عبد الله الثاني وسايكس بيكو الجديد

عبد الله الثاني وسايكس بيكو الجديد
الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

عندما أحرق تنظيم "داعش" الطيار الاردني معاذ الكساسبة التي أظلته قائدة الفرقة الجوية الاماراتية وأوقعته اسيراً بين آكلي اللحوم وباقري البطون خوارج العصر لينفذوا فيه فعلتهم الدنيئة، أقام الملك الاردني الدنيا ولم يقعدها لابساً بدلته العسكرية وهو يشمر عن يمينه وشماله أمام أبناء عشيرة الضحية المسكين وكأننا نشاهد لقطات من مسلسل أفلام رمبو الأميركية .

بلغت مبيعات هذا الأستعراض الهوليوودي لعبد الله الثاني حوالي 765 مليون دولار متجاوزة ما حصل عليه عام 2014 وقيمتها 20ر633 مليون دولار ناهيك عن حجم المنح لدعم النشاطات التجسسية والتأمرية على شعوب المنطقة تحت يافطات اقتصادية واجتماعية وثقافية تجاوزت الـ200 مليون دولار، هي ثمن دم الكساسبة وأمثاله من ابناء المنطقة الذين يسقطون يومياً بدم بارد على يد الزمرة الارهابية الوهابية السلفية السعودية الخليجية التركية الاسرائيلية “داعش” وأخواتها هدية الإدارة الاميركية لجلالته على دوره الجيد في الاستعراض المذكور.

السفيرة الأميركية في الأردن “أليس ويلز”، كشفت إن بلادها ستقدم هذا العام أكثر من ملياري دولار من المساعدات للأردن، بما يساعد عمان على المحافظة على جاهزيتها الكاملة وتعاونها الستراتيجي..”، ربما هو ثمن مساعي الملك الأردني لتنفيذ مآرب الحليف الاسرائيلي والراعي الأميركي في تشتيت شعوب المنطقة وتمزيق وحدة ترابها وتقطيع كعكة أراضيها الى دويلات صغيرة بسايكس بيكو الجديد عبر تصعيد نار الفتنة الطائفية بمخططات غرفة العمليات الأمنية والعسكرية الأميركية الاسرائيلية السعودية التركية في عمان الداعمة للمجموعات الارهابية المسلحة الناشطة في سوريا والعراق لوجستياً وعسكرياً ومدهم بالمال والعتاد والأفراد وفتح الحدود لتسللهم نحو سوريا والعراق.

3 مليارات دولار سنويا اضافية للفترة 2015 – 2017 ستقدمها الولايات المتحدة الأميركية إستناداً لمذكرة التفاهم الأميركية الاردنية التي وقعها وزيرا خارجية البلدين كيري وجودت  خلال زيارة عبد الله الثاني الأخيرة لواشنطن، “تقديرا للعلاقات الاستراتيجية التاريخية القائمة بين البلدين، وللدور النشط الذي تضطلع به المملكة، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في التعبير عن صوت الاعتدال في المنطقة، والتزامها الثابت بتحقيق..” – حسب الوثيقة؛ تنبئ عن دور جديد يرعاه الملك الأردني ظهرت بوادره في تصريحاته بتاريخ 15 من يونيو/ حزيران الماضي بقوله: “أن من واجب عمّان دعم العشائر في شرقي سوريا وغربي العراق، مشيرا إلى إدراك العالم لأهمية الأردن في حل المشاكل بسوريا والعراق وضمان استقرار وأمن المنطقة” !! – أي تقسيم البلدين الى دويلات طائفية.

“تحالف القوى العراقية” السني المنظم لساحات الاعتصام المسلحة في المناطق السنية وأحد أبرز أركانه اسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية الذي كشفت وثائق ويكيليكس إستناداً لوثيقة جهاز الاستخبارات السعودي برقم 341 بتاريخ 23 /6 /2014 عن تسلمة مبلغ 575 مليون دولار من رئيس جهاز الاستخبارات خالد بن بندر بن عبد العزيز ثمناً لما قام به من دور كبير وريادي في التآمر على وحدة العراق والعراقيين وإسقاط حكومة نوري المالكي، وجاء وأخيه أثيل النجيفي محافظ الموصل سابقاً بالدواعش وأحتضنهم ومكنهم من إكتساحهم لمساحات واسعة النطاق في بلاد الرافدين من نينوى وحتى الانبار؛ كان أول من رفع صوته مرحباً بمبادرة عبد الله الثاني الداعم لعشائر محافظة الأنبار.

على الساحة السورية حيث الوطنية هي كلمة الفصل فالأمور إختلفت كثيراً عن العراق، فقد وجهت العشائر السنية السورية رسالة الى الملك الأردني، قالت فيها: “علمنا عبر وسائل الإعلام مضمون تصريحاتكم التي تعلنون فيها نواياكم تسليح أبناء العشائر السورية بسبب من الأحداث الأليمة التي تمر بها سوريا”، مؤكدة أنها ترفض رفضا قاطعا ونهائيا أي دعوة أو طرح أو مشروع يجردها من جوهرها الوطني. مشيرة الى أن “الأردن وسلطاته يدركون حجم المؤامرة على سوريا وطبيعة المشروع الأميركي الذي يستهدف المنطقة ويسعى إلى تقسيمها عبر الدعوة لتسليح العشائر العراقية السنية وخلق ظروف مناسبة لتفتيت العراق طائفيا ومذهبياً”، مشددة “أن الحل الوحيد للتصدي للإرهاب في سوريا يكمن في تجفيف منابع السلاح والتمويل من دول إقليمية وغربية”.

 علي الاشقر/ الوعي نيوز