل فيه، كما أنها أخذت معها جميع مدخراتها التي بلغت قيمتها قرابة 30 ألف روبل، ويأمل منصور في أن يتم توقيف ابنته قبل أن تعبر الحدود إلى سوريا.

وفي سياق ذي صلة، كشف رئيس جامعة مدينة بيلغورود الحكومية الأربعاء 17 يونيو/حزيران عن محاولة متطرفين تجنيد طالبة في جامعته للانضمام إلى "داعش"، ورفض رئيس الجامعة أوليغ بولوخين الكشف عن اسم الطالبة، مضيفا أنها موجودة حاليا في جمهورية أنغوشيا، حيث تجري الأجهزة الأمنية التحقيقات اللازمة معها، وذكر أن الطالبة كانت متفوقة أيضا، وأكملت دراستها وكان من المقرر أن تتسلم شهادة تخرجها بعد شهر.