ايران تحذر من رفع مستوى التخصيب ان لم يحصل اتفاق

ايران تحذر من رفع مستوى التخصيب ان لم يحصل اتفاق
الأربعاء ٠١ يوليو ٢٠١٥ - ٠٢:٣٩ بتوقيت غرينتش

حذر رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني، علاء الدين بروجردي، من مغبة عدم التوصل الى اتفاق نووي بسبب مطالب الاميركيين، وقال: سوف نصنع أجهزة طرد مركزي من الجيل الجديد،ورفع مستوى التخصيب الى اكثر من 20 بالمئة عند الحاجة.

وحسب وكالة انباء فارس اكد بروجردي، في حوار تلفزيوني مع قناة فلسطين اليوم: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية عازمة على التوصل الى اتفاق جيد وتعارض كل الطلبات الأميركية المبالغ فيها، وعلى الأميركيين أن يفهموا جيدا أنه حال عدم التوصل لاتفاق نهائي بسبب مطالبهم المبالغة فيها فإننا غير ملزمين بأي من تعهدات جنيف أو لوزان.

واضاف أننا نريد التقدم للأمام لا البقاء في مكاننا، وفي هذه الحالة ونظرا لقدراتنا في مجال الطاقة النووية سوف نتجه لتصنيع أجهزة الطرد المركزي من الجيل الجديد، وإن كان لدينا مشروع داخلي سلمي و كنا بحاجة لإنتاج اكثر من 20 بالمئة من اليورانيوم، فسنرفع مستوى التخصيب، ولن نقبل بأي شرط أو قيد نهائيا، وهذا ما لاتريده اميركا ان يحصل، بل تريد التوصل لاتفاق يضمن لها التحكم في الصناعة النووية الايرانية.

ووصف ايران بالبلد الوحيد الذي يمتلك التقنية النووية الموقع على اتفاقية منظمة نزع السلاح النووي، موضحا ان هناك فتوى لقائد الثورة بتحريم امتلاك قنبلة نووية، وهذا رد على ما ادعته اميركا بانها استطاعت منع ايران من تصنيع قنبلة نووية، لذلك فان عدم التوصل لاتفاق نهائي هو خسارة لأميركا نفسها لما ذكرته وبالتالي فالغرب مهتم بهذا الاتفاق ولأنهم ايضا يريدون تحسين علاقاتهم الاقتصادية مع ايران متطلعين في ذلك إلى سعي الصين وروسيا لاقامة علاقات اقتصادية افضل.

واشار بروجردي الى إن قائد الثورة قد أعلن سابقا كل خطوط ايران الحمراء، وتم التأكيد عليها، لكن المشكلة في المفاوضات مع الأميركيين هي مطالبهم المبالغ فيها، واليوم بينا لهم بشكل كامل أن عليهم أخذ المواضيع التي حددها قائد الثورة على محمل الجد، عبر القانون الذي أقره مجلس الشورى الاسلامي.

وشدد على موقف طهران حول ضرورة ازالة كل أنواع الحظر، بحيث يعلن الطرفان يوم توقيع الاتفاق على هذا الامر كما يعلن مجلس الأمن الدولي بالأمر ذاته ويلتزم به، ليصبح اتفاقا دوليا رسميا بضمان الأمم المتحدة "وفي حال أرادوا نقض الاتفاق فنحن في المقابل لن نلتزم به ، أي إنها معادلة من طرفين، فإذا أرادت أميركا أن تتنكر لتعهداتها فإن ايران لن تلتزم بما تعهدت به، وأعتقد أنه إذا توصلنا لاتفاق مناسب لن نواجه مشكلة حقيقة في مرحلة التنفيذ.

واعتبر ان من الطبيعي أن يؤثر الاتفاق النووي على العلاقات الاقتصادية بين ايران والغرب، فهناك مئات الشركات الغربية على قائمة الانتظار قد ابدت استعدادها اثناء مباحثاتنا معهم للعمل هنا كبوينغ وايرباص وشركات أميركية وأروبية أيضا ترغب المشاركة في المشاريع النفطية متى ما رفع الحظر.

واكد بروجردي ان الاتفاق النووي لن يترك تأثيرات على سياسة طهران في المنطقة، قائلا: انه حتى لاتقع أي شبهة فإنه لم يتم طرح أي قضية تتعلق بقضايا المنطقة خلال عشرات الساعات من المفاوضات النووية مع الأميركيين، لأن موقفنا في سوريا العراق اليمن البحرين وسائر الدول واضح وشفاف للغاية ونحن على طرفي نقيض مع الولايات المتحدة الأميركية، وبوضوح أكثر نحن نعارض سياسات واشنطن في سوريا و العراق و اليمن لأنها ضد مصالح الامة الاسلامية، فالشعوب الاسلامية تقتل وتذبح في شهر رمضان وفي شهر رجب الحرام ، وأميركا تصفق للقتلة ومن الطبيعي أن نعارض هذه السياسات.

وشدد انه لن يطرأ أي تغيير على سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية في قضية فلسطين، لأنها بوضوح أهم قضية في سياساتنا الخارجية، موضحا ان قائد الثورة قال بصراحة في لقاء مع مسؤولي الدولة أن قضية فلسطين على رأس أولويات سياساتنا الخارجية، بل بلغ الاهتمام بهذه القضية أنها باتت وحدها قانونا بتصويت مجلس الشورى بين المسائل الخارجية، وستبقى سياستنا في المنطقة على هذا النحو ولن يطرأ أي تغيير على هذه السياسة لا كما ولا نوعا بتأثير الاتفاق النووي.

وتابع: ان هذا يؤكده فتحنا الباب واسعا امام جميع الفصائل الفلسطينية، ربما لا نوافق على اداء خالد مشعل النضالي حاليا كشخصية فلسطينية، وفي ايران هناك انتقادات لنهجه الحالي، لأنه وعلى كل حال على الثوري أن يبقى ثوريا، ورغم ذلك لم تغلق ايران الباب أبدا أمام حركة حماس وعلاقتنا معها لازالت موجودة واذا أراد مشعل زيارة ايران فموقفنا هو ذات الموقف الذي أعلنه مساعد وزير خارجيتنا.

ووصف دفاع الشعب الفلسطيني عن أرضه أمرا شرعيا حتى في القوانين الدولية "ولذلك نحن نعارض وضع حركات المقاومة كالجهاد وحماس وحزب الله لبنان على قائمة الارهاب، وهي احدى نقاط الخلاف الجادة مع الغرب، إنهم يدافعون عن حقهم المشروع ويجب ان يبقوا على هذا الطريق ونحن ليس لدينا أي تحفظ أن نعلن رسميا دعمنا لحركات المقاومة للكيان الاسرائيلي، المقاومة الفلسطينية ذاتها أعلنت ذلك، مثلا الجهاد الاسلامي أعلنت إنها استلمت منا صاروخ الفجر 5 ونحن لم ننكر ذلك، لم ننكر أننا نقدم ما نستطيع من امكانيات للمقاومة الفلسطينية، لأن الكيان الاسرائيلي يسعى لبث الفرقة في العالم الاسلامي وتحقيق استراتجيته من النيل للفرات والتي يرفعها علما لكيانه".